العيادة النفسية

اكتئاب بعد الجلطة
* أصيب والدي منذ فترة بسيطة «حوالي 6 أشهر» بجلطة في المخ أدت الى شلل بالناحية اليسرى من الجسم، ولاحظت ان والدي أصبح بعدها عصبي المزاج ويبكي أحياناً وقليل النوم، فما سبب ذلك وما هو العلاج؟.
- بصورة عامة فإن أكثر الأمراض النفسية شيوعاً في كبار السن هو مرض الاكتئاب، ومن الأعراض التي ذكرتها يبدو ان الوالد يعاني من اضطراب التكيف او اكتئاب ما بعد الإصابة الدماغية الدموية. وهنا في التاريخ المرضي يجب ان يكون الطبيب حريصاً في معرفة هل مرض الاكتئاب ابتدأ قبل حدوث الجلطة ام بعد حدوث الجلطة. حيث ان جلطات المخ، تؤدي الى حدوث اكتئاب ما بعد جلطات المخ والذي قد يبدأ مباشرة بعد حدوث الجلطة بأيام او بعدها باسابيع او شهور، وقد يكون أسبابه العجز من الناحية الحركية وتغيير نوعية الحياة فيشعر المريض انه معاق وانه لا يستطيع الاعتماد على نفسه وأنه لا بد ان يعتمد على الآخرين - وتزداد حدته إذا كان هناك ايضاً عدم تحكم في البول او عدم القدرة على الكلام وكلما ازدادت درجة الإعاقة ازدادت شدة الاكتئاب.
والدراسات الحديثة ايضاً اثبتت ان هناك بعض الأماكن بالمخ اذا اصيبت بالجلطات تؤدي الى حدوث الاكتئاب بغض النظر عن درجة الإعاقة وذلك مثل الإصابة في الخلايا والنوايا القاعدية «الناحية اليسرى أو الناحية اليسرى من الفص الأمامي بالمخ».
وعلاج مثل هذه الحالات يعتمد على عمل خطة علاجية تشتمل على الناحية الاجتماعية والنفسية والدوائية والتأهيلية.
فالناحية الدوائية تشتمل على مضادات الاكتئاب وهنا يجب على الطبيب ان يكون حريصاً في اختياره للدواء الأقل أعراض جانبية بصورة عامة ولا يتفاعل دوائياً مع أي أدوية أخرى يستعملها المريض.
أما الناحية النفسية بعمل الجلسات النفسية اللازمة، فالعلاج بالتدعيم والعلاج المعرفي من أهم الطرق في هذه الحالات، وعن الناحية الاجتماعية ان مثل هؤلاء المرضى يشعرون باليأس لانهم يشعرون بفقدان دورهم في الحياة والعمل والأسرة ولذلك يجب ان تنتبه الأسرة بعدم اغفال دور المريض في الأسرة واعطائه الاحترام والتقدير اللازم.
وبالنسبة للناحية التأهيلية يعمل العلاج الطبيعي حتى تتحسن الإعاقة الجسمانية وبذلك تتحسن نوعية الحياة لدى المريض.