* نيويورك - خدمة الجزيرة الصحفية:
كان من الممكن لمكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» أن يحبط البعض من هجمات الحادي عشر من سبتمبر وذلك إذا ما جد فى ملاحقة «زكريا الموسوي» المتهم الذي أفادت التحريات بضلوعه في عمليات إرهابية حيث كان موسوي رهن الاحتجاز لمدة ثلاثة أسابيع قبل حدوث الهجمات جاء هذا في الخطاب شديد اللجهة الذي كتبه كبير المدعين بمكتب التحقيقات الفيدرالي في مينا بوليس إلى رئيس المكتب فقد انتقدت كلين راولي في خطاب لاذع وخارج عن المألوف موجه إلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت موللر متهمة إياه بعرقلة جهود فرع مكتب التحقيقات بمنسوتا وذلك بشكل مستمر ومتعمد وحسبما كشف الخطاب فإنه حتى في صبيحة يوم الهجوم على مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاجون أصدر المشرف على المكتب بواشنطن تعليمات لراولي وزملائها طالبا إليهم عدم إتخاذ أي إجراء ضد موسوي بدعوى أن ما أوردته التحريات بشأن قيامه بسلوك مريب بإحدى مدارس تعليم الطيران ربما كان أمرا عارضا ولا يستدعى القبض عليه وموسوي الذي يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه قد تلقى هذه التدريبات ليكون أحد مختطفي طائرات الهجوم يواجه الآن محاكمة من المنتظر أن تحكم عليه بالإعدام لاتهامه بالاشتراك في هذه الهجمات وتضيف راولي بالرغم من أنني أتفق أن مأساة مروعة بهذا الحجم لم يكن من الممكن صدها ولكن على الأقل كان من الممكن أن يحالفنا الحظ ونستطيع اكتشاف واحد أو اثنين من الإرهابيين الذين تلقوا تدريبات على الطيران قبيل الحادي عشر من سبتمير.
لقد كان موسوي هو الوحيد الذي تم اكتشافه بعد إجراء اتصالات مع معلميه وبما حمله الخطاب من لهجة مفعمة بالسخط وبالنقد الشخصي الموجه إلى موللر فإن خطاب راولي يمثل اتهاما حادا لمكتب التحقيقات الفيدرالي بالفشل في قراءة الأدلة المتوافرة قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر والتي كان أبرزها ما بدا من تركيز تنظيم القاعدة على الطيران كما يحمل الخطاب اتهاما للمسؤولين بالولايات بالتقاعس إذ كانوا في وضع يمكنهم على الأقل من تقليل حجم الكارثة ولقد أذيعت مقتطفات من هذا الخطاب المكون من 13 صفحة بعد تسلم موللر ولجنةالمخابرات بالكونجرس له إذ نشرت مجلة «تايم» مقاطع منه على موقعها على شبكة الإنترنت ورفض ستيفن بيرى الناطق بلسان مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق على الخطاب واعتبره من أسرار المكتب وضمن خطابها أيضا طالبت راولي بحمياتها بمقتضى اللائحة الفيدرالية وقد قام موللر برفع شكايتها إلى المفتش العام بإدارة العدالة لفحصها وفي معرض الدفاع عن أنفسهم ظل المسؤولون الكبار بمكتب التحقيقات الفيدرالي ومن بينهم موللر مصرون لعدة شهور على أن المكتب قد قام بكل ما في وسعه للتحقق من مقاصد موسوي وذكر هؤلاء المسؤولون أنهم بالفعل أرادوا استخراج إذن لتفتيش جهاز الكومبيوتر المحمول الخاص بموسوي ولكن وكلاء مكتب التحقيقات بما فيهم راولي اتفقوا على أنه لايوجد من الأدلة ما يكفي لذلك طبقا لقانون مراقبة التخابر الأجنبي وفي الأيام التي سبقت الحادي عشر من سبتمبر صرح المسؤولون بأن إجراءات القانون الأمريكي قد خصصت طائرة لنقل موسوي تحت حراسة مشددة إلى باريس. حيث يمكن للسلطات الفرنسية أن تحصل على الكومبيوتر المحمول الخاص به وتقوم بتطبيق القوانين المشددة هناك لفحصه ولقد ذكر موللر في الخامس عشر من سبتمبر أن ما حدث من قيام عدد من الأفراد بالحصول على تدريب في مدارس الطيران لم يكن أمرا غير عادي وأننا لو كنا فهمنا هذا الأمر على حقيقته فربما حاولنا تجنبه قدر المستطاع وتؤكد راولي أن عملاء مكتب التحقيقات بمينابوليس يواجهون العرقلة في عملهم من قبل بيروقراطية المسؤولين عن المكتب بواشنطن والذين يقاومون دائما طلب القبض ويحذرون العملاء في حالة اليأس من اللجوء إلى المخابرات المركزية الأمريكية طلبا للمساعدة وطبقا لما ورد بالخطاب كان راولي تنتقد بوجه خاص أحد المشرفين على العملاء بمقر القيادة والذي دأب على حد قولها على إحباط جهود فرع مكتب التحقبقات الفيدرالي بمنيسوتا إذ تؤكد راولي أنه فى أحد المرات قام أحد العملاء التابعين للمكتب بإحداث تغييرات فى أحد طلبات القبض بطريقة تجعل محامي مكتب التحقيقات الفيدرالي يرفضونه وهو ما حدث بالفعل فيما بعد.
عن «الواشنطن بوست» |