Thursday 13th June,200210850العددالخميس 2 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أيها القلب العظيم لا تحزن.. أيها القلب العظيم لا تحزن..
فهد العتيق

** قلت في هذا المكان قبل عدة سنوات ان ذهاب السلطة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات الى «اوسلو» وتوقيع اتفاقات سرية سوف يفضيان بالقضية الى خسران مبين، لان هؤلاء الصهاينة لا مواثيق لهم، كما انهم اخذوا ما يريدون من اتفاق مدريد الشهير عام 1991م عندما حصلوا على موافقة العرب على الغاء المقاطعة العربية للشركات العالمية المتعاملة مع اسرائيل وهذا ما حقق ازدهاراً اقتصادياً لهذا الكيان العدو في السنوات العشر الماضية، لكن ما حصل بعد مدريد هو تلميحات اسرائيلية للفلسطينيين بأن ينسوا موضوع القدس وموضوع اللاجئين مؤقتاً او الى الابد حسب رغبتهم؟! ولهذا هربت الدكتورة حنان عشراوي والدكتور حيدر عبد الشافي من اتفاقات اوسلو ووقع الرئيس عرفات، وهاهم الصهاينة يقولون بشكل مكشوف لا قدس ولا عودة لاجئين وان على الرئيس عرفات ان يوقع على وثائق غامضة حتى يتم الافراج عنه في رام الله.
** من مدريد الى اوسلو، الى كامب ديفيد، الى ميتشل، ثم تنت، واخيراً غزو بربري، ويا قلب لا تحزن، لا تحزن على الاطلاق، لاننا الآن نتحدث عن شمس الحقيقة التي ظهرت، بعد ان كانت متوارية خلف بعض السحب الصغيرة، ومن لا يستطيع ان يرى الشمس خلف السحب الصغيرة؟!
الآن بانت شمس الحقيقة، وكشف المشروع «الصهيوني» «الامريكي» عن ابرز تجلياته ومنهجه، الذي هو اساساً ضد كل ما تعنيه عبارة الارض مقابل السلام، ولكنهم كانوا يسيرون معنا خطوة خطوة، ثم يتراجعون بنا خطوة خطوة ايضا، ثم يقفزون بنا فوق الخيال تارة حين يتحدثون عن دولة فلسطينية، ولا يلبثون ان يعودوا بنا من الخيال الى ارض الواقع بصدمة كهربائية عندما يلوحون بأنه اصلاً لا احد يفكر بعودة اللاجئين او ان تكون القدس عاصمة لدولة «وهمية» اسمها فلسطين، وقد قلنا خلال السنوات العشر الماضية قبل ان تبين شمس الحقيقة الآن امامكم، قلنا ان ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، وهاهو الواقع الفلسطيني النضالي الماثل امامنا يعبر عن ذلك بكل وضوح بعد ان يئسوا من «الكذب» السياسي وبعد ان رأوا كيف - بكل سهولة - ينكث الصهاينة مواثيقهم.
** لقد اعاد الصمود الفلسطيني في الارض المحتلة لهذا العالم جماله المفقود، واعادنا لارض الواقع من جديد بعد مسيرة سلمية حلمية خيالية لا طعم ولا لون ولا رائحة لها، فقد اعادنا هذا الصمود الذي نأمل ان يستمر الى مواجهة الحقيقة المرة والصعبة التي تحتاج الى تكاتف كل العرب لنصرة اخوانهم في فلسطين.
** في احد شوارع فلسطين المحتلة تركض الام المسنة وهي تنوح وخلفها بقليل ابنها الشاب الصغير النحيل والطويل، وهو يصرخ «يا امي راح معاه عشرة مش هو بس».
كان يريد تهدئتها بأن اخاه لم يستشهد لوحده بل كانوا عشرة من الشباب المناضل تعرضوا لمذبحة صهيونية بشعة خلال الغزو البربري الجديد للاراضي المحتلة اصلا!!
الام تركض في كل اتجاه وهي تنوح وابنها الآخر غير الشهيد يركض خلفها وهو يحاول ان يتماسك ويهدىء من روعها، لكنه لم يتفرغ بعد للبكاء على اخيه.
وفي مكان آخر تقول ام الشهيد: «هذا يوم عرسه ولست نادمة لكن يا ايها العرب بدناش فلوس عايزين سلاح وبس».
** لا احد يزايد، ولم يطالب العرب بالحرب لان موازين القوى ليست في صالحهم، العرب في كل العواصم العربية طالبوا بعودة المقاطعة الاقتصادية للشركات التي تتعامل مع اسرائيل كما كان الحال قبل اتفاقات مدريد، كما طالبوا باعادة النظر في العلاقات مع الولايات المتحدة بسبب انحيازها المعلن عنه والمكشوف لاسرائيل، واقل ما يطالبون به الآن ادخال السلاح للارض المحتلة لكي يدافع الفلسطينيون عن وطنهم وعن مقدساتنا، ذلك ان الانفراجات القليلة سوف لن تستمر طويلا لان هذا الكيان قام من الاساس على الاطماع وسوف تستمر اطماعه حتى يجد ردعاً عربياً صارماً يعيده الى رشده!!
** السؤال الآن: بعد الانسحاب الصهيوني من الاراضي الفلسطينية، بعد ذلك القتل الهمجي والتدمير والاعتقالات.. هل للعرب او الفلسطينيين شهية للحديث عن سلام مع شارون ووزير دفاعه اللذين عاثا في الارض العربية فساداً تقطع عليه الايدي الارجل من خلاف!!؟

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved