كنا نسمع في حكايات زمان عن شخصيات «الدراويش» وهم أناس طيبون الى حد المسكنة مما يجعل طيبتهم تسير مركب حياتهم، فالناس تعطف عليهم لأنهم يعرفون أنهم دراويش بالفطرة وأنهم خلقوا هكذا، ولم يتصنعوا الدروشة.
هؤلاء الدراويش بالفطرة انقرضوا على ما يبدو كما انقرضت الديناصورات.. ولم يعد احد درويشاً بتلك الصورة وحل مكانهم فئات مختلفة ربما لم تكن ظاهرة في السابق او انهم فوق الدروشة وربما ان «الدلاخة» اقرب النعوت التي يمكن وصفهم بها.
والدلاخة بماركاتها المختلفة متوفرة بكثرة مزعجة في اوساط الشباب، وعادة ما تشاهدهم بكثرة في الاماكن المزعجة وتجدهم كاللوبي الذي يخترق التجمعات لكنه غير مؤثر فتجدهم في اماكن التفحيط وعادة ليس لديهم القدرة على التفحيط لكنهم يتميزون بالتشجيع الحار للمفحطين لدرجة انهم يفحطون بأرجلهم وتجد أكبر مافيهم رؤوسهم وقد اعتلتها الطاقية الطويلة، وهذه الفئة دائما باسمة والضحكة تكاد تمزق اشداقهم التي لايفارقها الاكل، ومرد تلك الابتسامة الدائمة الى ان مزاج «الأدلخ» يكون في أعلى مؤشرات الوناسة لأنه يشعر ان الحياة جميلة.. وربما ان فترة «تعكير» المزاج لديه في وقت محدود من اليوم ربما من الصباح، وحتى الظهر، اما في الاجازة المدرسية فتجده في وناسة على مدار الساعة.
ولمرحلة الدراسة المتوسطة مواقف لاتنسى في حياة الادلخ لانها عادة ماتكون المحطة التي يفرمل عندها حتى يعتزل الحياة الدراسية بسبب تقادم السن.
والادلخ عادة ما يعيش في كنف رعاية فائقة من الأم التي تعتبره فارس زمانه لكن «حظه نايم» ولهذا تعيش الأم على أمل ان يستيقظ ذلك الحظ المنسدح.
بقي ان نقول: اننا بحاجة لجمعية تعنى برعاية الدلوخ ومحاولة تقصير عمر الدلاخة التي هي بالتأكيد احد افرازات الحياة الاجتماعية والاسرية التي يعيشها الشاب في مرحلة الطفولة.
|