Monday 10th June,200210847العددالأثنين 29 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

يارا يارا
جول المغرب عن عشرة
عبدالله بن بخيت

المسألة كورة في كورة ولا تتطلب كل هذا الغضب الذي أظهرناه في الأيام التي تلت هزيمة منتخبنا من ألمانيا. حاولت أن أكرر هذا الكلام على نفسي. وبالفعل شعرت بالراحة ونسيت الموضوع حتى جاءت المباراة مع الكاميرون فعاد غضبي وعاد معه حماسي.
ككثير من الناس اتخذت من مباراة منتخبنا مع ألمانيا مقياسا. طالما أن منتخبنا لم يهزم بأكثر من هدف وطالما أنه تقاسم مع الكاميرون أجواء المباراة فهذا يعني أن منتخبنا أصبح مطمئناً.. فمنتخبنا أصبح كعزيز عائد من موت محقق يكفي أن تراه يتنفس حتى تبعث بكل رسائل الفرح والتهاني إلى الأقرباء والأعزاء. لكن لو أن مباراة المنتخب مع الكاميرون جرت قبل مباراة ألمانيا وانتهت بنتيجتها هذه لأصبح يوم ناصر الجوهر أسود. التغييرات سيئة والخطة سيئة والتخطيط المعنوي سيء والكاميرون لقمة سائغة كان يجب أن نلتهمها. ولطغت الميول الضيقة على التحليلات كما جرت العادة.
الشيء المؤكد أن منتخبنا فقد فرصة المنافسة. والشيء المؤكد الثاني أن منتخبنا قدم صورة سيئة عن الحركة الرياضية في المملكة. أو بعبارة أدق كشف أداء المنتخب في هذا المونديال عيوباً خطيرة عن تنظيم الحركة الرياضية في المملكة. النتائج الجيدة التي كان يقدمها المنتخب طوال سنوات هي واجهة لامعة تغطي كثراً من العيوب التي تعاني منها التركيبة الرياضية بصفة عامة. والتي نتجاهلها بإصرار.
سبق أن كتبت بعد هزيمة فريق الرياض بعشرة من زميله الاتحاد أن نتيجة مثل هذه يجب ألا تمر بسهولة. فهي ليست نتيجة معزولة وإنما مؤشر على وجود خلل في صميم الكورة السعودية. فريق ينافس على المربع الذهبي يتلقى من فريق آخر عشرة أهداف في الوقت الذي تدعي فيه الصحف أن الدوري السعودي أقوى دوري عربي. هل أقوى دوري عربي تتضمن نتائجه عشرة أهداف. إن الإدارة التي تقبل أن يكون في الدوري نتيجة بهذا الحجم ولا تحدث ردة فعل جذرية لماذا تغضب أن يكون في منافسات كأس العالم نتيجة ثمانية صفر. فالمسافات الهائلة والمفاجئة بين الفرق يجب أن تكون مقبولة. طالما أنها مقبولة محلياً ولا تحرك ساكنا فيجب أن تكون مقبولة دوليا وعلى حسابك.
كان جواب إدارة نادي الرياض على تلك نتيجة العشرة جوابا ثقافيا معتادا. تحميل اللاعبين الأجانب المسؤولية. هو نفس الأسلوب الذي نحمل به مشاكل المرور على سائقي الليموزين الأجانب. ومشاكل الأطفال على الخادمات الأجانب وهكذا. كأن الأجانب هم الذين فرضوا أن يكون هناك نظامان متناقضان يسيران النوادي الرياضية في بلادنا. نظام الاحتراف العالمي ونظام الشرهات والهبات الذي بدأت به الفرق السعودية قبل نصف قرن من الزمان وما زالت تعمل به. هزيمتنا من ألمانيا سوف تتكرر إذا لم نغير البنية التحتية للأنظمة الإدارية التي تعمل بها فرق المملكة، وأخشى أن تكون القضية أوسع ولكن هذا ليس مجالا للتوسع.

فاكس:4702164

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved