أفضل أن يبدأ مشروع تطوير واسع للعبة على أن نكسب ألمانيا أو نتأهل الى الدور الثاني وزد على ذلك ما ينظر إليه على أنه انجازات عظيمة.
وأفضل ان يجد عشرات اللاعبين فرصتهم في الاحتراف في كل مكان في العالم على أن يسجل لاعب أو أكثر أهدافا خرافية لا تنسى في القادم من النهائيات.
وأفضل أن نراجع حساباتنا مع المسابقات المحلية والأندية والحكام واللاعبين والاداريين كيف نقيم هذه المسابقات وعلى أي شكل نتعامل مع هذه الأندية وبأي أسلوب نحاسب الحكام وبأي طريقة نطور اللاعبين وكيف ننظر الى الاداريين أفضلها وبكثير على فوز تاريخي أو عرض مشرّف.
إن موسم المطر وحده لا يضمن للعشب والازهار دوام الخضرة والنضارة لكن التربة المشبعة بالماء والبيئة الخصبة والسقاية والرعاية المجدولة المنضبطة بالوقت والظواهر والمواسم يمكن لها أن تفعل ذلك.
سنكون فعلاً من المحظوظين جداً إذا مرت مشاركتنا الجديدة في المونديال دون هزائم نفسية ومعنوية لأن حاجتنا لها أكثر، إذ بها يمكن لنا أن نهيىء الأجواء لما لم نفعله بعد وأعني طرح السؤال الصعب هل نحن جادون في أن يكون لدينا لعبة كرة قدم مؤسسة؟
إنها في رأيي تختلف عن لعبة كرة القدم المسلية أو الجالبة للمتعة أو حتى تلك التي يمكن بها قتل الفراغ وإفراغ الشحنات.
أما لو قدر وجلبت هذه المشاركة النحس لنا من خلال هزائم موجعة أو عروض مخيِّبة «بحسب التقديرات المحلية» فلن تتعدى المسألة العودة الى المربع الأول كعادتنا كجماهير وإعلاميين في تحليل وتفسير ما حدث كل من زاويته وبما يخدم رغبته بادعاء واحد وهو الحرص على المصلحة العامة، لذا أجد نفسي مهتما بألا نصاب بهذا النحس من أجل ذلك فقط، إذ في رأيي أننا بحاجة إلى انفراج في أجوائنا الرياضية تمنحنا فرصة النظر السليم للأمور والى إعادة الثقة بين أطراف العملية والإيمان بأن الصراع مع الخصوم في مناسبة كالمونديال يحتاج الى تعاضد وتماسك وتعاون لمن في الداخل والعمل المحلي المتطلع الى شحذ القوة لظروف كهذه وهي لاتبدأ قبل قليل من مثل هذه المشاركات ولا خلالها، ولكن بالعودة إلى ثوابت تشرعها عقول وتضبطها لوائح وتنفذها جهات قادرة على ضبط ذلك كله.
saadalmahadi@hotmail |