|
يواصل الباحث ما بدأه في الحلقات السابقة:
أما زوجة المترجم له فهي: لطيفة بنت رشيد الرشيد من المشارفة من الوهبة من بني تميم رزق منها بخمس بنات وولد واحد اسمه محمد توفي في حياته وله من العمر خمسة عشر عاماً. وقد توفي المترجم له في مدينة شقراء بعد ظهر يوم السبت الموافق 20/10/1408هـ وصلي عليه ودفن في مقبرة شقراء بعد عصر ذلك اليوم رحمه الله برحمته الواسعة هو وجميع موتى المسلمين(3) . 20 محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي ابن الشيخ محمد بن محمد بن عبدالله بن نشوان من المشارفة من قبيلة الوهبة من بني تميم. ولد في بلدة الحريّق سنة 1330ه نشأ وترعرع فيها وأخذ مبادئ العلوم على أئمة بلده، وقد بدأ بحفظ القرآن الكريم على يد والده علي بن محمد بن نشوان الذي كان يحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب ويقرؤه في المصحف، ولكنه لا يقرأ في غيره من الكتب ولا يكتب. ثم قرأ المترجم له على يد الحافظ سعد بن شويرخ، ثم أكمل حفظ القرآن الكريم لدى إمام جامع الحريّق عبدالعزيز بن محمد الحميزي وهو لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره بعد، وقد تعلم على يد الحميزي القراءة والكتابة حتى مهر فيهما، وأخذ عنه مبادئ الفقه والتوحيد والعربية وما توفر لديه من علوم، كما أنه استفاد من أخيه عبدالعزيز الذي يكبره سنا(4) ، وقد ظهرت عليه النجابة والتفوق على أقرانه في سن مبكرة، وبعد أن شب عن الطوق كانت المعيشة تستدعي الكد والجد والكدح فأشغلته عن طلب زيادة العلم. تزوج من آل قاسم إحدى أسر البلدة، وهم من آل عاصم من قحطان. وقد شارك المترجم له مع الملك عبدالعزيز أثناء توحيد المملكة العربية السعودية فكانت له مشاركة في «مغزى» اليمن سنة 1353هـ وهو في ريعان شبابه(5) . تولى إمامة مسجد موافقة(6) في بلدة الحريّق منذ تأسيسه في سنة 1370هـ تقريباً إلى أن انتقل من بلدة الحريق إلى مدينة الرياض في سنة 1386هـ من أجل دراسة أولاده. كان من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر احتسابا، وكان يكتب بعض الوثائق والمخاليص لأهالي بلدته الحريّق، وخطه معمول به لدى القضاة والكتاب الآخرين، وكانت له مكاتبات مع قضاة الوشم، ومنهم الشيخ صالح بن علي بن غصون رحمه الله تعالى وتميز خطه بالحسن. وبعد فتح المدرسة الابتدائية في الحريّق سنة 1377هـ عمل ضمن أعضائها وموظفيها وقد طلب منه أن يكون إماما للمسجد الجامع في بلدة الحريّق خلفا لعلي الحميزي بعد ما انتقل إلى مدينة شقراء إلا أنه امتنع، وكان مقيماً في مدينة الرياض منذ سنة 1386هـ كما مر آنفا. ومحل إقامته في الرياض في حي العجلية الذي يضم جماعته أهل الحريّق، وقد وافق عام قدومه للرياض توجيه سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن نشوان لقضاء الخرج، وكان في ذلك الوقت إماما لمسجد العجلية فعرض الشيخ عبدالعزيز على المترجم له إمامة المسجد فوافق على ذلك خلفاً له، وكان المترجم له يستعير بعض الكتب من مكتبة الشيخ عبدالعزيز لقراءتها. وبعد عشر سنوات نقل إمامته إلى مسجد الشعبة في حي العجلية واستمر فيه حتى تركه قبل وفاته بسنتين بسبب المرض والكبر كما عين مراسلا في المدرسة الرحمانية. توفي - رحمه الله تعالى - في يوم السبت الموافق 17/3/1419هـ عن عمر قارب التسعين عاما وصلي عليه بعد صلاة العصر من يوم الأحد في مسجد الراجحي بحي الربوة بالرياض، ودفن في مقبرة النسيم وقد حضر جنازته وتشييعه جمع غفير من جماعته ومحبيه. كان رحمه الله صدوقاً صادقاً ثقة عدلاً محبوباً من جماعته ومقربيه وأهل بلدته، وكان وصولاً للرحم فلا يترك اجتماعاً أو مجلساً يضم أفراد أسرته إلا حضره سواء كان المكان بعيداً أو قريباً، وكانت له مداعبات جميلة مع من صحبوه. وإذا حصلت منازعات ومشاكل كان بمحبته وحسن أخلاقه يتوسط بينهم وينهي تلك المشاكل لما له من خبرة ومحبة بين الناس. حريص على النوافل في العبادات ومراجعة حفظه للقرآن الكريم، فكان يسأل بعض زائريه عن بداية بعض السور والآيات المتشابهة، وذلك في مرضه رحمه الله. وقد خلف المترجم له ثلاثة أبناء وهم: علي وبه يكنى وعبدالعزيز وعبدالله. رحم الله المترجم له برحمته الواسعة هو وجميع موتى المسلمين(7) . وبعد هذه الحلقات عن تاريخ هذه البلدة وتراجم بعض كتابها استميح القارئ الكريم عذراً عما جرى من تقصير أو نسيان واستحث همم أبناء هذه البلدة النابهين في جمع كل ما يتعلق بها من معلومات ووثائق وانطباعات لحفظه أولاً عن الضياع للأجيال القادمة، ولتسهيل وصول الباحثين إليه ثانياً لتأخذ طريقها في التعريف كبقية البلدان، وليكون ذلك لبنة تعقبها لبنات حتى يتم البناء، ولا يفوتني أن أقدم شكري لجميع الاخوة الذين زودوني بما لديهم من معلومات ووثائق جزاهم الله خير الجزاء، وفق الله الجميع لكل خير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. الهوامش: (1) أما الافتتاح الفعلي للمدرسة ففي سنة 1377هـ عندما تولى إدارتها الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز العنقري حيث عمل عند قدومه اختبارا لمعرفة مستويات الطلاب وقسمهم إلى ثلاثة فصول حسب جودة كل طالب ومقدار حفظه من القرآن وطلب عدداً إضافياً من المدرسين. (2) تولى الإمامة والخطابة في جامع بلدة الحريّق من بعده علي بن إبراهيم بن علي الحسن من المشارفة من الوهبة من بني تميم، ولا يزال إلى الآن وهو مع ذلك شاعر مجيد يمتاز شعره بقوة العبارة وملامسة الواقع نختار له هذه القصيدة عن بلدته الحريق بعدما تجول بين منازلها القديمة:
ونذكر هنا من وصل إلينا خبره من المؤذنين في جامع بلدة الحريّق منهم: عبدالرحمن بن رشيد الرشيد «توفي سنة 1354ه تقريباً» إثر سقوطه من سطح المسجد بعد أن أذن لصلاة العصر، وكان عبدالعزيز بن سيف المهنا وكيل أوقاف الصائمين قد حلم قبل سقوط المذكور بأسبوع أن منارة الجامع قد سقطت، وقد لبث ابن رشيد في وظيفة الأذان أمداً طويلاً وهو أخ الأمير الحريق ذلك الوقت عبدالله بن رشيد «ت 1360ه». كان عبدالرحمن بن عبدالعزيز السنيدي ينوب عن ابن رشيد في الأذان في بعض الأوقات فقط، وقد أدركه أجله بعد ابن رشيد المذكور بأيام قلائل قيل إنها لم تتجاوز أسبوعا، ثم توالى على وظيفة الأذان عدد من المؤذنين، نذكر منهم على غير ترتيب: المؤذن سعد بن دهيّم وعبدالله بن محمد الحميزي ومحمد بن علي الطويل والد الأمير عبدالرحمن وإبراهيم بن عبدالرحمن بن رشيد وعبدالرحمن بن محمد الجماز، وعبدالعزيز بن سيف المهنا كان ينوّب في الأذان والإمامة وعبدالرحمن بن محمد الطويل ثم يحيى بن عبدالله المقحم ولا يزال إلى الآن. (3) زودني ببعض معلومات هذه الترجمة وغيرها وبعض الوثائق الأستاذ الفاضل إبراهيم بن عبدالله الحميزي فله مني جزيل الشكر والتقدير. (4) سبقت ترجمته في «الحلقة الثالثة» المنشورة في هذه الصفحة العدد «10629» في يوم الأحد 19/8/1422هـ. (5) وممن شارك في معارك توحيد البلاد من أفراد أسرة آل نشوان أيضاً: سعد بن عبدالله بن محمد بن نشوان الذي قتل في وقعة جراب سنة 1333هـ رحمه الله تعالى. (6) حمل المسجد اسم «موافقة» نسبة لبئر تقع شرقيه اسمها بئر «موافقة» وكانت بداية المسجد عندما أوقفت البئر في سنة 1352هـ عبارة عن مصلى صغير يصلي فيه من تفوته الصلاة في المسجد الجامع، و منذ سنة 1370هـ تقريباً صار الناس يصلون في مسجد موافقة بانتظام وفي سنة 1373هـ بني بناء حسنا بالطين حسب لوحة معمولة بالجص كانت موجودة على أحد جدر المسجد، ولكنها أزيلت عندما تم هدمه منذ عشرين عاما تقريباً وأعيد بناؤه بالأسمنت على النمط الحديث. وأصبح يؤذن ويصلي فيه منذ تأسيسه ولمدة وجيزة قيل إنها شهر واحد فقط عبدالله بن محمد الحميزي وهو من مواليد سنة 1313ه ووفاته في 13/6/1403ه، ثم صار الإمام محمد بن علي بن نشوان المترجم له ثم أتى في الإمامة عثمان بن عبدالعزيز العنقري ثم إبراهيم بن عبدالله السنيدي وصار مؤذناً في بعض السنوات ثم أتى من بعده في الإمامة إبراهيم بن عبدالرحمن الطويل، ثم عثمان بن مشاري العنقري ولا يزال إلى الآن، أما المؤذنون فنذكر منهم عبدالله بن عبدالرحمن بن رشيد وإبراهيم بن رميح وعبدالله بن عامر وعلي بن إبراهيم الطويل ولا يزال إلى الآن. (7) استقيت هذه الترجمة مع بعض التصرف من فضيلة الشيخ عمر بن عبدالعزيز النشوان قاضي محكمة القصب فله مني جزيل الشكر والتقدير. وقد ذكر فيما أرسله إليَّ أن جد المترجم له: محمد بن علي بن محمد بن علي ابن الشيخ محمد بن نشوان ممن يكتب الوثائق وخطه جميل، وهو الذي سبق أن جعله أمير أشيقر محمد بن إبراهيم بن نشوان أميرا على غزو أهل أشيقر، وللفائدة ينظر: «العلماء والكتاب في أشيقر: 2/225» إذ ورد في وثيقة أن المذكور كان أميرا لأشيقر وذلك قبل أن يتولى محمد بن إبراهيم بن نشوان الإمارة فيها. (*) للتواصل: الوشم أشيقر 11961 ص.ب: 6075 |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |