* لوس أنجلس - خدمة الجزيرة الصحفية:
حاسوبان من انتاج ابل ماكنتوش تضمهما غرفة توني هلمان، أحدهما من الطراز التقليدي الذي يوضع على سطح المكتب بشاشته السوداء وشكله الشبيه بالطائرة، أما الآخر فهو حاسوب محمول صغير الحجم فضي اللون يؤدي نفس مهام الأول. وتوني هلمان هو منتج أخبار تلفزيونية سابق يقسم وقته بين فيرو بيتش بفلوريدا وكاليدون بأونتاريو.
ويستخدم حاسوبه للكتابة والاتصال بالآخرين حول العالم عبر الانترنت. إن القوة التي يتمتع بها جهاز تيتانيوم أبيل تسهل كثيرا من استخدام الانترنت على الرغم من أن هلمان يقول إنها الكيفية وليست السرعة هي التي لها الفضل في ذلك، ويقول هلمان: «إنه أفضل من الجهاز التقليدي القديم كبير الحجم الذي يشغل حيزا واسعا على المكتب، إضافة إلى أنه يتساوى معه في حجم الشاشة وربما يزيد عليه، أما الشيء الوحيد الذي يتطلب التعود عليه فهو لوحة مفاتيحه المستوية السطح تختلف عن لوحة مفاتيح الآلة الحاسبة والحاسوب التقليدي اللذين يعرفان بلوحتي مفاتيحهما ذات الزوايا المعتادة».
إن الترتيب الداخلي لحجرة هلمان يوضح منهجية عمليات شراء الحواسيب، أما جيد كولكو المحلل المختص في دراسة توجهات المستهلكين في السوق التكنولوجي والتابع لمركز أبحاث فوستر بسان فرانسيسكو فقد أبان بأنهم «يلاحظون زيادة في الطلب على الأجهزة المحمولة» وعزا كولكو هذه الزيادة إلى رغبة الكثيرين في تكملة ما هو موجود عندهم من أجهزة حاسوبية تقليدية، غير أنه أقر بأن ازدياد عدد الذين تعودوا على هذه الأجهزة المحمولة الفاعلة والمتميزة بوسع شاشتها وسرعة معالجاتها يبشر بأنهم سيبدلون بها القديمة التي تشغل مساحات كبيرة من المكاتب، (هذه الأجهزة لا تحتاج إلى معامل ولا يمكن الاستغناء عنها)، ومن أمثلة الأجهزة المحمولة جهاز تيتانيوم بور بوك جي4 الذي تبلغ مساحة شاشته 2 ،15 بوصة ويبلغ سعره 499 ،2 دولار.
هنالك عاملان أحدثا التغير: الأول منهما هو القوة الحسابية العالية، ويذكر أنه في خلال هذا العام نشرت انتل في الأسواق نسختها الجديدة من بانتيوم 4 التي مكنت الحواسيب المحمولة من أداء مهام الفيديو التي كانت تنفرد بهاالحواسيب التقليدية، ولكن في الشهر الماضي استطاعت أبيل تحقيق ما لم تستطعه أنتل حتى الآن وهو تطوير هذه القدرة في أجهزة تيتانيوم المحمولة المتميزة بصغر حجمها وفعاليتها العالية. أما العامل الثاني فيتمثل في الشاشة الواسعة، إذ إن الشاشات ذات الـ15 بوصة يمكنها أن تستعرض مساحات تساوي أو تفوق الكثيرمن شاشات الحواسيب التقليدية. وحتى هذا الربيع تعتبر أبيل هي الرائدة في هذه الشاشات.
أما الآن فقد استطاعت سوني إطلاق شاشات وسعها 1 ،16 بوصة تعمل مع معالجات أنتل بانتيوم 4 وهي الأقوى على الإطلاق بين معظم تلك التي تعمل بها الحواسيب التقليدية الموجودة بالأسواق الآن.
وتقول سوني: «إن الشاشة المدمجة توفر نطاق عرض مساوياً لشاشة (سي. آر. تي) القياسية ذات الـ17 بوصة».
وقد أكدت القياسات أن نطاق عرض شاشة سوني يفوق نطاق الشاشات الأخرى ذات الـ17 بوصة وذلك بسبب أن مصنعي تلك الشاشة يقيسون مجمل القناة حتى الجزء المخفي منها. ومن جانبها أعلنت آي بي ام عن بديل لحاسوبها التقليدي وهو أيه 31بي (A31B) وعرضته بـ478 ،3 دولاراً، ويتميز بوزنه الذي يزيد قليلا على 5 أرطال وبشاشة مساحتها 1 ،15 بوصة ومزود بكرت فيديو متقدم.
وللحواسيب المحمولة أيضا استخدامات خاصة عند رجال الأعمال، فقد اعتاد مايكل هوف المستشار في البرامج الحاسوبية بتورنتو أن يبصر عملاءه من خلال حاسوبه المحمول ماركة توشيبا البالغ سعره 999 ،1 دولار، ويقول هوف: «إن أكثرالجهات التي نتعامل معها هي المصارف غير أنها ضعيفة التقنية بسبب عدم تطوير أجهزتها، فلذلك من الأفضل للفرد أن يحمل معه حاسوبه بدلا من نسخ بياناته على الأقراص».
إن الاختلاف بين حاسوب وآخر في كثير من الأحيان يتوقف على الذوق فقط، فنجد مثلا أن (ديل) تعرض حاسوبها المصغر «انسبيرون 8200» بسعر 599 ،1 دولار وهو يعمل أيضا بمعالج أنتل بانتيوم 4، ولكن بإمكان المستخدم وبفارق سعر بسيط أن يطور قرصه إلى 30 قيقابايت أو إلى دي في دي بدلا من سي دي روم.
كما أن «ديل» ومصنعين آخرين عرضوا أيضا أقراص سي دي /دي في دي قابلة للشحن، والآن بإمكان أي فرد أن يحمل معه حاسوبه ويتنقل أينما شاء، غير أن الحواسيب زنة 7 أرطال تبقى خارج هذه الخدمة، أما الذين يرغبون في أجهزة أقل حجماً فعليهم باقتناء الحواسيب المصغرة التي تزن 5 أرطال أو أقل والتي تعرف بصغرشاشاتها ومحدودية طاقتها الحسابية ولكنها رغم ذلك تقوم تقريبا بكل المهام التي تؤديها الحواسيب التقليدية. وأصغر طراز من هذا النوع هو ما أنتجته سوني حديثا وأسمته فايو - يو وهو يزن 9 ،1 رطل فقط - ضعف الآلات الحاسبةالشخصية الرقمية - وبه قرص صلب 20 قيقابايت وشاشة 4 ،6 بوصات وبسعر 145 ،1 دولار، أما آي بي ام فقد عرضت من جانبها (ثنك باد اكس 24)، ويبدو هذا الحاسوب المصغر في شكله العام وكذلك في أدائه مثل الحواسيب العادية، إذ يبلغ وزنه 7 ،3 أرطال وشاشته 1 ،12 بوصة وسعره 674 ،2 دولارا.
كما نشرت أبيل أيضا في هذا المضمار آي بوك بوزن يصل إلى 9 ،4 أرطال وشاشة مساحتها 1 ،12 بوصة ولكن يقل معالجه عن معالج تيتانيوم الكبير في سرعته أما سعره فلا يزيد على 199 ،1 دولار.
ولكن الخبراء يقولون إن هنالك تهديداً آخر للحواسيب التقليدية كبيرة الحجم، إذ يوضح كولكو أن «الحواسيب التقليدية أرخص من المحمولة غير أن هنالك إصدارات من المحمولة ينحدر سعرها إلى حوالي 1000 دولار، وبهذا تصبح هي الأقرب بالنسبة للجمهور»، وأقرب مثال لذلك (سمارت استيب 100 ان) الذي طرحته ديل، فهو بسعر 899 دولاراً ويصل وزنه إلى 8 ،6 أرطال وشاشته إلى 4 ،14 بوصة، ولكن ما يعيبه أنه يعمل بمعالج انتل سيليرون البطيء.
«كريستيان ساينس مونيتور» |