عشية وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون إلى الولايات المتحدة أعلن 42 حاكم ولاية أمريكية دعمهم لإسرائيل، كما استقبلت إسرائيل بارتياح رفض الرئيس الأمريكي جورج بوش تحديد جدول زمني لقيام الدولة الفلسطينية، حيث طالب الرئيس المصري خلال لقائه بوش بتحديد مثل ذلك الجدول، كما ردّ الرئيس الأمريكي على مطالبة مبارك إعطاء فرصة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لوقف «العنف» وإصلاح المؤسسات الفلسطينية بالقول:«ان هناك الكثير من المواهب بين الفلسطينيين».
وهكذا يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن والساحة مهيأة لقبول بل وتبني ما يطرحه من أفكار ومرئيات منقوصة تجاه التسوية، وشارون حريص على نشر أفكاره في ساحة مهيأة بالفعل لقبولها حيث كتب في صحيفة أمريكية محذراً من محاولة تغييب القرار 242 في أي تسوية مقبلة ومنبهاً إلى القراءة الإسرائيلية المبتسرة للقرار وهي قراءة تتحدث عن «الانسحاب من أراضٍ احتلتها إسرائيل عام 1967م» وليس من جميع الأراضي التي احتلتها في ذلك العام.
وبذلك يؤكد شارون مجدداً رفضه الانصياع لمتطلبات القرار بالانسحاب من جميع الأراضي المحتلة، وهو بذلك يرسم حدود الدولة الفلسطينية حسب هواه وحسب الدعاوى التي تتحدث عما يسميه أمن إسرائيل.
المشكلة الكبرى أن هذه الدعاوى الكاذبة تجد من يؤيدها في الولايات المتحدة مما يعني غياب آفاق التسوية العادلة، هذا على الرغم من أن واشنطن تعلن على الدوام ترحيبها بالمبادرات العربية الجادة ومنها المبادرة العربية للسلام.
إن الافتقار إلى النظرة الحيادية للصراع من قبل الولايات المتحدة يعني ان كل الجهود الجارية الآن مآلها الفشل طالما ان الولايات المتحدة تملك معظم أوراق التسوية والحل، ومن ذلك مقدرتها على الضغط على إسرائيل، لكن ما جرى في الأيام القليلة الماضية من اظهار للدعم القوي لإسرائيل من داخل الإدارة الأمريكية ومن خارجها لا يعطي ثمة أملاً بإمكانية التقدم إلى الأمام باتجاه التسوية.. وإن كان هناك بصيص أمل بشأن التسوية فإن زيارة شارون الحالية لواشنطن ستقضي عليه، وسيجد رئيس الوزراء الإرهابي أن أفكاره حول الرئيس الفلسطيني وضرورة إقصائه تلقى آذانا صاغية هناك.
|