* بيروت - واس:
نشرت صحيفة «البيرق» اللبنانية امس مقالا بقلم دولة رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري بعنوان «الملك فهد ـ 20 عاما من البناء والتقدم وصون مصالح العرب» احتفاء بتولي خادم الحرمين الشريفين الحكم وتنامي العلاقات السعودية اللبنانية في عهده الزاهر المملوء بالعمل والانجاز على مختلف الصعد.
وقال الحريري في مقاله «قابلت خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز للمرة الاولى في السبعينات فحدثني في اكثر الوقت الذي استغرقته المقابلة عن لبنان ونزاعه الداخلي والمحاولات التي بذلتها المملكة وتبذلها من اجل انهاء النزاع واعتبر آنذاك ان مجيء القوات العربية الى لبنان يخدم عدة اهداف فهو يثبت من جهة ان الامة العربية تستطيع حل مشكلاتها بنفسها ويمنع تدويل النزاع ويحمي اللبنانيين والفلسطينيين ويحول دون استغلال اسرائيل للانقسام من اجل الاضرار بلبنان ووحدته وضرب المقاومة الفلسطينية.
واضاف: عندما اجتاح الاسرائيليون لبنان اجتياحهم الثاني في العام 1982 بقيادة ارييل شارون ووصلوا الى بيروت وارتكبوا المذابح بحق اللبنانيين والفلسطينيين تجاوز تأثر الملك فهد والمسؤولين السعوديين الاخرين وفي طليعتهم الامير عبد الله بن عبد العزيز والامير سلطان بن عبد العزيز كل على حدة تابع الملك فهد الاحداث اللبنانية على مدار الساعة ووجه بضرورة تقديم كل مساعدة ممكنة للسلطة اللبنانية وللناس وجميع العرب من اجل تنسيق الجهود للتصدي للعدوان وواصل العمل على المستوى الدولي مع القوى الكبرى والمؤسسات الدولية لارغام الاسرائيليين على الانسحاب وانهاء العدوان وعندما بدأ الاسرائيليون اخيرا بالانسحاب كانت وجهة نظره انه لن يخرج الاسرائيليين نهائيا من البلاد غير اتفاق اللبنانيين ولذلك فقد كان يسر لكل بادرة تقارب بين الاطراف والجهات الفاعلة والمقامات الدينية وقد صار يعرفهم جميعا بسبب اهتمامه باخراج لبنان من النزاع الذي قال لي ولغيري مرارا انه كارثة على اللبنانيين وعلى العرب اجمعين.
ويبرز الحريري جهود خادم الحرمين الشريفين الحثيثة لجمع اللبنانيين فيقول «استمرت جهود الملك فهد الحثيثة الى ان تمكن من جمع اللبنانيين في الطائف عام 1989 واذكر انه بعد نجاح مؤتمر الطائف قيل له لقد كان هذا النجاح نجاحا للمملكة العربية السعودية التي تثق بها كل الاطراف اللبنانية والعربية فاجاب جادا: بل هو نجاح لكم انتم اللبنانيون بالدرجة الاولى فاحرصوا على وحدتكم الوطنية بكل سبيل ومهما كلف الامر فلا شيء افظع من العدوان والاحتلال الاسرائيلي بيد ان ما يضاهيه فظاعة الفتنة الداخلية التي جعلت العدوان ممكنا.
ويتابع الحريري مقاله قائلا «الى جانب هذا الدعم السياسي القوي خلال النزاع وخلال التصدي للغزو الاسرائيلي والعدوان المتكرر خلال التسعينات كانت هناك المساعدات الانسانية والتسهيلات للبنانيين المقيمين والقادمين الى المملكة في السبعينات والثمانينات ثم برامج المساعدة الاقتصادية والمالية والودائع والتي تجاوزت المليار دولار خلال التسعينات فقط. وتحدث الحريري عن النهوض العمراني والصناعي والمؤسساتي الكبير الذي شهده بالمملكة منذ اواسط السبعينات.
وقال «لقد ظهرت دولة حديثة ترى بعيون مستقبلية وتلتفت لاجيال الشباب ذوي الثقافة العالية لتشركهم في العمل لوطنهم والعمل لمكافحة الفقر ودعم جهود التنمية في البلدان العربية والاسلامية بل ومؤازرة المؤسسات الدولية في برامجها في العالم الثالث.
أما المأساة الفلسطينية التي تعود الان للاشتعال فان الدولة السعودية كانت لها سياسة ثابتة تجاهها منذ لقاء المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز مع الرئيس الاميركي روزفلت اواسط الاربعينات ومعروف جهد الملك فيصل رحمه الله الفائق ومواقفه من اجل فلسطين وسائر العرب بعد نكسة 1967وقد توج الملك فهد بن عبد العزيز مساعي المملكة وجهودها بمبادرته لصالح تحرير الارض واقامة الدولة عام 1981 وها هي اليوم مبادرة ولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز التي تعيد الحل السياسي الى الواجهة وتضع مصالح الامة فوق كل اعتبار وهذا فضلا عن ان المملكة حكومة وشعبا هي طليعة الجهات الداعمة للسلطة الفلسطينية سياسيا وديبلوماسيا وماديا.
وخلص الحريري في مقاله الى القول «الملك فهد كما عرفته رجل لطيف المعشر دون ان يخل ذلك بشيء من هيبته ووقاره يعنى بتفاصيل الامور عنايته بجوامعها يزن الناس جيدا دون ان يهمل احدا ولا يأبه الصعاب حميم الصلة بشعبه قوي الايمان بالله عز وجل عظيم الثقة بأمته ووطنه وعقدان من الزمن ليسا زمنا طويلا في اعمار الدول والرجال لكنها كانت عقودا في حساب العمل والانجاز لخادم الحرمين الشريفين وللمملكة العربية السعودية اطال الله في عمر الملك فهد وبارك فيه وحفظ الله ولي العهد والمملكة حصنا حصينا للعروبة والاسلام.
|