Friday 31th May,200210837العددالجمعة 19 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مرافئ نفسية مرافئ نفسية
حدث في شارع الأمير عبدالله!!
فهد خالد العايد

الساعة تشير الى الثانية عشرة بعد منتصف الليل، المكان شارع الأمير عبدالله، الاشارة تعطي اللون الأحمر انا وسيارتي في لحظة انتظار عيناي ترقبان الاشارة وبينما أنا كذلك إذ أرى طفلاً صغيراً لم يتجاوز عمره الخامسة! واقفاً أمام عامود الاشارة ويحمل بين يديه «علب مناديل»، أعدت النظر فيه.. ثم دققت النظر مرة أخرى وبدأت الاسئلة لدي تتصارع وعلامات التعجب تتزاحم.
نعم فليس المكان مكانه! وليس الوقت مناسباً لعمره!.
نظر الي.. تقدم بخطوات هادئة ومبعثرة يغلب عليها التعب والارهاق.. والخوف، كانت علب المناديل تكاد تغطي معظم جسمه! فجسمه صغير وهو صغير جداً! فتحت النافذة سألني هل تريد ان تشتري واشار بعيونه البريئة الى المناديل!! سألته مباشرة «أين أبوك».. (لانني توقعت ان يكون والده متوفياً.) ليخبرني بأنه بالمنزل!.
سألته هل أنت سعودي؟ فأجاب ب... وعندما هممت بطرح السؤال الآخر أضاءت لي الاشارة خضراء وبنفس الوقت ايقظتني من كابوس مزعج!! تحركت سيارتي وتحركت معها مشاعري وتألمت نفسي وعادت الأسئلة لتتصارع اشد ضراوة من المرة الأولى!.
وتساءلت من المسؤول عن هذا الاجرام بحق هذا الطفل ومن الذي اغتال براءته ومن الذي حرمه من النوم لماذا طفل بهذا العمر يعمل وبهذا المكان وهذا الوقت، أليس من حقه ان يعيش مثل ابني وابنك هل عقلية وجسم ومشاعر هذا الطفل تستوعب ما يهدف له حتى كلمة «مسكين» لا تعبر ولو بجزء بسيط عن حالته.. من قتل طفولته ومن حرمه من حقه في النوم؟ من حرمه ان يمر بمراحله الطبيعية التي خلقه الله عليها؟ هذا المشهد ليس واحدا ولا اثنين انها مشاهد متكررة وفي شوارع عديدة في الرياض بل احياناً نجد المشهد نفسه ولكن بوقت اشد حرارة في عز الظهر في شهر اغسطس!!.
سأقفز على الحلول الفلسفية والمثالية وسأقفز على الأساليب النظرية لن أوزع المسؤولية على أحد. لن اقول المجتمع او الأسرة ولن احمل المسؤولية الدكتور علي النملة بحكم انه وزير العمل والشؤون الاجتماعية! بحكم انه بطريقة او بأخرى جزء من اختصاصه.
من وجهة نظري ان الحل الأسهل والأفضل والأسرع ان تقوم السلطات الأمنية «الدوريات» المتواجدة بشكل دائم ومستمر في شوارع الرياض وخصوصاً عند الإشارات بإمساك هذا الطفل والطلب منه الذهاب الى منزله او الى من أرسله!! والقاء القبض عليه، نعم إلقاء القبض عليه لأنه أجرم بحق هذا الطفل واساء لسمعة هذا البلد واساء بشكل وان كان غير مباشر للدين الإسلامي لانه دين الرحمة والمودة والتآلف، ولأنه تكفل بحماية معتنقيه، ومن ثم التحقيق معه وأخذ تعهد عليه في المرة الأولى وسجنه في المرة الثانية وهذا بتوجيه من ولاة الأمر -حفظهم الله- الذين يحرصون على حماية هذا البلد وأهل البلد وأطفال هذا البلد!، وحتى لا نتهم غداً من قبل أعداء هذه الأمة والإسلام بأن حقوق الطفل مهضومة وأن حقوقه الطبيعية تنتهك!! كما نتهم الآن بالارهاب والتطرف وكما اتهمنا سابقاً بأننا ننتهك حقوق الحيوان عندما نريد ان نذبح الأضحية التي شرعها الله لنا في عيد الأضحى المبارك.

اخصائي نفسي

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved