Tuesday 18th June,200210855العددالثلاثاء 7 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المدينة المنورة سيدة الدنيا وغرة الأمكنة6/4 المدينة المنورة سيدة الدنيا وغرة الأمكنة6/4
أول مدينة إسلامية تطبق الخدمات البلدية
ثالث منطقة بالمملكة في المساحة والخامسة في عدد السكان

  كتبها - مروان عمر قصاص
المدينة المنورة من المناطق المهمة والكبرى في المملكة وقد حظيت باهتمامات كبيرة من قادة هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله والذي قدم الكثير من جهده ورعايته لتطوير هذه المدينة وتحديث نهضتها حتى أصبحت درة من الدرر في هذا الوطن الغالي، والمدينة المنورة تعتبر الثالثة على مستوى مناطق المملكة في المساحة والخامسة من حيث عدد السكان، وقد أهتم الملك المؤسس بهذه المدينة وأشرف على إحداث أول توسعة للمسجد النبوي الشريف في عهد الدولة السعودية كما أنه رحمه الله ولى عليها أحد أكبر أبنائه أميراً عليها بعد أن خضعت لحكمه العادل، وسوف نستعرض هنا أبرز الامراء والتطورات الكبيرة التي شهدتها هذه المنطقة في شتى الميادين وخاصة في هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.
وبعد أن تحدثنا عن تاريخ منطقة المدينة المنورة خلال الحلقات السابقة من حدود الوطن وبعد أن تطرقنا إلى أبرز معالم هذه المدينة ومنها المسجد النبوي الشريف وصلنا في رحلتنا هذه إلى الحديث عن المدينة المنورة الحديثة وأهميتها ومعالمها الحضارية.
أهمية المنطقة:
المعروف أن المملكة العربية السعودية تضم ثلاث عشرة منطقة إدارية، تسمى كل منها «إمارة، وتضم كل إمارة عدداً من المحافظات والمراكز».
والمدينة المنورة واحدة من الإمارات الثلاث عشرة، ويأتي ترتيبها في المرتبة الثالثة من حيث المساحة، والخامسة من حيث عدد السكان ويبلغ عدد محافظاتها ست محافظات، ويبلغ عدد المراكز فيها 62 مركزاً، منها «35» مركزاً من فئة «أ»، و «27» مركزاً من فئة «ب».
وقد قسمت منطقة المدينة المنورة إدارياً إلى سبعة أقسام: أمارة المنطقة مدينة المدينة المنورة وما يتبعها من المراكز ومساحتها «24673»كم، ومحافظة ينبع وما يتبعها من المراكز ومساحتها «18058»كم، ومحافظة العلا وما يتبعها من المراكز ومساحتها «29261» كم ، ومحافظة بدر وما يتبعها من المراكز ومساحتها «8226» كم، ومحافظة خيبر وما يتبعها من المراكز ومساحتها «20021» كم، ومحافظة الحناكية وما يتبعها من المراكز ومساحتها «24867»كم، ومحافظة المهد وما يتبعها من المراكز «24482»كم.
أمراء المدينة في الدولة السعودية
* الأمير محمد بن عبدالعزيز آل سعود:
أول أمير للمدينة المنورة. كان مع والده في محاصرة جدة، وكان قسم من الجيش السعودي يحاصر المدينة، فطلب أهل المدينة الأمان، على أن يتسلم المدينة منهم أحد أبناء الملك عبدالعزيز، فأرسل الملك عبدالعزيز ابنه محمداً فتسلم المدينة في العشرين من شهر جمادى الأولى عام 1344هـ، وأعلن العفو العام عن الذين كانوا مع الإدارة الهاشمية، وخيرهم بين البقاء في المدينة أو الرحيل إلى الجهة التي يريدونها، فاستأذنه عدد منهم وبقي آخرون، فأبقاهم في مناصبهم. كما أبقى قائد الشرطة مهدي بك في منصبه، وأعاد تنظيم عدد من الإدارات، وعين فيها أشخاصاً من أهل المدينة، ووزع على الناس الأعطيات
* الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود
تولى إمارة المدينة المنورة في ربيع الثاني عام 1385هـ، وخطت المدينة في عهده خطوات واسعة نحو التقدم والتوسع العمراني، وكان لين الجانب لأهل المدينة، حريصاً على لقائهم ومجالسة وجوههم. ومما يذكر من نجدته أنه بعد تسلمه الإمارة بفترة وجزيرة، انهارت عمارة في شارع المناخة، فسارع إلى الموقع، وأمر بضرب الخيام في المنطقة، وأقام فيها أكثر من أسبوعين، يشرف بنفسه على عملية إزالة الإنقاض واستخراج الأحياء والمصابين.وكان طوال مدة إمارته حريصاً على متابعة الأمور في مواقعها، إلى أن داهمه المرض واشتد عليه، فنقل إلى مستشفى الملك فيصل بالرياض عام 1402هـ، حيث وافاه الأجل المحتوم عام 1405هـ، وكان وكيله سعد الناصر السديري يقوم بإدارة المدينة في غيابه.
* الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود
ولد الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز سنة 1362هـ/1943م، ونشأ في رعاية والده، تلقى تعليمه الأولي على يد الشيخ عبدالله عبدالغني خياط، وخاصة القرآن الكريم، ومبادئ العلوم الدينية، ثم انتقل إلى مدرسة الأنجال في الرياض، فدرس المرحلة المتوسطة، ثم التحق بالقوات البحرية السعودية عام 1374هـ، وسافر إلى بريطانيا للدراسة.
وتولى سموه إمارة تبوك سنة 1400هـ، واهتم بتطويرها، وتنمية الحركة الاقتصادية فيها، وشجع المستثمرين على الاستفادة من طبيعتها الزراعية وإقامة المزارع، فصارت تبوك من مناطق الإنتاج الزراعي المتميز، تصدر منتجاتها الكثيرة والمتنوعة إلى داخل المملكة وخارجها، كما اهتم بتطويرها من الناحية العمرانية، فاتسعت المدينة في عهده، وظهرت فيها مناطق سكنية جديدة، وطرق واسعة، وأعيد تنظيم الشوارع الرئيسة القديمة، ونظمت مداخل المدينة تنظيماً جديداً يشعر القادمين إليها بالقفزة الحضارية الكبيرة.
وعندما توفي أمير المدينة المنورة عبدالمحسن بن عبدالعزيز، صدر الأمر السامي بتعيينه أميراً خلفاً له سنة 1406هـ وكانت المدينة في المرحلة الأولى من الطفرة العمرانية، حيث بدأ تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لتوسعة المسجد النبوي، وتطوير المنطقة المركزية المحيطة به، وتجديد المساجد التاريخية، فأشرف على هذه الحركة وقد شهدت المدينة المنورة خلال تولي سموه مهام الإمارة فيها حركة عمرانية كبيرة إضافة إلى العديد من المشاريع الكبيرة.
وعلى غرار ما حدث في تبوك شجع على إقامة مؤسسات ضخمة للاستثمار العقاري والزراعي، ورأس أكبر مؤسسة لذلك، وهي شركة طيبة للاستثمار والتنمية العقارية أكبر المطورين في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، فأصبحت المدينة مركز جذب للمستثمرين، وظفت فيها أموال كثيرة، وقامت مشاريع عمرانية ضخمة، وارتفعت في المنطقة المركزية مجمعات سكنية وتجارية عملاقة، تضم كل منها عدة مئات من الشقق والمحلات التجارية، وفق أحدث ما وصلت إليه التقنية العمرانية، وظهرت على هامش مشاريع تطوير المنطقة المركزية مشاريع أخرى مساندة، وخاصة في مجال صناعة مواد البناء وخدماتها، وانتشر البناء في جميع أنحاء المدينة.
وقد أهتم الأمير عبدالمجيد بالتخطيط المستقبلي للمدينة بشكل يواكب التطوير الضخم الذي حصل في المسجد النبوي والمنطقة المركزية، ووجه أن يكون التخطيط شاملاً للجوانب العمرانية والاقتصادية والاجتماعية، ومساوياً للنمو السكاني المتزايد.وما زال يرعى باهتمام كبير قيام المؤسسات الاقتصادية الناجحة في جميع الميادين التجارية والزراعية والصحية والعقارية، فضلاً عن الجمعيات الأدبية والثقافية وجائزة المدينة المنورة، ويحرص على تفقد المشاريع والأعمال التطويرية، ويقوم بجولات ميدانية على مواقع العمل داخل المدينة المنورة وفي ريفها الواسع.
