علينا أن نستمع لكل وجهات النظر المتصلة بتفاصيل مشاركة منتخبنا في هذا المونديال، لا بأس ان يكون أكثر من نصفها مجللة بالعاطفة والخلط بين الواقع والطموح، لا بأس أن تفرز بعض الآراء التي يجانبها الصواب ووجهات النظر المبنية على معلومات غير سليمة أو أنها غير دقيقة.. علينا أن نستمع الى الكل ونقرأ للكل ونتحاور مع الجميع فليس بين هؤلاء إلا ذلك الذي يدفعه حماسه وحبه للوطن وغيرته على سمعته.
لكن على كل هؤلاء ان يعلموا ايضاً علم اليقين أن طرف العملية الآخر يتشكل من وطنيين آخرين من لاعبين وفنيين وإداريين يحملون نفس المشاعر ويتمتعون بالأهلية الكاملة لأداء دورهم وهم ليسوا الآن في حاجة الى من يقول لهم أكثر من أنها كانت تجربة قاسية لكنها مليئة بالدروس والعبر وأن فيهم ومنهم ربما الأكثر قدرة على استخلاصها وتقديمها لنا لمعرفة ما يمكن ان نغير فيه الحال الى حال أفضل.
إلا أن هؤلاء وأولئك ليس بمقدورهم مهما فعلوا ان يغيروا في أسابيع أو أشهر أو سنوات قليلة مارسخته عقود من الطريقة الخاصة جداً لتسيير انشطتنا الرياضية والتي هي هجين من «التنظيم والبركة» وخليط من «التخطيط وتكبر تبان» وما لم نترك الأمر كله لواحدة من هاتين الاثنتين فإننا سنظل نفشل في معرفة حدود امكانياتنا وسقف مطالبنا وبالتالي تستمر العملية التدميرية لكل مقدمات أي عمل جيد وضرب أي مشروع للتطوير او البناء.
أنا أكثر استغراباً لمطالب ودعاوى بعض القريبين لدهاليز وكواليس الرياضة الذين يفترض انهم اول العارفين ببواطن الامور وما تخفيه مما هو اعظم وكذلك اول المتعاطفين مع المسؤولين والعاملين في القطاع الرياضي لأنني أعلم أنهم يعرفون أن هؤلاء إنما يلتفون عليهم في مثل هذه المناسبات والظروف بشكل انتهازي وأنه لا مجال لصدهم ولا ردهم وأرى ان يتحلوا برباطة الجأش والصبر حتى زوال المحنة والحذر من ارتكاب أخطاء بقياس ردة الفعل واذا ماكان هناك رغبة للتصحيح وهذا مؤكد فانه لا بأس ان يفلل بتؤدة ويطبخ على نار هادئة.
حالياً هناك 16 فريقا ممن شاركوا في المونديال عليهم فتح ملفات إخفاقهم في عدم التأهل وبعد 30 يونيو ستتم مساءلة 31 منتخبا وسيحتفل منتخب واحد باللقب.. ان السنوات الثلاث التي تسبق كل مونديال هي السنوات الأهم والمثالية في التأكيد على قيمتك الكروية وحسن رعاية وتطوير اللعبة وليس المشاركة الموفقة او المشرفة المبنية على توفيق لاعب او حسن ظروف دون ان يكون لذلك صلة حقيقية بواقعك الكروي لأنك ستكون معرضاً للفشل في كل لحظة.
|