على مسؤوليتي: مقدِّم البرنامج يسخر من الخالق ويمتهن المرأة
أيها الكرام لست منظِّراً أقعد القوانين والقواعد لفئات المجتمع، ولكنني فرد عادي من ذلك المجتمع ساءه جداً وحرق قلبه ما راءه يوم الخميس الموافق للحادي عشر من شهر ربيع الأول على قناة «MBC» من خلال برنامج «على مسؤوليتي».
أعود إلى صلب الموضوع، ولعلي أركز هنا أيضاً على موقفين حصلا في بداية الحلقة لأني وللأمانة خجلت من نفسي إن سمحت لها بمتابعة ذلك القدر من ذلك البرنامج، فتحولت عنه وعاهدتها ألا تعود إليه.
الموقف الأول: بدأ صاحب المسؤولية «مقدِّم البرنامج» وكما هي عادته - قبل استقبال ضيوفه واستئثارهم بالجو الجماهيري دونه - بدأ في سرد بعض قصصه الفكاهية والمريخية «نسبة لكوكب المريخ» وكان مما قاله: «إن رجل جمرك في أحد البلاد العربية منع إدخال قرنية عين لزرعها لمريض في تلك الدولة، بحجة أن القرنية مستعملة» وهنا علَّق أبو الغور «إن شاء الله بس ما يجي اليوم اللي يمنع الرجل من ادخال امرأته الحدود بحجة أنها مستعملة»؟؟ عندها ضجَّ المسرح بالضحك من فكاهة صاحب المسؤولية!!
ولكن.. لست أدري لو أن هناك عائلة مكونة من أب وأم وأحد أطفالهما يتابعون ذلك البرنامج، وعندما ضحك الحضور استغرب ذلك الطفل وسأل أحد والديه أمه أو أبيه؟ «أبي.. أمي.. ما معنى امرأته مستعملة»؟
يا ترى هل سوف يتحمل سفير الأمم المتحدة لشؤون الأطفال مسؤولية الاجابة عن هذا الاستفسار البريء.. وبالله عليكم كيف سيجيبه.. بل كيف سيجيبه أبواه.. وأي نوع من الاحراج وخدش للمشاعر الذي ارتكبه ذلك «المسؤول» بعبارته تلك.. وأي اهانة وجهها ذلك «المسؤول» للمرأة في شتى أنحاء العالم، حيث جعلها كأي مادة «للاستعمال». أي نفور هذا من مكارم الأخلاق وتسلط على الذوق العام بذكر مثل تلك الألفاظ من خلال برنامج يشاهده ملايين الناس ذكوراً وإناثاً أطفالاً وكباراً. وإذا كانت المسؤولية لا تتضمن الحفاظ على القيم والمبادئ فأي مسؤولية هي؟!
الموقف الثاني: كان هناك حوار بينه وبين أحد شخصياته «أبو الهناء» عن طريق «PLAY BACK» بالنسبة لشخصية أبو الهنا. ومن ضمن ما دار في الحوار استفسار «المسؤول»: أنه - أي أبو الهنا - قال بأنه مات، فكيف به حيا الآن؟ فقال أبو الهنا «طلعت روحي ورجعوها، قالوا إلى الآن ما جا دورك». فيضج المسرح ثانية بالضحك، ولا أدري على ماذا هذه المرة. ففي المرة الأولى تعدوا حدود الذوق والأخلاق فجعلوا المرأة أضحوكة لهم وضحكوا وضحكت الموجودات في المسرح معهم أيضاً ولست أدرى ماذا كان في صدورهن. ولكن في هذه المرة لماذا يا ترى كان الضحك؟
هذا الاستفسار أرجو ألا يمر مرور الكرام على المسؤولين في تلك المحطة، وعلى جميع من في قلبه مثقال ذرة من إيمان وشرف وعزة، فالمسألة تعدت نطاق الذوق البشري بل تعدت خطوط حمراء لا يقبل لأي كان بتعديها. لقد تجاوز نطاق الخلق ليستهزئ بما هو من شأن الخالق جل وعلا «طلعت روحي ورجعوها وقالوا لي إلى الآن ما جاء دورك».
هذان الموقفان بما يحملان من انعدام للذوق وإخلال بمعاني الكرامة وقبل كل ذلك تعد على أمر إلهي، يضعان الكرة في ملعب الإدارة المسؤولة عن هذه المحطة وكلي أمل أن يكون هناك رد حازم وجازم على ذلك الرجل وبرنامجه.
هذا الرجل لم يعد يضع لنفسه خطوطا فاصلة بين ما يسمح له بقوله وبين ما يجب عليه السكوت عنه، أصبحت عنده رغبة الكلام طاغية على كل القواعد الأخلاقية والذوقية، لم يعد يدرك أن من الذوق ترك هذا وذاك ومن الأصلح فعل هذا وترك ذاك. هذا الرجل فهم الحرية والديمقراطية بمفهوم خاطئ جعله يزيل تلك الخطوط الفاصلة من قاموسه.
لا يهمني من هو دريد لحام بقدر ما يهمني ما يصنعه من خلال إعلامنا وبالذات عن طريق شاشة تحسب علينا كمواطنين سعوديين. وللأسف أنه لم يكن على قدر الثقة والمسؤولية التي أعطاه إياها مسؤولو المحطة، وبالفعل كان أبعد ما يكون عن عنوان برنامجه.
خالد طالع الحربي - المنطقة الشرقية |