ومن السمات الملحوظة في إدارته المتابعة الدؤوبة، والحرص على لقاء المسؤولين عن الإدارات، ومنحهم الثقة والصلاحيات اللازمة للأداء الناجح، ومتابعة إنجازاتهم فيها، والحرص أيضاً على لقاء وجوه أهل المدينة والمثقفين في مجلسه الخاص، وزيارتهم في المناسبات، وخصص فترة يومية للقاء عامة الناس والاستماع إلى قضاياهم، والتوجيه بحل مشكلاتهم على الفور. يلمس فيه كل من يلقاه الخلق العالي والتواضع الكبير وفي عام 1420هـ صدر الأمر السامي بتعيينه أميراً لمنطقة مكة المكرمة.
* الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود
وهو الأمير الحالي للمدينة المنورة وقد ولد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في مدينة الرياض عام 1364ه/ 1945م، ونشأ في رعاية والده الملك عبدالعزيز رحمه الله وفي كنف أسرته آل سعود محباً للعلم والشجاعة والفروسية، وتلقى تعليمه الأولي في معهد العاصمة النموذجي، وبعد تخرجه التحق بالقوات الجوية السعودية عام 1384ه/ 1964م، ثم تابع دراساته في بريطانيا، وتخرج منها عام 1388ه/ 1968م، برتبة ملازم طيار.
وفي عام 1389هـ/ 1969م حصل على دورات متقدمة في التدريب على الطائرات المقاتلة في قاعدة الظهران الجوية، وعمل في السرب الثاني للطيران للفترة من عام 1390هـ/ 1970م إلى عام 1393هـ/ 1973م.
وفي عام 1393هـ/1973م انتظم في دورة مدربين في بريطانيا، ثم ألتحق عام 1394هـ/ 1974م بدورة أركان حرب في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على درجة الدبلوم «المعادلة للماجستير»، وفي عام 1387هـ/1977هـ عين مساعداً لمدير العمليات الجوية ورئيس قسم الخطط والعمليات في القوات الجوية الملكية السعودية.وفي 2/5/1400هـ/2000م صدر الأمر الملكي السامي رقم أ/205، بتعيين سموه أميراً لمنطقة المدينة المنورة، خلفاً لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز.لسمو الأمير مقرن هوايات متعددة واهتمامات متنوعة في عدد من المجالات، منها: اهتمامه الخاص بأمور الزراعة وأبحاثها والممارسة العلمية لها، واهتمامه بعلوم الفلك والرصد الفلكي، حيث يملك سموه مرصداً فلكياً متطوراً، يعد واحداً من المراصد الفلكية المتميزة في المملكة، كما يملك سموه مكتبة كبيرة تزيد محتوياتها عن «10000» كتاب، ولسموه ثقافة عالية في عدد من أبواب المعرفة وله اهتمام بالشعر العربي الأصيل، وتبدو آثار هذه الثقافة في مظاهر كثيرة أبرزها مشاركاته ومناقشاته ومداخلاته في الندوات واللقاءات العامة والخاصة التي يجريها، وكذلك يرأس سموه عدداً من المجالس والجمعيات في منطقة المدينة المنورة ويتابع أعمالها بجدية ونشاط.
معالم حضارية
وقد شهدت المدينة المنورة تنفيد العديد من المشروعات العملاقة التي تعتبر من الشواهد الحضارية في البلاد كما أنها مؤشر على حجم البذل الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لتطوير هذه المنطقة ومن أبرز هذه المعالم:
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
* لقد تولى الله عز وجل حفظ كتابه الكريم وسخر لذلك عباده المؤمنين ومنهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله الذي أولى القرآن الكريم والعناية به وحمايته من التحريف اهتمامه الكبير في إطار اهتماماته رعاه الله بما يخدم الإسلام والمسلمين وقد تبنى حفظه الله فكرة إنشاء مجمع لطباعة المصحف الشريف للعناية به وصيانته من التحريف وكانت فكرة إنشاء هذا المشروع تدور في عقل ووجدان الملك فهد حتى اختار المدينة المنورة كموقع لإنشاء هذا المشروع الإسلامي الكبير وعند قيام الملك فهد بزيارة للمدينة المنورة تشرف حفظه الله كما قال عند وضع حجر الأساس لهذا المشروع عام 1403ه وتحديداً في اليوم السادس عشر من شهر محرم وعند قيامه بوضع الحجر قال «بسم الله الرحمن الرحيم، وعلى بركة الله العلي القدير إننا نرجو أن يكون هذا المشروع خيراً وبركة لخدمة القرآن الكريم أولاً، ولخدمة الإسلام والمسلمين ثانياً، راجياً من الله العلي القدير العون والتوفيق في