الارتقاء بالفكر والممارسة العمرانية

لقد كان تأسيس الجمعية السعودية لعلوم العمران أحد الضروريات الملحة في ظل النهضة العمرانية التي شهدتها مملكتنا الحبيبة حيث سعت الجمعية لتحقيق هدفها في الارتقاء بالفكر والممارسة العمرانية ونشر الوعي العمراني في المملكة من خلال ممارسة مجموعة مختلفة من الأنشطة كإجراء البحوث العلمية المتخصصة وإقامة الحلقات الدراسية والدورات التدريبية لتطوير القدرات الفنية لأعضائها، وتنظيم المسابقات العلمية والمحاضرات الثقافية وعقد الندوات والمؤتمرات لبحث القضايا المتصلة بمجالات العمران. ويأتي لقاؤنا السنوي الثاني عشر ضمن إطار أنشطة الجمعية التي تسعى من خلالها إلى جمع المختصين والمهتمين بشؤون العمران لمناقشة وتداول الجوانب المتعلقة بالموضوعات المؤثرة على التنمية العمرانية. وقد عقدت الجمعية في هذا الإطار أحد عشر لقاءً سنوياً تناوبت على تنظيمها فروع الجمعية في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والدمام والأحساء وأبها.
لقد تم اختيار موضوع لقائنا السنوي الثاني عشر للجمعية تحت عنوان «العمران السياحي في البيئة الصحراوية» لأهمية هذا الموضوع الحيوي وعلاقته المباشرة بالمجتمع من كافة النواحي وخصوصاً الإنسانية والاقتصادية والثقافية، وفي لقائنا هذا سوف نتباحث ونتناقش في موضوع العمران في البيئة الصحراوية بشكل عام والعمران السياحي على وجه الخصوص حيث سيتم عقد مجموعة من الجلسات العلمية التي تستعرض الأوضاع للعمران السياحي في البيئة الصحراوية والصعوبات التي تواجهه، وإمكانات التطوير والتنمية في هذا المجال، والجوانب المختلفة المتعلقة به من تصميم وتطوير وتنفيذ وصيانة واستخدام. ونسأل الله أن يكلل الجهودالمبذولة بالتوفيق والسداد، ولفعاليات هذا اللقاء النجاح المأمول، كما أننا في هذه المناسبة نحتفل بحدث غال، ألا وهو افتتاح فرع الجمعية السعودية لعلوم العمران بمنطقة حائل تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، أمير منطقة حائل، دعماً واهتماماً تعودناه من سموه الكريم للجمعية، ولينضم فرع حائل لبوتقة فروع الجمعية المنتشرة في المملكة وليكون عوناً ونبراساً للجمعية في أداء رسالتها وتحقيق أهدافها الطموحة في هذه المنطقة الغالية.
كما يسرني بمناسبة انعقاد لقائنا هذا أن أزف البشرى لأعضاء الجمعية السعودية بمناسبة توقيع عقد إصدار مجلة الجمعية «مجلة عمران» والتي سيصدر عددها الأول خلال الشهر القادم إن شاء الله. كما أن الجمعية تعمل على إصدار العدد الثاني من دليل «رواد العمران» برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، والذي يهدف إلى توعية المواطن وتثقيفه عمرانياً، كما أن الجمعية تعمل أيضاً على إصدار دليل «المعماريون السعوديون» والذي يهدف إلى تعريف المجتمع بالمعماريين السعوديين وأهم الأعمال التي قاموا بها. بالإضافة إلى متابعة العمل على برامج الجمعية السابقة والتي تقوم عليها بالتعاون مع الجهات الحكومية.
وفي الختام أحب أن أؤكد بأن الجمعية السعودية لعلوم العمران في أمس الحاجة لوقفة صادقة من أعضائها الفاعلين بدعمها معنوياً ومادياً والمشاركة في برامجها وأنشطتها وتقديم الآراء والأفكار والاقتراحات التي تمكنها من رسم الخطوط العريضة لمستقبلها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..