Monday 10th June,200210847العددالأثنين 29 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

سؤال يرعب العالم سؤال يرعب العالم
هل ستشتعل حرب نووية بين الهند وباكستان؟

على الرغم من تصريح الرئيس الباكستاني بأنه لا يمكن لأي شخص عاقل التفكير في وقوع حرب نووية بين الهند وباكستان فإن المسؤولين في الإدارة الأمريكية وغيرهم من الخبراء يقولون إن أول حرب نووية في التاريخ يمكن أن تقع إذا اشتعلت الحرب التقليدية الشاملة بين الجارتين وارتكب أحد الطرفين خطأ ما أو أساء تقدير تحركات عدوه.
يمكن تصور الأحداث وفقا للسيناريو التالي: إذا تصاعدت المواجهة التقليدية وتجاوزت جبال الهيملايا حيث تقع ولاية كشمير المتنازع عليها فقد تقوم باكستان باستخدام سلاحها النووي فوق مناطق غير مأهولة بالسكان في الهند في محاولة منها لإرهاب الهند فقط بسبب تفوقها التقليدي حيث يبلغ تعداد الجيش الهندي مليون ومائتي ألف مقاتل في حين لا يزيد عدد الجيش الباكستاني عن ستمائة ألف مقاتل.
وإذا حدث ذلك وبدلا من إقناع الهند بالتراجع عن مواصلة القتال فقد ترد على باكستان بالمثل فتشتعل الحرب النووية الشاملة.
يقول بعض الخبراء إن الحرب النووية يمكن أيضا أن تشتعل كنتيجة لخطأ في تقييم من جانب أحد القادة الميدانيين أو نتيجة حدث عارض وغير مقصود وإساءة استخدام المواد النووية التي يتم حشدها حاليا في أرض المعركة.
يقول هنري ستمسون أحدالمحللين الاستراتيجيين الأمريكيين إن هذه المنطقة من العالم تميل إلى المفاجآت وإلى القراءة الخطأ للأحداث، وطبعا لا شك أنه بمجرد حدوث تبادل للقصف بالأسلحة النووية فإن خسائر لا يمكن تصورها ستقع.
ووفقا لتقديرات أجهزة مخابرات وزارة الدفاع الأمريكية والتي تم إعلانها الأسبوع الماضي فإن تبادل القصف بالأسلحة النووية سيؤدي إلى سقوط 12 مليون قتيل في اليوم الأول بالإضافة إلى ملايين المصابين الذين لن تستوعبهم مستشفيات جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط مجتمعة، بل إن الخسائر قد تمتد إلى القوات الأمريكية الموجودة في منطقة شرق آسيا أيضا.
كما أن الخسائر ستتسبب في كارثة إنسانية واقتصادية ستظل المنطقة تعاني منها لعقود قادمة.
ورغم ذلك يؤكد عدد آخر من الخبراء والمسؤولين أن لا مشرف ولا فجباي يعتزم اللجوء إلى الخيار النووي، بل إن بعض المتخصصين في الشؤون الآسيوية يقولون إنهم لا يعتقدون أن تؤدي الأزمة الحالية إلى حرب تقليدية كبرى بين الهند وباكستان حول كشمير كما حدث عامي 1947 و1965.
تحدث الرئيس الباكستاني برويز مشرف لشبكة سي إن إن الأمريكية فقال إنه لا يعتقد أن هناك طرف غير عاقل لدرجة التفكير في استخدام السلاح النووي وأضاف قائلا «ليس ذلك فحسب بل يمكنني القول بإنه لم تتم مناقشة مثل هذا الخيارمن الأساس لدى أي طرف من طرفي الصراع لأنه لا يمكن لأي شخص عاقل ان يفكر في الدخول في حرب غير تقليدية مهما كانت الضغوط».
ورغم تأكيدات مشرف فقد أمرت الأمم المتحدة مئات العاملين في مكاتبها بمغادرة لهند وباكستان تحسبا لوقوع مالا يمكن توقعه، وهو نفس الإجراء الذي اتخذته أمريكا والدول الأوروبية من قبل حيث طلبت من مواطنيها مغادرة شبه القارة الهندية.
تمثل كشمير نقطة ساخنة على خريطة العالم حيث تشهد مواجهات دموية منذ استقلال الهند وباكستان وتقسيم الولاية ذات الأغلبية المسلمة بينهما منذ خمسين عاما.
وقد تصاعد التوتر بين الجارتين النوويتين في شبه القارة الهندية بعد تصاعدالهجمات العسكرية من جانب المقاتلين الكشميريين ضد أهداف هندية وبخاصة بعدالهجوم على البرلمان الهندي في نيودلهي في ديسمبر الماضي والذي أسفر عن سقوط 14 قتيلا.
ويرى العديد من المحللين أن الخطوة القادمة تجاه الحرب قد تأتي من جانب المقاتلين الكشميريين من خلال القيام بهجوم جديد تجاه هدف في الهند، إذا حدث هذا فقد ترد الهند بشن هجوم مضاد على المناطق الخاضعة للسيطرة الباكستانية في كشمير حيث يتمركز المقاتلون الكشميريون.
ويشارك في الهجوم الهندي قوات جوية أو بالتنسيق بين القوات الجوية والبرية، وفي هذه الحالة قد تحاول الهند تغيير الخط الذي يقسم ولاية كشمير من خلال التقدم شمالا للسيطرة على المناطق الجبلية التي يستغلها المقاتلون للتسلل إلى الجانب الهندي من ولاية كشمير.
وفي ظل هذا السيناريو ستواجه الحكومة الباكستانية ضغوطا لشن هجوم مضاد على الهجوم الهندي من خلال مهاجمة القوات الهندية عبر الحدود بين البلدين.
ورغم ذلك يمكن ان تظل الأمور في حدود الحرب التقليدية ولكن الخبراء يقولون إن التفوق العددي للقوات الهندية التقليدية قد يجعل من اجتياح القوات الهندية للحدود الباكستانية قد يقنع باكستان أن يمثل تهديدا خطيرا لوجود دولة باكستان ذاته وبالتالي لن يكون هناك مفر من اللجوء إلى الخيار النووي.
إذن يمكن تحديد الظروف التي ستلجأ فيها باكستان للخيار النووي على النحو التالي: إذا شعر الباكستانيون بأن الهجوم الهندي يهدد السيادة والكرامة الباكستانية من خلال سيطرته على أراضي باكستان أو التهديد بخسارة كامل القوات العسكرية التقليدية أو مهاجمة المدن الباكستانية أو تدمير شبكات المواصلات.ورغم كل ذلك فإن العنصر الحاكم في استخدام السلاح النووي في شبه القارة الهندية يظل غامضا بحيث لا يمكن لأي شخص تحديده على وجه اليقين.

«لوس أنجلوس تايمز»

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved