Monday 10th June,200210847العددالأثنين 29 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أضواء أضواء
مبارك يطلب الأمل للفلسطينيين
جاسر عبدالعزيز الجاسر

الشعوب كالبشر، فالإنسان عندما يصل عنده اليأس الى نهاياته القصوى، ويجد أن مواجهة الواقع بالأساليب التقليدية والمعتادة لاتنفع في تغير الوضع الذي أوصله الى حالة اليأس، فيلجأ الى عمل غير عادي، عكس الانسان الذي ينتظر تغيراً ما، ويعيش أملاً بالتحول للأفضل، وأن الواقع المرير المفروض عليه قابل للتغير.. وهكذا الشعوب، فعندما تفقد الأمل تقدم على القيام بأعمال لاتخطر على بال.. ولاتخضع لتقييم علماء الاجتماع وخبراء الدراسات الإستراتيجية ومنها ما يقوم به الشعب الفلسطيني من عمليات استشهادية التي رغم البعد الروحي والارتباط الديني الذي يدفع الاستشهادي الى التضحية بجسده من أجل قضية عادلة، فإن الفعل وحسب التحليل النفسي يعتبر تعبيراً عن حالة اليأس، بل أقصى درجات اليأس، بعد تيقن جيل فلسطيني كامل بأنه يستحيل انتزاع حتى جزء من حقوقهم الشرعية من الإسرائيليين، إذا هم ظلوا ينتهجون الأساليب التقليدية والعادية والاعتماد على الحوار والمفاوضات التي تفرز اتفاقيات لاينفذها الإسرائيليون.
وهكذا أصبح الشعب الفلسطيني بلا أمل رغم عشرات القرارات الدولية، ورغم الاتفاقيات التي أبرمها المفاوضون الفلسطينيون مع الإسرائيليين، ولهذا فإن ما طالب به الرئيس المصري حسني مبارك في مباحثاته مع الرئيس جورج بوش في كامب ديفيد، بوضع برنامج زمني يحدد مراحل قيام الدولة الفلسطينية التي «يجب» أن تعلن رسمياً من قبل المجتمع الدولي أسوة بما حصل للدولة الأخرى التي أقيمت على التراب الفلسطيني.
طلب الرئيس مبارك ليس مطلباً منطقياً وشرعياً من حق الشعب الفلسطيني أن يحظى به وأن تكون له دولة معترف بها فقط، بل تبني المجتمع الدولي والولايات المتحدة الامريكية بالذات وإعلان رئيسها عن إقامة الدولة الفلسطينية في عام 2003 يمنحان الفلسطينيين أملاً يشعرهم بأن الاحتكام الى طاولة المفاوضات يحقق لهم جزءاً من حقوقهم..
أما أن تستمر المفاوضات بلا هدف وبلا أمل فلا فائدة من كل الجهود الحالية والقادمة التي يدعي القائمون بها بأنها تهدف لتحقيق السلام.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved