الكارثة ان تكون الأهداف الألمانية الثمانية هي فقط ما يوقظ الغافلين عن الفارق الواسع بين الكرتين الأوروبية والآسيوية والكارثة الأكبر أن يبحث باحث عن سبب غير ذلك والمهم ألا نصغي لمن يكذب علينا ويقول إنها غير ذلك في حاجة ماسة لوجه الصراحة القبيح.
إذا أردنا المرور على ما حدث أمام ألمانيا تحديداً دون ما قبله وبعده فان المشكلة في الشكلين المختلفين جداً للفريقين وعندما لم تجد الماكينة الألمانية ما يمنع أو يعرقل أو يؤجل تشغيلها دارت وهي عادة تدور بلا مشاعر وبدقة في التنفيذ ميكانيكيا ولو كانت المواجهة مع فريق آخر غير ألمانيا لما استطاع ان يحقق هذا التداعي حتى لو لعب فريقنا أسوأ مما لعب به أمام ألمانيا.
إلا أننا قلنا ان القضية يجب ألا تكون كذلك لأنها ليست كذلك فقضية كرة القدم السعودية قضية آسيوية انها مشكلة قارة فقيرة كروياً وضحية اختلاف وخلاف على وجودها إذا ما كانت بأهمية ما يعطى لها أم يترك لشراء رغيف الخبز وكتابة الحرف ومن ذلك ستبقى هذه القارة تنتج كرة قدم ضعيفة وفي أحسن حالاتها نامية ولن يتغير حالها إلا في أوساط مجتمعات لا تشعر أنها حمل أو همّ أو قضية مركزية أو وزر.
إن التعاطف مع لاعبينا ومدربهم يجب أن يكون في أحسن حالته إذ ليس منطقياً أن نتركهم لغوائل الحزن لأنهم كما صورنا لهم خذلونا وإذا كان لابد من محاسبتهم فلنكن جريئين للغاية ونبدأ بتحضير صفحات كبيرة وكثيرة ونأخذ نفساً عميقاً ونحسب من الواحد حتى الألف قبل كتابة سبب واحد أو اسم واحد وهي طريقة مثالية للتراجع عن هذه النية.
إنه ليس بمقدور أحد ان يختار جنسه ولا لونه ولا أباه وأمه علينا ان نتعاون في ايجاد لغة وسطى وطريقة وسط تستطيع ان تدفع بالأمور للامام إذ ان الاعتقاد ان هناك خطأ «ما» تصلح الأمور عند تصحيحه خطأ أكبر أما الوسطية فهي تعني ان نتحدث عن المشكلة من الداخل والخارج وبلغة فيها ندية.
يجب ألا يتحمل اليامي وتكر وسليمان مسؤولية جهلنا الأسباب الحقيقة لتخلف الكرة الآسيوية إننا لسنا بحاجة لأن يحرق ابن رشد كتبه في أحد الاستادات الرياضية.
saadalmahadi@hotmail |