كانت بداية المنتخب الانكليزي متعثرة في التصفيات، فزرعت الشكوك في نفوس مناصريه، وأطاحت بالمدرب كيفن كيغان الذي كان استلم مهامه خلفا لغين هودل خلال تصفيات أمم أوروبا 2000 في هولندا وبلجيكا، ثم بدأت رحلة بحث طويلة ومملة عن العصفور النادر الذي يمكنه أن ينقذ المنتخب ويقوده الى نهائيات كأس العالم، واستقر الامر على السويدي زفن غوران اريكسون، الذي صار أول مدرب أجنبياً يشرف على منتخب انكلترا. وخاض المنتخب الانكليزي أول مباراة في التصفيات الاوروبية أمام المانيا، وكانت في ذات الوقت أخر مباراة تقام على ملعب ويمبلي الشهير قبل أن يهدم في تشرين الأول/أكتوبر 2000، وعوض أن تكون هذه المباراة الوداعية فرصة مناسبة أمام انكلترا لتحقيق الفوز، فانها تحولت الى كابوس بعد أن تمكن الالمان من توقيع انتصار باهر وثمين بهدف سجله ديتمار هامان.
ولم يصدق الانكليز ما حدث لهم، فقدم المدرب كيغن استقالته، وكان لزاما على الاتحاد المحلي ان يجد خليفة له في أسرع وقت، خاصة وأن التصفيات في بدايتها ولا يجب تضييع الفرصة، وبعد أربعة أيام من خسارة ويمبلي انتقلت انكلترا الى هلسينكي لمواجهة فنلندا، فتحمل هوارد ويلكنسون مدرب ليدز السابق مهام المدير الفني الوطني، وقاد المنتخب الى تحقيق المهم في هذه المباراة بالتعادل السلبي مجنبا اياه الوقوع في الكارثة، قبل أن يجد الاتحاد الانكليزي للعبة ضالته في شخص المدرب السويدي اريكسون الذي كان يشرف على نادي لاتسيو الايطالي ومرتبطا معه بعقد حتى نهاية الموسم 2000-2001.
وأحدث تعيين اريكسون مدربا للمنتخب جدلا كبيرا في الاوساط الرياضية، خاصة وأنه لم يكن جاهزا لبدء مهمته قبل انتهاء عقده مع النادي الايطالي.
واضطر الاتحاد الانكليزي الاستعانة بخدمات مدرب ليستر بيتر تايلور بصفة مؤقتة، غير ان تسريح لاتسيو لاريكسون سرع في مجريات الامور، وحضر المدرب السويدي الى لندن وبدأ فور وصوله العمل واستطاع في ظرف وجيز تشكيل فريق متكامل ومقاتل في آن، تمكن من الفوز على كل من فنلندا والبانيا واليونان على التوالي، وقدم عروضا مقنعة في المباريات الودية. ثم جاءت المبارة الحاسمة لانكلترا مع المانيا على ملعب ميونيخ الاولمبي وكان يكفي الاخيرة التعادل لحسم بطاقة التأهل الى النهائيات، غير أن الثلاثي الهجومي لنادي ليفربول المتكون من أوين وجيرارد وهيسكي، بعثر أوراق المدرب الالماني الدولي السابق رودي فولر، وقاد المنتخب الانكليزي الى تحقيق فوز تاريخي (5-1)، وكانت الخسارة الاولى للمنتخب الالماني في عقر داره منذ 1931.
واستطاع المنتخب الانكليزي المحافظة على فارق النقاط بينه وبين المنتخب الالماني حتى آخر جولة، وحقق ما كان مستبعدا على الاقل قبل مباريات الملحق الاوروبي، التي انتقل اليها رجال المدرب رودي فولر، بينما تأهلت انكلترا مباشرة.
ومنذ وصول المدرب السويدي الى المنتخب، تمكن من اعادة التوازن للفريق، وزرع فيه الثقة اللازمة، مستثمرا النجاح والنتائج التي حققتها أندية مانشستر يونايتد وليفربول وارسنال وليدز، واعتمد على عناصر هذه الاندية بصفة خاصة في تشكيل فريقه الذي يقوده الحارس سيمان والمدافعون فرديناند وكامبل وكول، أما خط الوسط فيملؤه كل من جيرارد وبيكهام، وسكولز وماكمانامان، بينما يقود الهجوم ثنائي ليفربول أوين وهيسكي. ويشارك المنتخب الانكليزي للمرة الحادية عشرة في النهائيات، وكانت المرة الاولى في مونديال البرازيل 1950، وخرج من الدور الأول، ومنذ هذا التاريخ غابت انكلترا عن ثلاث نسخ فقط اعوام 1974 في المانيا الغربية، و1978 في الارجنتين، و1994 في الولايات المتحدة، وتوج بالكأس الوحيدة حتى الان عام 1966 على أرضه وأمام جمهوره، وبلغ مباراة الدور نصف النهائي في مونديال ايطاليا 1990، وهما أبرز نتيجتين في تاريخ المشاركات الانكليزية في النهائيات.
مشوار المنتخب الانكليزي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2002:
المجموعة التاسعة:
7 تشرين الأول/أكتوبر 2000: انكلترا-المانيا (صفر-1) في لندن
11 تشرين الأول/أكتوبر 2000: فنلندا-انكلترا (صفر- صفر)
24 آذار/مارس 2001: انكلترا-فنلندا (2-1) في ليفربول
28 آذار/مارس 2001: البانيا-انكلترا (3-1) في تيرانا
6 حزيران/يونيو 2001: اليونان-انكلترا (صفر-2) في اثينا
1 أيلول/سبتمبر 2001: المانيا-انكلترا (1-5) في ميونيخ
5 أيلول/سبتمبر 2001: انكلترا-البانيا (2-صفر) في نيوكاسل
6 تشرين الأول/أكتوبر 2001: انكلترا-اليونان (2-2) في مانشستر
أبرز لاعب في المنتخب
الاسم: مايكل أوين / مولود في 14 كانون الأول/ديسمبر 1979
القامة: 75 ،1متر
الوزن: 67 كيلوغرام
عدد المشاركات في النهائيات: مرة واحدة في مونديال فرنسا 98
عدد المباريات في النهائيات: 4 مباريات
الاندية: ليفربول الانكليزي
دخل أوين وعمره 18 عاما موسوعة كرة القدم وتاريخ اللعبة من بابهما الواسع بمشاركته ضمن منتخب انكلترا الأول وصار اصغر لاعب في القرن الماضي في انكلترا يحمل الوان تشكيلة المنتخب.
ولعب أوين (22 عاما) اول مباراة ضمن المنتخب الأول وعمره 18 عاما و59 يوما ضد تشيلي على ملعب ويمبلي، اي انه كان اصغر بثلاثة اشهر من دانكان ادواردز لاعب مانشستر يوناتيد السابق الذي كان اصغر لاعب انكليزي يلعب ضمن المنتخب في الخمسينات.
واعتبر أوين لاعبا موهوبا منذ صغره، ففي سن العاشرة حطم اول رقم قياسي بتسجيله 59 هدفا في البطولة المدرسية، وفي سن الرابعة عشرة انضم أوين الى مدرسة الاتحاد الانكليزي، وفي العام 1996 قاد شباب فريق ليفربول الى الفوز بكأس الاتحاد الانكليزي، حيث تألق في المباراة النهائية أمام مانشستر يونايتد، وبعد أيام من احتفاله بعيد ميلاده السابع عشر وقع أوين اول عقد كلاعب محترف لمدة ثلاث اعوام مع ليفربول وسجل بدايته في الدوري الانكليزي الممتاز. وبعد ثلاثة اشهر مدد ليفربول عقده مع أوين لخمسة اعوام اخرى مع امتيازات كبيرة للاعب.
وفي شباط/فبراير 1998 سجل أوين اول ظهور له ضمن المنتخب الانكليزي الأول بمناسبة مباراة تشيلي، وسجل اول هدف له ضمن المنتخب في مباراة المغرب (1-صفر)، وبفضل ادائه الجيد والمستوى الكبير الذي كشف عنه، اختاره المدرب غلين هودل ليكون ضمن قائمة اللاعبين الذين سافروا الى فرنسا للمشاركة في نهائيات كأس العالم 98.
وتألق أوين في المونديال الفرنسي وابهر المتتبعين بمهاراته الفنية وسرعته الخارقة، وفي مباراة الدور ثمن النهائي سجل أوين احد اجمل الاهداف في تاريخ كأس العالم في مرمى
الارجنتين عندما قام بمجهود فردي رائع وتخطى اكثر من مدافع قبل ان يسكن الكرة داخل الشباك. وبدأت العروض تنهال على الشاب الانكليزي للعب في أكبر وأعرق الأندية الأوروبية، وقدم ميلان عرضا سخيا قيمته نحو 5 ،44 مليون دولار، غير ان أوين لم يبد أي اهتمام بمغادرة ليفربول الذي بقي وفيا له حتى الآن.
ويملك أوين مهارات فنية عالية نادرا ما نجدها عند لاعب بريطاني، وهو مراوغ بارع بفضل تحكمه الجيد في الكرة، اضافة الى ذلك فهو هداف موهوب يعشق الشباك ولا يتردد في هزها كلما اتيحت له الفرصة، وتعتبر الثقة بالنفس والتصميم من النقاط الايجابية التي يمتلكها أوين والتي تخيف المدافعين وترهبهم كلما واجهوه.
المدرب
السويدي زفن غوران اريكسون
أبرز اللاعبين
ديفيد بيكهام ومايكل أوين وستيفان جيرارد وبول سكولز
- تاريخ مشاركاتها في المونديال: شاركت في النهائيات 10 مرات اعوام 1950 و1954 و1958 و1962 و1966 و1970 و1982 و1986 و1990 و1998 وأحرزت اللقب عام 1966 وحلت رابعة عام 1990.
- بلغت النهائيات بحلولها أولى أمام المانيا وفنلندا واليونان والبانيا ضمن منافسات المجموعة التاسعة الأوروبية برصيد 17 نقطة من 5 انتصارات وتعادلين وهزيمة واحدة سجلت خلالها 16 هدفا ودخل مرماها 6 أهداف.
تخوض الاسود المروضة النهائيات للمرة الخامسة، بعد ان كانت اول منتخب افريقي يضمن تأهله قبل نهاية تصفيات المجموعة الاولى، وبقيادة ثلاثة مدربين تناوبوا على المنتخب طيلة فترة التصفيات.
بدأ كل شيء في 19 نيسان/ابريل 2000 في ياوندي خلال مباراة الدور التمهيدي امام الصومال، حيث تمكن زملاء مبوما من سحق خصومهم (3-صفر) ذهابا وإيابا، وأقيمت المباراتان في ياوندي بسبب عدم الاستقرار، وقلة الامن في العاصمة الصومالية مقديشو.
ثم انتقل المنتخب الكاميروني الذي توج بطلا لكأس أمم افريقيا قبل بداية خوضه التصفيات، الى العاصمة طرابلس لمواجهة المنتخب الليبي في افتتاح مباريات المجموعة الاولى، وقدم مباراة من الطراز الرفيع اثبت خلالها أنه سيد القارة السمراء بدون منازع، وسحق مضيفه بثلاثية نظيفة. وهي نفس النتيجة التي فاز بها على ضيفه الانغولي.
بعدها انتقل الاسود الى سيدني بقيادة المدرب الفرنسي بيار لوشانتر، للمشاركة في الالعاب الاولمبية، حيث أظهر المنتخب مستوى عاليا وفاجأ الجميع بنتائجه الباهرة التي مكنته من التتويج بذهبية المسابقة عن جدارة واستحقاق.
بعد الاولمبياد استدعى الاتحاد الفرنسي المدرب لوشانتر ليكون مديرا فنيا وطنيا، وخلفه على رأس التشكيلة الكاميروني جان بول اكونو الذي قاد المنتخب في مبارتي زامبيا (1-صفر) في ياوندي وليبيا (1-صفر)، وخلالهما غاب التنسيق واللعب الجماعي والتنظيم عن طريقة لعب الفريق، ولم يستطع اللاعبون اقناع المتتبعين.
قبل انتقاله الى لوندا لمواجهة منتخب انغولا كان المنتخب الكاميروني بحاجة الى نقاط المباراة الثلاث لحسم امر التأهل قبل جولتين من نهاية التصفيات، الا ان اصحاب الارض نجحوا حسم المباراة لمصلحتهم (2- صفر)، وأجَّلوا الفرحة الكاميرونية الى الجولة التالية. بعدها تدخل وزير الشباب والرياضة الكاميروني واستدعى المدرب الفرنسي لوشانتر عاجلا لقيادة المنتخب في منافسات كأس القارات.
غير ان المدرب الفرنسي الجديد القديم أخفق في تحقيق نتائج مرضية في هذه البطولة، وبعد خسارتين امام البرازيل واليابان وخروج من الدور الاول، أقيل من منصبه، وتم الاستعانة بمواطنه روبير كورفو، الذي عيّن مديرا فنيا وطنيا بعد ان كان يشرف على منتخب الشباب.
وتمكن المدرب الفرنسي من انتزاع بطاقة التأهل امام توغو (2-صفر) في ياوندي، قبل ان يشرف على المنتخب للمرة الاخيرة في مباراة زامبيا في لوساكا، وقد تم التعاقد بعد ذلك مع المدرب الالماني فينفريد شايفر الذي سيقود الاسود المروضة الى مونديال كوريا الجنوبية واليابان.
ويعتمد المنتخب الكاميروني على خطة 3-5-2، بسبب امتلاكه خط دفاع قوي يقوده النجم ريغوبرت سونغ بمساعدة كالا ونجانكا.
كما يمتلك الفريق لاعبي «ممرات» مميزين أمثال اولمبي وألنودجي ولورين وتشوتونغ، الذين يعتبرون القوة الضاربة في التشكيلة، بتحكمهم وتغطيتهم الجيدة لمنطقتهم.
بينما يقوم اللاعب العملاق مارك فيفيان فوي بدور كبير في وسط الميدان، مهمته استرجاع الكرات وتوزيعها الى زملائه في خط الهجوم باتريك مبوما واوتو.
ويعتمد المنتخب الكاميروني على اللعب على الاجنحة، وعلى الهجمات المرتدة، بفضل سرعة مهاجمه أوتو، ومراوغات مبومبا القاتلة. ورغم الأداء الجيد للمنتخب الكاميروني واعتماده على اللعب الجماعي بفضل عناصر متلاحمة تلعب بروح واحدة، الا ان نتائجه في كأس القارات زرعت الشك بين محبيه، وجعلت المتتبعين اكثر تحفظا بالنسبة للنتائج التي يمكنه تحقيقها في المونديال القادم، غير ان البعض ارجع تعثر اللاعبين في الامتحان الاول الى الارهاق من جراء موسم طويل مع انديتهم الاوروبية.
ومهما قيل عن هذا المنتخب فانه يبقى الاقوى والافضل في القارة السمراء.
|