|
| |
وردتني رسالة من فتاة تستفسر عن حالها بعد شرح مطول ذكرت فيه وقوعها في حبائل الشيطان وانها انزلقت في دروب عفنة عن طريق الإنترنت..
فكتب عمر إلى صاحب الثغر الذي هي به: إذا فتح الله عليكم دمشق فقد غنمتُ عبدالرحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجودي. فلما فتح الله عليهم غنّموه إياها. قالت عائشة: فكنت أكلمه فيما يصنع بها: فيقول: يا أُخَيّة، دعيني، فو الله لكأني أرشف من ثنايها حب الرمان. ثم ملّها وهانت عليه، فكنت أكلمه فيما يسيء إليها كما كنت أكلمه في الإحسان إليها، وقد قالت عائشة: يا عبدالرحمن لقد أحببت ليلى فأفرطت وأبغضت ليلى فأفرطت، فإما ان تنصفها، وإما ان تجهزها إلى أهلها، فجهزها إلى أهلها. وما تعطيه قصص الحب العربية هو مضمون قصص الحب الأجنبية والتي من أشهرها قصة روميو وجولييت!. فلكي يكون الحب رومانسياً خيالياً يجب أن يموت أبطاله محرومين وهذا ما لا يستقيم عليه أمر الدنيا الذي يحتاج إلى التفكير العلمي الواقعي في بناء البيت والأسرة ورعاية الأولاد وتكوين المجتمع والتعاون في مواجهة صعوبات الحياة ومشكلاتها ومراحل العمر المتغيرة ولا يستقيم به أمر الدين الذي جعل الغاية العظمى هي العبودية لله وجعل الزوجية مجالاً واحداً من مجالات تطبيق هذه العبودية ولذلك قال الله تعالى: {وّمٌنً آيّاتٌهٌ أّنً خّلّقّ لّكٍم مٌَنً أّنفٍسٌكٍمً أّزًوّاجْا لٌَتّسًكٍنٍوا إلّيًهّا وّجّعّلّ بّيًنّكٍم مَّوّدَّةْ وّرّحًمّةْ} فما لا يحققه الزوجان بالمودة يحققانه بالرحمة ولذلك قال عمر: ما كل البيوت تبنى على الحب ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والحسب والمرؤة، وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال: «كل معروف صدقة.. وفي بضع أحدكم صدقة» قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: «أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟» قالوا: نعم، قال: «فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر» رواه مسلم. وهكذا ارتقى الإسلام بالإشباع الجنسي في فراش الزوجية إلى درجة أن يكون معروفاً وصدقة وأجراً وأن يُذكر عليه اسم الله تعالى. بينما جعل الإشباع خارج هذا الإطار عدواناً وفاحشة وإثما مبينا ومن متَّع نفسه بالحرام فإنه يُحرم من كمال لذة الحلال جزاء وفاقاً وما ربك بظلام للعبيد فافزعي ايتها الاخت الكريمة إلى ربك توبة واستغفارا وذكرا وقرآنا واستحضاراً لعظمته ومراقبته وسمعه وبصره فإنك بمرأى منه ومسمع. ثم افزعي إلى عقلك ورشدك ولا تقدمي على أية خطوة بمجرد العاطفة أو الهوى المحض حتى تتأملي في عواقبها على دينك وعلى سمعتك وعلى عرضك وعلى نفسيتك وعلى أسرتك وعلى حاضرك وعلى مستقبل. أسأل الله تعالى ان يعصمك من الزلل وألا يكلك إلى نفسك طرفة عين وأن يأخذ بيدك إلى بر الأمان إنه هو الرحيم الرحمن. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |