التحديات أمام أفغانستان كثيرة، ومع ذلك تظل الآمال كبيرة في أن يستطيع مجلس القبائل التشريعي «اللويا جيرغا» تحقيق خطوات أخرى نحو الاستقرار تبدو ضرورية لبلد ظل نهباً للصراعات والاقتتال لأكثر من عقدين من الزمان.
فهناك ما يحمل على التفاؤل، على الرغم من كل هذه التركيبة الأفغانية المعقّدة والتي درجت خلال الأعوام الماضية على تصفية الخلافات اعتماداً على الثقل القبلي لهذه الجماعة أو تلك .. ومبعث التفاؤل هو هذا الحضور الكبير لمجلس «اللويا جيرغا» حيث يشارك أكثر من 1500 من المندوبين في اللقاء.
وثمة أمر آخر يحمل على إمكانية التحدث عن نجاح ويتمثل في وجود الملك السابق ظاهر شاه الذي يحظى بقبول وإجماع كبيرين من قبل كافة الفصائل الأفغانية، حيث نأى بنفسه عن صراعات العقدين الماضيين، ويتوقع المراقبون أن يسند إليه منصب رمزي لكنه ضروري يعكس التفاف الأفغان حول شخصية تحظى بقبول الجميع.
ولا شك أن تمثيل كل ألوان الطيف السياسي والقبلي في هذا اللقاء يتيح مجالا طيّبا لمناقشة العناصر الأساسية التي من شأنها تسهيل الانتقال إلى المرحلة المقبلة التي تستشرفها أفغانستان، وفي صلب ذلك تشكيل حكومة مؤقتة ووضع دستور جديد وصولا إلى إجراء الانتخابات العامة.
وكل هذه الأمور تشكل تحدياً حقيقيا أمام أبناء أفغانستان ممثلين في مجلسهم القبلي التشريعي خصوصاً على خلفية الخلافات والمعارك التي كانت تدور بين الموجودين حاليا في هذه الخيمة الكبيرة التي تضمهم الآن في حاضرة بلادهم كابول.
ولعل من المهم أن يتم النظر إلى المستقبل وتجاوز مرارات الماضي بكل سلبياتها ومآسيها . فذلك هو السبيل لإنجاز مهمات الحاضر والمستقبل ..
ويدرك أبناء أفغانستان أن العالم كله يتابع باهتمام كيفية معالجتهم لمختلف الأوضاع، وأن هذا العالم يتمثل بجزء منه في الوجود السياسي والعسكري لتقديم العون من أجل إنجاز مهام تاريخية في بلد يحتاج أكثر ما يحتاج لإلتقاط أنفاسه من أجل انطلاقة جديدة موفّقة بإذن الله.
|