ربما تكون جملة «فيروس الكره».. أدق التعابير التي أكدها عدد من الكتّاب لوصف الحالة الجديدة لما يجري في العديد من منتديات الإنترنت العربية التي بات أعضاؤها يوزعون «الكره» على من يعرفون ومن لا يعرفون لمجرد الاختلاف معهم.. في ظل غياب تام للوعي بقيمة البناء والتكاتف والتعاون وتأكيد الوحدة الوطنية وتماسك المجتمع وإرساء قيمة العدل بين الناس.
إن فرض الرأي الأحادي وتغييب الآخر ونشر «التنفيس» الحار في المنتديات لا يستقيم مع الإنترنت بوصفها الوسيلة العصرية الأكثر تطورا في مسألة توسيع دائرة الوعي وتثبيت التواصل الإيجابي.
جاءت الإنترنت.. لتكشف لنا مقدار الخلل الصارخ في منهجية الكثيرين في التواصل مع غيرهم حوارا ونقاشا ومحادثة وعكست الإنترنت مقدار التلذذ الذي يشعر به المنتدون والمتصفحون في أكل الشائعات ومضغها كقطعة حلوى وأصبح الإنسان في عرفهم عرضة للقص واللزق والشطب.
لو أن قيمة التثبّت في قوله تعالى: {..فّّتّبّيَّنٍوا أّن تٍصٌيبٍوا قّوًمْا بٌجّهّالّةُ..} جزء من كيان أولئك المنتدين.. وسلوك في حياتهم.. لأغلقت منتديات النقائض والهجاء والفخر أبوابها.. ولأصبحت تتسول على أرصفة الإنترنت، ولكن ما الفائدة.. إذا لم نبن من هذه الآية الكريمة وعياً بقيمة التثبت تكون منطلقا لنا في التعاطي مع الآخرين. وما الفائدة! إذا لم نستفد من هذه الآية الكريمة في تأسيس منهجية في التعامل مع «الشائعات» تحفظ للناس حقوقهم. وما الفائدة! إذا لم نعزز بهذه الآية الكريمة قيمة البحث العلمي الموثق ونستفيد منها.
| 
