Friday 31th May,200210837العددالجمعة 19 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

شاطئ شاطئ
بنت أو ولد!
عبدالله الكثيري

يفرحون بالولد كما لو كان نازلاً عليهم من السماء! ويزمجرون ويحزنون بمجرد أن يبلغهم أخصائي الأشعة الصوتية أن في أحشاء هذه الحامل أو تلك «بنت»!
لك الله أيتها البنت كما أنت ضيفة ثقيلة في عرف مجتمعنا، كما أنت غير مرغوب بك!!
هم يعلمون أو لايعلمون أو ربما يتجاهلون أن الله سبحانه وتعالى صنع منك «الابنة» و«الأخت» و«الأم» و«الزوجة»!
ويعلمون أيضاً أن الرجل لايستطيع الاستغناء عن المرأة مهما كانت الأسباب والظروف ومع ذلك يكابرون!
أعرف صديقاً لا تلد زوجته ماشاء الله إلا «ذكور» وكان كل مرة يتمنى أن تأتيه بنت ليس حباً في البنات كما يقول ولكنه يريد أن يجمع مابين الحسنيين الذكور والإناث مع أفضلية الذكور وكثرتهم طبعاً!
وأعرف آخر لاتنجب زوجته إلا «إناث» وكان كل مرة يغضب عليها وكأنها الذي خلقتها والعياذ بالله لدرجة أنه يسافر بمجرد ولادتها احتجاجاً على قدوم هذه البنت!
يا إلهي هل وصل الاحتقار بالبنت الى هذه الدرجة من غالبية مجتمعنا أمهات كانوا أو آباء!؟
يا هؤلاء أينكم من الرجل «العقيم» أو المرأة «العقيمة» اللذان يحلمان بخيال أو حتى ربع أو نصف بنت؟!
ان الله سبحانه وتعالى هو خالق الجميع ذكوراً وإناثاً وهو سبحانه موزع الأرزاق والأبناء.
وقبل ان أختم هذه الزاوية أقول ارحموا البنت وافرحوا بقدومها كما تفرحون بقدوم الولد واتقوا الله في أنفسكم فربما وضع الله بركة بنت واحدة عن عشرة أولاد وربما يكون نفعها لوالديها في أرذل العمر أضعاف مايقدمه الابن لوالديه وتذكروا أيضاً أن الأبناء في هذا الوقت جلبوا المصائب لآبائهم وأمهاتهم فمنهم «المفحط» ومنهم من سرقته «المخدرات» ومنهم من أساء لوالديه بعقوقه أما البنت فهي تخدم أبويها وتطيعهما وترأف بحالهما حتى تتزوج وتذهب الى ذمة رجل آخر! فلماذا إذاً لانفرح بالبنت كما نفرح بالولد!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved