* كتب سلطان المواش:
تعقد منظمة الأغذية والزراعة الدولية التابعة للأمم المتحدة مؤتمر القمة العالمي للأغذية خلال الفترة من 10 ـ 13 يونيو 2002م في روما بإيطاليا والذي يهدف إلى تعبئة الإرادة السياسية اللازمة لضمان اتخاذ القرارات الضرورية من جانب القادة القادرين على التأثير في سياسات جميع قطاعات الاقتصاد وجميع فئات المجتمع من أجل تحقيق الهدف الذي حدده مؤتمر القمة العالمي للأغذية المنعقد في روما في نوفمبر عام 1996م.
هذا وسوف تشارك المملكة في أعمال المؤتمر بوفد عالي المستوى برئاسة معالي وزير الزراعة والمياه والمؤتمر سيكون فرصة لإبراز إنجازات المملكة في تحقيق الأمن الغذائي لمواطنيها والمقيمين على أراضيها والجهود المبذولة من حكومة خادم الحرمين الشريفين لتحقيق الأمن الغذائي للدول الفقيرة من خلال المساعدات العينية والمالية التي تقدمها لتلك الدول.
أكد معالي وزير الزراعة والمياه الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر في حديثه للجزيرة بمناسبة انعقاد المؤتمر أنه قبل خمس سنوات وفي عام 1996م انعقد مؤتمر القمة العالمي للأغذية في روما «الفاو» من أجل تكاتف وتعاون جهود دول العالم لاستئصال الجوع وسيقوم أصحاب الفخامة والمعالي رؤساء الدول ورؤساء الوفود المشاركون في هذا المؤتمر باستعراض ما تحقق من مؤتمر القمة العالمي للأغذية لعام 1996م والمتمثل في خفض عدد الجوعى في العالم بمقدار النصف بحلول عام 2015م.
كما سيبحث المشاركون في المؤتمر السبل اللازمة للاستعجال إلى الوصول إلى الهدف الذي حدده المؤتمر الأول لخفض عدد الجوعى.
وفي اعتقادي أن زعماء العالم المشاركين في هذا المؤتمر سيبحثون التدابير الضرورية لتحقيق الهدف المنشود في التقليل من عدد الفقراء والجوعى في العالم، والمملكة حرصاً منها في الوقوف إلى جانب الأسرة الدولية ستشارك بإذن الله تعالى في هذا المؤتمر دعماً لهذا الموقف الدولي النبيل.
وأكد وزير الزراعة في سياق حديثه بأن الغرض الأساسي من انعقاده هو استعراض التقدم الذي تحقق منذ انعقاد مؤتمر القمة العالمي للأغذية السابق الذي انعقد عام 1996م، وإعطاء زخم جديد للجهود العالمية المبذولة لخفض الأعداد المتزايدة من الجوعى في العالم وحشد الموارد المالية لأجل مكافحة الجوع وسيتضمن هذا المؤتمر إلقاء بيانات متابعة من رؤساء الدول والحكومات أو ممثليهم كما سيتم عقد ثلاث موائد مستديرة أثناء فعاليات انعقاد المؤتمر وسيكون لكل مائدة من هذه الموائد موضوع رئيسي واحد هو خطة عمل مؤتمر القمة العالمية للأغذية لاستعراض النتائج التي تحققت والعقبات التي قوبلت وسبل التغلب عليها.. كما سيتم خلال فعاليات هذا المؤتمر بحث مقترح مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فتح حساب أمانة بهدف مساهمة الدول المشاركة فيه من أجل مكافحة سوء التغذية في دول العالم الفقيرة.
وقال معالي الوزير ابن معمر: إن مشاركة المملكة إلى جانب بعض دول العالم والمنظمات الدولية في مكافحة سوء التغذية وحجم المساعدات التي تقدمها للدول النامية هي ضمن منظومة دول العالم للقضاء على سوء التغذية سواء على المستوى القطري أو الدولي حيث تعمل على تحقيق الأمن الغذائي لمواطنيها والمقيمين على أراضيها من خلال إعداد وتنفيذ الخطط والبرامج التنموية لتطوير القطاع الزراعي عن طريق إنتاج السلع الزراعية الأساسية وتوفير الجزء الأكبر من الاحتياجات الغذائية اليومية للسكان ويمثل الإنتاج الزراعي المحلي حوالي 76% من إجمالي كمية السلع الغذائية المتاحة للاستهلاك، و قد انعكس ذلك إيجابياً على المستوى الغذائي للمواطنين والمقيمين على حد سواء فبلغ نصيب الفرد السنوي في المملكة من مختلف السلع الغذائية لعام 2000م نحو «7 ،531» كجم ونصيبه اليومي من الطاقة «2904» سعر حراري وتضاهي هذه المعدلات ما يحصل عليه الفرد في الدول المتقدمة.
وأشار وزير الزراعة في ذلك على المستوى الدولي فإن المملكة تساهم وبشكل فعال في البرامج التنموية لبعض دول العالم ذات الاقتصاديات الأقل نمواً حيث دأبت المملكة إلى مد يد العون تجاه من يعانون من الفقر في كثير من دول العالم إذ وفرت موارد مالية كثيرة لمشروعات وبرامج التنمية المتخصصة لمساعدة الدول النامية وذلك على شكل مساعدات للدول النامية بلغت نحو «5 ،75» مليار دولار أمريكي خلال الفترة من 1973- 2000م يمثل ما نسبته 4% من المتوسط السنوي من إجمالي الناتج الوطني. كما بلغت مساهمتها في كل من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «الإيفاد» حتى الآن «370» مليون دولار أمريكي و «450» مليون دولار أمريكي في برنامج الأغذية العالمي.
هذا إلى جانب مساهمتها في تقديم القروض الإنمائية الميسرة لمساعدة الدول النامية والدول الأقل نمواً.. كما أن المملكة قامت بإلغاء الديون الرسمية عن «11» دولة من الدول النامية بلغت قيمتها «6000» مليون دولار في مبادرة منها لتخفيف الديون عنها.
|