** مع كوب الشاي وهو يرسل أبخرته يحدث أن ترسل أفكارك، وعندما يحدث، لا تدع فكرتك تذهب دون أن تلحق بها، ذلك لأنَّ الأفكار حين تتراكم في زوايا الرحيل... تتصلّد... ولن يجدي أن يحاول المرء فكَّ حروفها عندئذ...
** يقال إنَّ الموت ليس أن يضم الجدث جثَّة المرء، بل الموت أن يتحرك أمامك الإنسان وهو عندك ميِّت.
** كيف هي المفارقة بين موت الفكرة؟ وموت الحي؟
أليست مفارقة مدهشة للسادرين؟!...
هذا لكم أمَّا ما هو لي فأقول لكم:
** كتبت الساهرة: «ليس هو استلاب لاسم الشاعرالساهر؟ إنَّما هو اسم يمثِّل ما أنا فيه من معاناة سهر متواصل وذلك بسبب ما أواجهه من عناء في الحياة مع أقرب النَّاس لي أبي وإخوتي، فأنا واحدة من ثلاث بنات في الأسرة، ونحن الثلاثة اللاتي نعمل ولدينا دخل شهري منتظم، أمَّا أبي فقد أحيل للتقاعد بمرتب شهري لا يزيد عن ألفين ومئتين غير كافية لحمل أعباء أسرة من عشرة أفراد.
أما الذُّكور فقد تركوا الدراسة وهم عالة عليه وعلينا. المشكلة الكبرى أنَّهم يرفضون أي شخص يتقدم لنا، ويستلمون مرتّباتنا من اليوم الأول لاستلامنا لها، وحياتنا شقاء، وأمُّنا لا تملك حولاً ولا قوة، لذلك ليس لديَّ سوى السهر أفكر... كيف أتخلَّص من هذه الحياة».
** ويا عزيزتي: هناك بعض المشكلات تكبر ويتضخَّم حجمها بمجرد الإحساس بأنَّها مشكلة وليس لها حل. أسرتك ليس بينكم دخيل، ولأبيك حق وعليكم نحوه واجب، وأنت إن تعاونتِ معه بل أسلمته مرتبك أنت وأختاك فإنكما لاتجزيانه أبوته...، أمَّا إخوتك الذكور فإنَّ توجيههم ومراعاتهم ومحاولة التقرُّب إليهم وهم على وجه الخصوص في مراحل من العمر قابلة للاحتضان والتوجيه وتعديل السلوك كفيل بعلاجهم. وأنتِ كما ذكرتِ ليس هناك ما يؤكِّد لك رفض الوالد لزواجكن لأنك لست على يقين من أنَّ هناك من تقدَّم لكُنّ. لذلك حاولي مع أختيك تنظيم وضع بيتكم وإعادة النَّظر في أسلوب العلاقة بين أفراده، وتعديل سلوك التعامل، ونشر الثقة والمحبة، وإعطاء شعور الاطمئنان فيما بينكم...
إنَّ إخوتك يحتاجون إلى تحفيز لإتمام الدراسة، فهم ليسوا في مراحل عمر تؤهِّلهم للعمل، وأمُّك بحاجة لأن تشعر بأنّكن ثمرة مجدية، ولا ما يضير أن تبذلن على بيتكنّ، فإن لم تعطين لأم وأب وأخوة فسوف تعطي كلُّ منكنّ لزوج لا يرتبط بها إلا بعقد يمكن أن يفسخ أما عقد الأبوَّة والأمومة والأخوة فباق لا ينفصم.
مشكلتك كما شرحتها لا تعقيد فيها وأنت تبالغين ياعزيزتي في مشاعر الألم، وما عليك إلا الواجب الذي تدعوك إليه الظروف والعرف بل الدِّين وعلاقة الرابطة... وسوف يوفِّقك الله تعالى ويسخّر لك ولأختيك.
** إلى: الكاتب م.ع. جدة: لم أستطع توظيف الحرفين لمعرفة الاسم كاملاً، ولا أحسب أنَّك من الفراغ بحيث تريدني أن أشغل ذهني في معرفتك. هناك عشرات يبدأ اسم كلٍّ منهم ومنهن بحرفي (م.ع)،
ومع ذلك أشكرك على إهدائك اللطيف لتحايا التقدير، والإعجاب بهذا القلم، وبهذه الزاوية. وفقك اللَّه تعالى.
إلى: صالحة ضيدان العنزي: يا بنيَّتي: هناك مخارج كثيرة كي تحصلي على المعلومات حول موضوع تقويم الأخطاء الشائعة في التعامل مع الغذاء. والموضوع يأخذ حجماً واسعاً في المجال الاجتماعيّ بين الأفراد، وفي الأسر، وسوف تجدين مراجع علمية ومراجع بشرية وما عليك إلاَّ الذهاب إلى المكتبة. وأثق في أنَّ السيدة التي ذكرتِ اسمها سوف تساعدك في وضع يدك على ما تريدين لأنها ذات اختصاص وهي فاضلة ومتعاونة.
إلى: عبدالعزيز ناصر السعيدان: لا بأس من محاولتك القصصية، غير أنَّك تحتاج إلى مزيد بذل كي تستقيم لغتك.
فلا تكتب باللُّغة الدارجة قصة ذات هذا الهدف الجميل.. أو الفكرة الجيدة. ولن أبخل في قراءة ما تكتب وإفادتك بما أرى. وأشكر لك ثقتك.
إلى: المعتصم بن محمد: وبكلِّ تأكيد، فإنَّ كلَّ الذي أكتبه هو ملك لمن يقدرونه كافة ولا ما يمنع من الاستفادة منه. وثقتي في فهم هذا الأمر يجعلني على يقين من تمييز القارئ الفرق بين الأخذ وبين الاستلاب. ومع ذلك فخذ ما شئت ممَّا تقرأ لي فهذا يسعدني.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص.ب 93855 |