نشرت دراسات صحية أفادت بأن الذين يعملون في مهنة الصحافة هم أقل الناس عمراً فهم الأكثر عرضة للأزمات القلبية والجلطات الدماغية وبعد الأربعين أكثر من 50 بالمئة منهم مصابون بالضغط ومرض السكري، ولذلك ففي الدول المتقدمة ومنها فرنسا يحظى الصحفيون بامتيازات صحية وتقاعدية من الدولة ومن المؤسسات الصحفية، وفي بعض الدول العربية تسعى الحكومات والجمعيات الصحفية الى تأمين حياة كريمة للصحفيين أثناء فترة عملهم وفي تقاعدهم إن هم تقاعدوا فإذا أسعفهم العمر «والعمر بيد الله» فإنهم سيكونون بصحبة القلم، وحامل القلم والصحفي الكاتب وليس الطارئ لا يتقاعدان.
المهم الحكومات العربية والجمعيات الصحفية العربية تسعى الى تحقيق أفضل السبل لضمان حياة كريمة للصحفيين وآخر هذه المساعي ما يناقشه مجلس الشعب المصري الذي شكل لجنة برئاسة المهندس أحمد عز رئيس لجنة الدعوة والمستشار فاروق سيف وزير العدل وإبراهيم نافع نقيب الصحفيين لتحسين أوضاع الصحفيين المصريين وزيادة موارد نقابتهم لزيادة معاشات وإعانات الصحفيين.
وفي هذا الخصوص يقول الأستاذ محمود معروف الصحفي الرياضي المعروف والنائب بمجلس الشعب: «إن الصحفي هو أقصر فئات المجتمع عمراً للظروف القاسية في عمله ولا يصلح أن يكون معاشه ملاليم» مؤكداً ضرورة أن يكون هناك موارد لزيادة معاشات الصحفيين بشكل محترم.
هذا في مصر.. أما هنا في المملكة فلا تزال «جمعية الصحفيين» قيد الدراسة، والصحفيون السعوديون المتفرغون يخضعون لنظام التأمينات الاجتماعية المخصص للعمال.. ورغم أن نظام التأمينات الاجتماعية قد أجريت عليه إصلاحات وأصبح أفضل من السابق إلا أنه نظام مخصص للعمال.. والصحفي له خصوصية يجب أخذها بالاعتبار تتناسب مع مايقدمه من عمل ومسؤولية، فالصحفي هو ضمير الأمة ويتعرض لمخاطر كثيرة لعل أقلها حياة التوتر الدائم الذي لا يعرفه إلا من يكابد العمل في هذه المهنة التي تفرض عليه المتابعة حتى وهو في سرير النوم، مثل هذا الإنسان ألا يستحق أن يطمئن على مستقبل أولاده من خلال نظام يضمن له ولأسرته حياة كريمة بعد أن يكون قد أدى واجبه..؟!
| 
