يتفق التربويون على أهمية المبنى المدرسي في العملية التعليمية وقد دلت البحوث العلمية وملاحظات المختصين على أن كثيراً من المباني المدرسية تقف عائقاً أمام تحقيق أهداف المنهج الدراسي وذلك إما لعدم توافقها مع البىئة المدرسية المناسبة أو لعدم توفر المرافق اللازمة للأنشطة التعليمية. فمهما كان المنهج جيداً والمعلمون على قدر كبير من الإعداد، فإن عدم وجود البيئة المناسبة لتنفيذ المنهج يحد بشكل كبير من أداء المعلم وبالتالي من تحقيق أهداف المنهج. فماذا يستطيع المعلم أن يقدم في درس الحاسب مثلاً إذا لم تكن المدرسة مهيأة بفصول واسعة تستوعب أجهزة الحاسب الآلي وكيف يمكن لمعلم العلوم أداء درسه على الوجه المطلوب في ظل غياب معمل العلوم المجهز، وكيف يعيش الطلاب والمعلمون جواً تعليمياً مع غياب المكان المناسب والمهيأ للمكتبة المدرسية أو لغرفة مصادر التعلم.
ولذا كانت الحاجة ملحة لمشاركة رجال الأعمال في إنشاء المجمعات التعليمية حيث تم توفير المباني المدرسية المتكاملة التي تسهم قطعاً في رفع مستوى الأداء المدرسي بشكل عام، وتساعد على جعل المدرسة بيئة تعليمية يجد فيها المعلم والمتعلم الفرصة مهيأة للعمل والتفاعل.
وهذا المشروع الذي تكرم به الشيخ سعد المعجل في الطريق الصحيح، نرجو أن يكتب له أجره ما استمر هذا الصرح قائماً كما نرجو أن يستثمر الاستثمار الأمثل بحيث يستفيد منه بالشكل الأفضل أكبر عدد من الطلاب.
هذه المشاريع تنبئ عن وطنية وتنبئ عن تحمل للمسؤولية تجاه المجتمع، وهي فوق هذا تنبئ عن رغبة في الثواب من الله - وكل هذا بحمد الله - لا ينقص رجال الأعمال في هذا البلد.
د. راشد بن حسين العبدالكريم مشرف عام اللغة الانجليزية في الإدارة العامة للإشراف التربوي (وزارة المعارف) |