* نظراً لاتساع مساحة المملكة العربية السعودية والتمدد العمراني الأفقي الهائل لمدننا وارتفاع مستوى دخل الفرد السعودي الذي يؤهله لاقتناء سيارته الخاصة، فإن ذلك كله يجعل من أكبر خدمات حكومتنا- أعانها الله- ومن أنفعها، هذه الطرق الواسعة الحديثة التي ربطت بين مناطقنا وبين مدننا ومحافظاتنا ومراكزنا، ووزارة المواصلات من أهم الوزارات التي ينظر الناس إلى خدماتها الهائلة بعين الرضا والارتياح ويتطلع المواطن في كل موقع من بلادنا إلى أن يستزيد من خدمات هذه الوزارة لما يجده من أهمية كبرى لهذه الطرق التي تصله بالمدن والقرى من حوله، والطريق الدائري الداخلي المحيط بنطاق بريدة، والذي تم تصميمه واعتماده قبل خمسة عشر عاماً، وتم نزع ملكيته لم يزل بعد جنيناً في رحم الغيب، وإن كانت«بلدية بريدة»، قد بدأت فتحه بجهود ذاتية، علما أن فرع وزارة المواصلات بمنطقة القصيم يرفعه كل عام ضمن أولويات الطرق المطلوب اعتماد ميزانية لسفلتتها، ولكنه يؤجل كل عام! إن هذا«الدائري» هو«دوار النخيل» الذي يخترق مزارع النخيل المحيطة بمدينة بريدة مثل الصباخ، وهطان، خضيراء، خب القبر، والنقع، فيحيي هذا الدوار مواقع حول مدينة بريدة ما زالت تنتظر دورها للدخول إلى عالم العصر الحديث لتشارك في إشاعة البهجة والجمال حول«بريدة»!. إننا نُعوّل على هذا الطريق ليساهم بنسبة تزيد على سبعين بالمائة من مشروع فك الاختناق المروري الذي تشهده«بريدة»!إننا نتطلع إلى وزارة المواصلات، الوزارة التي نفذت أعظم الإنجازات في عالم الطرق وشهد لها الأدنى والأبعد بحسن إدارتها وسرعة انجازها وعبقرية أعمالها، أن تولي مشروع دائري بريدة الداخلي اهتماماً يتسق مع الأهمية الكبرى لهذا الطريق الحيوي الهام الذي سيدخل مدينة بريدة إلى منظومة المدن العصرية الحديثة التي تتمتع بشبكة طرق حديثة واسعة تدعم تنميتها وتطورها وتوسعها لعشرين عاماً قادمة!
طنين البعوض على خارطة صحة البيئة
* نحتاج في الحاضر والمستقبل إلى حضور أكثر إيجابية وحداثة لدوائر«صحة البيئة» في بلدياتنا لتأكيد دورها الأهم في واقع المدن والمحافظات، وفي حياة سكان هذه التجمعات الإنسانية!
إن بعض مدننا الحديثة الواسعة أخذت تعاني من داء المدنية الحديثة من فساد للبيئة وتلوث، هي بحاجة اليوم إلى عمل خارطة صحية تصدر كنشرة ربع سنوية من دائرة«صحة البيئة» تحكي بصدق وصراحة وشفافية- كما يقول الإعلام الحديث- عن واقع صحة البيئة في مخططات التجمع السكني الذي ترعاه دائرة هذه المدينة! والقصد من هذه الخارطة هو تحديد الواقع البيئي الصحي لهذه المدينة ليكون بحسبان المسؤولين على مختلف مسؤولياتهم وبحسبان المواطن أيضا، ولتكون هذه الخارطة الصحية مصدراً من مصادر معالجة هذه المشاكل البيئية التي يعاني منها المواطن.
إن بعض جهات المدينة تعاني من البعوض الذي حرم الناس من التمتع بفضاء المكان، ومن حرائق القمامة، ومن غبار الكسارات والمداخن والمصانع ومن روائح المجاري، ومن إزعاجات صحية وبيئية كثيرة لا بد من رسم واقعها بصدق على خارطة صحة البيئة التي يجب أن تصدر فصلياً، لتبيان حقائق هذه المزعجات البيئية على أحياء المدينة وجهاتها الأصلية والفرعية، وأسبابها والحلول التي اتخذتها البلدية للتخلص من هذه المزعجات، وطرق النجاح في ذلك.
إنني أكتب هذه الأسطر على معزوفة من طنين البعوض الذي أفسد شرق مدينة بريدة وأخص الجهة الواقعة شرق حي الفايزية والممتدة من صناعية الرواف جنوباً حتى الدائري شمالاً، وجهات أخرى في بريدة لا يمكنني حصرها الآن.
إن «البعوض» آفة افسدت حياة الناس، وهي ثمار مستنقعات آسنة مهملة لم يصل إليها الطمر ولا المكافحة بل تُركت مساكن للبعوض الذي يغزو أطراف المدينة فيمص دماء سكانها ويحطم سعادتهم! لابد من خارطة صحية للبيئة، نتعرّف فيها بصدق على صحة بيئتنا فلعل في المكاشفة سبيلاً إلى المعالجة.
عبدالكريم بن صالح الطويان |