كل أمورنا الدينية والدنوية وأن يوفق هذا المشروع الكبير لخدمة ما أنشئ من أجله وهو القرآن الكريم ولينتفع به المسلمون وليتدبروا معانيه» وقد تابع حفظه الله مراحل إنشاء هذا المجمع طوال فترة تنفيذه خلال زياراته السنوية للمدينة المنورة وعند اكتمال هذا المشروع أقامت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حفلاً كبيراً برعاية الملك فهد بن عبدالعزيز لافتتاحه في السادس من شهر صفر عام 1405ه حيث قال رعاه الله «لقد كنت قبل سنتين في هذا المكان لوضع الحجر الأساسي لهذا المشروع العظيم، وفي هذه المدينة التي كانت أعظم مدينة. فرح أهلها بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا خير عون له في شدائد الأمور، وانطلقت منها الدعوة، ودعوة الخير والبركة للعالم أجمع، وفي هذا اليوم أجد أن ما كان حلماً يتحقق على أفضل مستوى ولذلك يجب على كل مواطن في المملكة العربية السعودية أن يشكر الله على هذه النعمة الكبرى، وأرجو أن يوفقني الله أن أقوم بخدمة ديني ثم وطني وجميع المسلمين وأرجو من الله التوفيق» ليكون هذا المجمع أكبر صرح طباعي في العالم لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وقد بدأ هذا المجمع بإصدار طبعات دقيقة وسليمة الرسم والضبط للمصحف الشريف وترجمة معانٍ صحيحة للقرآن الكريم إلى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون في أرجاء العالم، وكذا تسجيل القرآن الكريم بأصوات كبار القراء وخدمة السنة والسيرة النبوية العطرة والوفاء باحتياجات الحرمين الشريفين والمساجد والعالم الإسلامي من المصاحف وإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بعلوم القرآن الكريم والسنة المطهرة وتقديم هدية خادم الحرمين الشريفين من المصاحف سنوياً لحجاج بيت الله الحرام عبر منافذ المملكة المختلفة.
ويقول فضيلة الدكتور/ محمد سالم بن شديد العوفي الأمين العام للمجمع: يعد إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة من أجل صور العناية بالقرآن الكريم حفظاً، وطباعة وتوزيعاً على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وينظر المسلمون إلى المجمع على أنه من أبرز الصور المشرقة والمشرفة الدالة على تمسك المملكة العربية السعودية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اعتقاداً ومنهاجاً، وقولاً، وتطبيقاً وهذا الأمر ليس مستغرباً من المملكة العربية السعودية التي قامت بإعلاء كلمة التوحيد، ورفعت رايته خفاقة عالية، وعرفت بنبل مقاصدها، وعلو همتها، وسمو أهدافها، وحرصها على كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين وذلك منذ عهد مؤسسها المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.وقال أن الطاقة الإنتاجية للمجمع تصل إلى ما يزيد على عشرة ملايين نسخمة من مختلف الإصدارات سنوياً للوردية الواحدة حيث يمكن تشغيل ثلاث ورديات لينتج المجمع ثلاثين مليون نسخمة سنيواً مشيراً إلى أن عدد الإصدارات التي ينتجها المجمع يبلغ أكثر من ستين إصداراً موزعة بين مصاحف كاملة وأجزاء وترجمات وتسجيلات وكتب للسنة والسيرة النبوية المطهورة.وتبلغ مساحة المجمع حوالي مائتين وخمسين ألف متر مربع يشتمل على كافة الخدمات من مبانٍ ومواقع المطابع والصيانة والمستودعات في وحدة متكاملة وبتصميم فريد حاز على جائزة المدينة المنورة في التصميم المعماري عام 1416ه. هذا وقد بلغ إنتاج المجمع حتى الآن أكثر من 165 مليون نسخمة من مختلف الإصدارات تم توزيع أكثر من 150 مليون نسخمة داخلياً وخارجياً كما ينتج المجمع المصحف المعلم.ويواصل المجمع تقديم هدية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز على الحجاج بناءً على توجيهاته حفظه الله ، ويصدر المجمع أكثر من عشرين ترجمة لمعاني القرآن الكريم بعدة لغات منها« الباشتو، البراهونية، الألبانية، الإندونيسية، الأردية، البنغالية، البوسنية، التركية، التاملية، الصومالية، الصينية، الفرنسية، القازقية، الإنجليزية، الهوسا، الايغورية».
الجدير بالذكر أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة يستقبل على مدار العام وفوداً إسلامية للاطلاع على هذه المدينة الطباعية الكبيرة وتتولى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عملية الإشراف على هذا المجمع ويقوم معالي الشيخ/ صالح آل الشيخ بعمل المشرف العام على المجمع ويرأس اجتماعات الهيئة العليا، ويتابع تنفيذ سياسات المجمع وتحقيق أهدافه فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد سالم بن شديد العوفي المستشار والمشرف على الأمانة العامة للمجمع.
أمانة المدينة
تعتبر المدينة المنورة أول مدينة إسلامية تطبق الخدمات البلدية من خلال الحسبة وقد اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بملاحظة الأسواق وتعامل الناس فيها وحذرهم من الغش، فكان يطوف في الأسواق وينظر في السلع المعروضة ويراقب الموازين والمكاييل ويوجه العاملين إلى مراقبة الله سبحانه وتعالى، وعندما وجد صبرة طعام مبلولة من أسفلها قال لصاحبها:« أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس! من غشنا فليس منا». وثبت عنه أنه استعمل بعض الصحابة لمراقبة الأسواق والرفق بالحيوان فاستعمل عمر بن الخطاب على سوق المدينة، وسعيد بن العاص على سوق مكة. وعندما تولى عمر بن الخطاب الخلافة أحدث ديواناً خاصاً سماه دار الحسبة، ووظف له شخصاً متفرغاً سماه المحتسب، فكان هذا أول تأسيس لوظيفة المحتسب، وتطورت فيما بعد وتحولت إلى البلدية ثم الأمانة، وشغل هذا المنصب في المدينة المنورة في أوقات كثيرة رجال أكفاء قاموا بواجبهم، وفي فترات الضعف والاضطراب كان أثر المحتسب محدوداً مالم تكن له شخصية نافذة، وقد أصبحت فيما بعد هيئة كاملة في الدولة السعودية.
أول رئيس بلدية
وفي عام 1330هـ/1912م عين محمد سعيد الشصلي أول رئيس للبلدية في المدينة وهو المحتسب نفسه، ولما جاء العهد السعودي بدأت التطورات الواسعة، ونصت التعليمات الأساسية على أن تتولى البلديات تنظيم العمران والشوارع، والنظافة، وسلامة المأكولات، ومكافحة الأوبئة، ومراقبة الأسواق، وبدأ جهاز البلدية يمارس عمله في ظل التنظيمات الجديدة، فاتسع نشاطه وتضاعف عدد منسوبيه. وفي عام 1398هـ صدر قرار بأن تصبح بلدية المدينة من بلديات الفئة الممتازة، ثم صدر مرسوم عام 1401هـ بتحويل مسمى البلدية إلى «أمانة» وهو اسم يطلق على المدن المهمة، والعواصم، وكبرى المدن، وتكون للأمانة أولويات في المشروعات الإنمائية وتعطى صلاحيات أوسع فترتبط بوزير الشؤون البلدية والقروية مباشرة، وتخصص لها ميزانيات كبيرة. وقد أتاح هذا التطور لأمانة المدينة المنورة أن تحقق قفزة واسعة في ميادين أعمالها كلها التخطيطية، والتنفيذية، فوضعت خططاً ضبطت النمو العشوائي للعمران وأعادت تنظيم المناطق العشوائية بقدر الإمكان، وخططت لنمو المناطق التي ستبنى، كما نظمت الشوارع والميادين والحدائق وقد تولى أمانة المدينة المنورة عدد من الشخصيات منهم حمزة غوث، ذياب ناصر، صدقة خاشقجي، عمر قاضي ويتولاها حالياً معالي المهندس/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحصين.
إنجازات الأمانة
وقد حققت الأمانة في السنوات الأخيرة العديد من الإنجازات منها نشر المساحات الخضراء وتوزيع الأراضي وتنظيم المباني وتحسين وتطوير الشوارع والأحياء كما تم اعتماد 38 مخططاً منها «9 ،57%» مخططاً حكومياً والباقي أملاك مواطنين.
كما تم تنزيل أسماء الأحياء والمناطق والطرق الرئيسة والشوارع والمعالم التاريخية على اللوحات الجوية الحديثة، كما تم إعداد حدود المناطق والأحياء وتصنيف شبكة الطرق والشوارع وتسميتها عن طريق الحاسب الآلي.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved