Tuesday 18th June,200210855العددالثلاثاء 7 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مستعجل مستعجل
لكي لا تكون ظاهرة في المسجد
عبدالرحمن بن سعد السماري

 والله.. إننا لنسعد بشبابنا عندما نشاهدهم يسابقوننا إلى المسجد.. بل إلى روضة المسجد.. ويحضرون مبكرين مع أو قبل الأذان.
** هذا أمر مفرح ويسعد الجميع.. أن نرى من شبابنا من يُعظم شعائر الله.. ويجعل هاجسه.. هذا الركن العظيم.. الركن الثاني من أركان الإسلام.
** والله إننا لنسعد.. عندما نشاهد هؤلاء يملأون روضة المسجد.. يتلون كتاب الله.. ويتحلقون في حلق التحفيظ في المسجد. لكن ما يضايقنا أننا نشاهد بعضهم وعليه سمات الخير.. يأتي إلى المسجد مع الاقامة أو عند الإقامة.. ثم «يطمر» الصفوف واحداً واحداً.. ويدفع خلق الله واحداً واحداً.. فهذا.. يدفه.. وهذا.. يلكزه.. وهذا يطأ رجله.. وهذا «يِدِنْ» عقاله وتطير شماغه من «عراقيب» هذا الشخص.. وهكذا.. إلى أن يستقر خلف الإمام بالضبط.. غصباً على كل الناس.. حتى لو لم يكن هناك مكان.. ثم يعَوِّج الصف.. وبدلاً من أن يتجه الناس للقبلة.. يتمايلون شمالاً وجنوباً.. لأن أكتافهم اختلفت بسبب ضيق المكان.. وبسبب هذا الضيف الثقيل.. الذي لم يسعه ما وسع غيره من المتأخرين في آخر صف.. بل رأى.. أن مكانه الطبيعي.. هو الصف الأول وروضة المسجد.. وخلف الإمام.. وعلى يمين المؤذن غصباً على كل الناس.. وهكذا يعمل هؤلاء يوم الجمعة وإن كانوا قلة..
** يأتي أحدهم يوم الجمعة والإمام يخطب.. أو ربما في آخر الخطبة الثانية.. ويطمر الصفوف كلها واحداً واحداً.. و«يْلَوِّحْ» فوق رؤوس الناس وهو «طاير».. بل «فاتِنْ» حتى يستقر في الصف الأول.. و«يْبَرِّحْ» له مكاناً برجليه وبالقوة.. والويل لمن يقول له كلمة واحدة أو يظهر تذمراً.
** لست مفتياً.. ولا عالماً.. لأبين للناس حكم هذا الصنيع الذي يحول الدين من عبادة يسودها الخشوع والخضوع والالتزام والمبادرة والتبكير والهمة والمسابقة للخيرات.. إلى غير ذلك.. فمدة جلوس هذا وأمثاله في المسجد.. لا تتجاوز خمس دقائق لأداء الصلاة.. فهل يتساوى مثل هذا كما قد يعتقد مع من جاء إلى المسجد قبل الأذان بنصف ساعة.. وجلس في المسجد لأداء الصلاة.. ساعةً أو تزيد؟
** هل يظن.. أنه إذا جلس في روضة المسجد حصل على أجر يساوي أجر هؤلاء الذين جاءوا مبكرين؟
** هل المسابقة للخيرات تتم بهذا الشكل؟ وأين فقهاؤنا وعلماؤنا والأئمة في جميع المساجد من هؤلاء؟
** نحن نحب هؤلاء الشباب.. ونتمنى لهم الخير.. ولكنهم قد يكونون في حاجة إلى توعية.. والله سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved