هشاشة العظام مرض شائع أكثر مما نتصور يصيب الإنسان كلما تقدم به السن.
وليس له أعراض ملحوظة ولكنه يؤدي إلى سهولة كسر العظام نتيجة لأي صدمة بسيطة مما يسبب معاناة المصاب وعدم قدرته على الاعتماد على نفسه.
العظام نسيج حي يتكون من مادة بروتينية تسمى الكولاجين ومواد أخرى مثل الكالسيوم والفسفور تعطي العظام الصلابة والقوة. وتحدث الإصابة بالمرض عندما يقل إمداد الجسم بأي من هاتين المادتين أو يقل امتصاصهما وبالتالي تفقد العظام القوة والصلابة وتصبح سهلة الكسر. وهذا النسيج في استقلاب دائم مدى الحياة حيث يتم بناء خلايا جديدة دائما وذلك لتعويض الخلايا التي تموت وتكون عملية الهدم مساوية لعملية البناء حتى عمر الثلاثين تقريباً. مع التقدم في العمر يصبح الهدم أكثر من البناء وبالتالي تقل كثافة العظم تدريجيا. فمثلا بعد عمر الثلاثين تفقد المرأة 3 ،0% من كتلة عظامها سنويا وبعد انقطاع الدورة الشهرية تزداد النسبة لتصل إلى 3% سنويا. وهذا المرض يحدث بالتدريج على مدى سنوات حتى تظهر مشاكله، حيث ان المريض لا يشخص إلا بعد الإصابة بالمرض وبعد التعرض لكسر إحدى العظام لذلك سمى «باللص الصامت».
العوامل المسببة لمرض هشاشة العظام:
1 ينتشر مرض هشاشة العظام غالباً بين النساء .. وذلك أن كتلة عظام النساء أقل منها عند الرجال في نفس السن والسبب الأهم من ذلك هو نقص الهرمونات الأنثوية عند انقطاع الدورة الشهرية إما مبكرا وإما بسبب جراحي وأهمها هرمون الاستروجين وعند توقف الدورة الشهرية يقل إفراز هذا الهرمون تدريجيا مما يؤدي إلى نقص كثافة العظام بصورة أسرع، والإصابة بالمرض.
2 عدم إجراء التمارين الرياضية خصوصا في سن المراهقة والرياضة لا تعيد كتلة العظام المفقودة ولكنها قد تبطئ من نقص كثافة العظام.
3 التدخين.
4 تعاطي الكحول.
5 تدني نسبة الكالسيوم في العظام.
حيث يعتبر من أهم المواد للمحافظة على قوة العظام وصحتها وعند الإهمال أو الإقلال من تناول المواد الغنية بالكالسيوم مثل مشتقات الألبان والخضراوات الطازجة تزيد نسبة الإصابة بهشاشة العظام.
6 العوامل الوراثية.
هشاشة العظام ليس مرضاً وراثياً إلا أنه إذا كانت الأم أو الأخت أو الجدة قد أصيبت بهشاشة العظام فإن احتمال حدوث المرض يزداد أكثر.
7 النقص الشديد في الوزن أو ضعف البنية حيث إن ذلك يعود إلى صغر الهيكل العظمي.
8 العلاج الطويل الأمد بالستيرويدات التي تستعمل لعلاج الربو والتهاب المفاصل الروماتيزمي «مع استعمالها لفترات طويلة» حيث ان ذلك قد يكون له اثر ضار على الهيكل العظمي.
9 عدم كفاية التعرض لأشعة الشمس.
أشعة الشمس تساعد على تصنيع فيتامين «د» وهو مهم لإبقاء العظام قوية وصحية مع تقدم العمر يقل امتصاص فيتامين «د» وبالتالي تزداد أهمية التعرض للشمس لمساعدة الجسم على تصنيع فيتامين «د» الذي يمتصه.
10 بعض المشاكل الطبية يمكن أن تؤثر على صحة العظام ومن هذه المشاكل:
النشاط الزائد للغدة الدرقية.
أمراض الكبد.
متلازمة كوشنج.
مرض السكري.
التقليل من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام
يجب تجنب عوامل الخطورة السابق ذكرها والابتعاد عن التدخين والكحول مع الاهتمام بالتغذية الصحية التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين «د» وكذلك ممارسة الرياضة بانتظام والتعرض لأشعة الشمس.
تشخيص هشاشة العظام:
إن هشاشة العظام لا يسبب آلاماً أو أعراضاً ولكنه قد يسبب آلاماً في الظهر ولا يعرف الكثير من الأشخاص أنهم مصابون بهذا المرض حتى يصابوا بكسر في إحدى العظام والتشخيص الدقيق الموثوق به لهذا المرض يتم بعمل فحص قياس كثافة العظام. وباستعمال الجهاز الحديث المتوفر في مستشفى المركز التخصصي الطبي الذي يمكن من خلاله إجراء فحص يتميز بالآتي:
1 فحص دقيق حيث يمكن تشخيص مرض هشاشة العظام كما يمكن معرفة مدى احتمال إصابة الشخص بهذا المرض مستقبلا بالإضافة إلى إمكانية متابعة الاستجابة للعلاج.
2 فحص آمن حيث ان كمية الأشعة التي يتعرض لها الجسم تعادل 1/10 من كمية الأشعة اللازمة لتصوير أشعة الصدر العادية.
3 لا يحتاج إلى تحضير مسبق ولا يستغرق أكثر من 10 دقائق.
هذا الفحص هام لكل السيدات بعد انقطاع الدورة الشهرية ولكن تزداد هذه الأهمية عند النساء المعرضات لخطر الإصابة بهذا المرض.
عليك طلب إجراء فحص قياس كثافة العظام إذا كانت إجابتك على أي من هذه الأسئلة بنعم:
هل انقطعت الدورة الشهرية قبل سن الخامسة والأربعين؟.
هل أجريت لك عملية استئصال للرحم أو عملية استئصال المبيضين؟
هل كانت الدورة الشهرية غير منتظمة أو متقطعة ولاسيما غياب الدورة لمدة ستة أشهر أو أكثر؟.
هل سبق أن تناولت عقاقير ستيرويدية لفترات طويلة من الزمن؟.
هل سبق أن تعرضت لكسر في العظام نتيجة لسقوط بسيط أو إصابة بسيطة؟.
هل لديك آلام في الظهر؟.
هل تعانين من قصر في القامة مع تقدم السن؟.
د/جون شلهوب استشاري أمراض النساء والتوليد مستشفى المركز التخصصي الطبي |