لقد تعارف الناس على ان الذين لا يعملون شيئاً هم الذين لا يخطئون.
فالكمال صفة من صفات المولى عز وجل، ولا يوجد على البسيطة من لم يخطئ في انجاز امر من امور حياته!
ان الحياة مدرسة منا من يتعلم فيها مما يقع لغيره من اخطاء ومنا من لا يتعلم إلا بعد ان يخوض التجربة بنفسه ومنا من يجتر اخطاءه ويكررها كما تجتر «البقرة طعامها»!!
إلا ان العاقل احيانا قد يهفو هفوات قد لا يقع فيها أحمق الناس!!
وقد يسهو أوفر الناس انتباها فيقع في الخطأ بقول او فعل ولذلك قالت العرب قديماً.. «لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة».
لا يجب أبداً ان نبرئ انفسنا من الاخطاء فنحاول الدفاع عن مواقفنا وتصرفاتنا التي قد تكون خاطئة في نظر الكثير من الناس وصائبة في نظرنا نحن فقط!!
يجب ان ننزع من طباعنا كل صفات الذاتية والاعتداد والتنازل عن الرأي وان نتقبل النقد حين يوجه لنا من اجل خطأ ارتكبناه!
ان الاعتراف بالخطأ وتقبل النقد بهدوء وسعة صدر وشخصية متوازنة ورزينة يدل على ثقة كبيرة في النفس وإرادة قوية وسيطرة واضحة على انفعالات النفس وهذه صفة لا تتوفر في الكثير من الناس إلا في العقلاء والحكماء منهم!
لنجرب ألا نلجأ للاعذار والاستماتة في الدفاع عن الرأي مهما كان خاطئاً، ونحكم على انفسنا فيما بعد من خلال الوقائع والمواقف كما يراها غيرنا لا كما نراها نحن فقط!
ان فن الحوار والتعامل مع الآخرين لابد ان ينطلق اساساً من تماسك ذهني ونفسي وتوازن في الأخذ والعطاء الفكري وثبات في الانفعالات! كما ان النقد احياناً له قواعده وأصوله عندما ننقد رأياً او تصرفاً فعليك عدم نقد ذلك امام الآخرين او محاولة استمالتهم لفكرتك أو رأيك أو محاولة التقليل أو النيل من الطرف الآخر في أمور خارجة عن موضوع النقد.
كما ان للوقت والمكان اثره المهم في توجيه النقد.
بصمة..
عندما لا نعرف شيئاً ونعترف في قرارة انفسنا وامام الآخرين بأننا لا نعرفه فتلك هي المعرفة.
| 
