* كاليفورنيا خدمة الجزيرة الصحفية:
تشيرالتقارير الإخبارية إلى أن شبكة القاعدة قد طردت من معسكراتها في أفغانستان وأن أعضاءها انطلقوا لينشروا الإرهاب حول العالم فقد اتهمت القاعدة بتنفيذالعديد من الهجمات التى حدثت في الآونة الأخيرة ومن بين هذه الهجمات: الهجوم الذي استهدف المعبد اليهودي في تونس والتفجيرات المتعددة التي شهدتها اليمن خلال الأسابيع الماضية والتي استهدف احدها السفارة الأمريكية باليمن والهجمات التي شهدتها الفلبين واندلاع الحريق في مترو ميلانو والسؤال الآن هو هل يقف تنظيم القاعدة وراء كل هذه الهجمات؟
يذكر المحللون أن هذه الهجمات قد تم تنفيذها بطرق مختلفة وربما تكون قدنفذت من قبل جهات متعددة أخرى ولكن رغم ذلك يظل تنظيم القاعدة هو أكثرالتنظيمات التي يشتبه في ضلوعها بهذه الهجمات اذ عادة ما تلقي الدول التي تقع ضحية لهذه الهجمات باللائمة على تنظيم القاعدة إما لأسباب سياسية أوسعيا منها لكسب تعاطف الولايات المتحدة وتأييدها.
كذلك السؤال هل سينشط أعضاء هذا التنظيم المنتشرون حول العالم ويقومون بشن هجمات إرهابية سعيا منهم إلى اكتساب الشعور بأنهم رغم ما حدث لهم مازالوا جزءا من حركة تمرد كبرى وقوية؟
إن التصور السائد الآن هو أن القاعدة مازالت قادرة على شن هجمات إرهابية وهو تصور من شأنه أن يبث المزيد من الرعب بين الأمريكيين بصفة خاصة وهو ما ولد نوعا من الحذرالشديد واليقظة ولاسيما في ضوء التحذيرات التى أطلقت هذا الأسبوع بشأن احتمال تعرض الولايات المتحدة لهجمات إرهابية من قبل تنظيم القاعدة ولكن يرى المراقبون أن الخوف المبالغ فيه من حدوث هجمات إرهابيةربما يؤدي إلى شل حركة المواطنين وتهديد الحريات المدنية ودفع الولايات المتحدة إلى خوض الكثير من الحروب خارج أراضيها ولتجنب كل ذلك يكون على الولايات المتحدة وحلفائها تحجيم الصورة المنتشرة لتنظيم القاعدة التي تجعل منه شبكة إرهابية منتشرة في كل مكان وتتمتع بدرجة فائقة من التنظيم. فقد كان حرص الولايات المتحدة على اتهام القاعدة بتنفيذ أي عمليات إرهابية في أي مكان في العالم ولد صورة للقاعدة على أنها شبكة تتكون من أفراد وجماعات غير مترابطة ومختلفة من حيث أهدافها كلّ في نطاق دولته أو المنطقة الخاصة به وكل أعضائها يسعون إلى النيل من الولايات المتحدة وتهديدها، هذه الظاهرة هي ما أطلق المحللون عليها ظاهرة «العدو المتضخم» وهي ليست بظاهرة جديدة ووفق رأي المحللين الذين يحذرون الولايات المتحدة من استخدام مصطلح «القاعدة» على اعتبار أن هذا المصطلح يشير أصلا إلى قاعدة عمليات أفغانية ضمت المجاهدين الأفغان ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان خلال الثمانينيات في حين أن السياق الحالي لمصطلح القاعدة بات يشير إلى المعنى الخاص بشبكة المعلومات الإرهابية التى يتزعمها بن لادن وهو المعنى الذي فرضه المسئولون ووسائل الإعلام في الغرب في حين أن أسامة بن لادن نفسه قلما يذكر مصطلح «القاعدة» علانية ولقد ساعدت الولايات المتحدة نفسها على ذيوع أمر هذه الشبكة من خلال الملصقات وعلب الثقاب التى كانت تحمل صورا لوجه بن لادن والجائزة التي رصدت لقاء القبض عليه والتي أعلن عنها بحميع اللغات كل ذلك حوّل هذا الرجل الذي لم يكن معروفا سوى على نطاق ضيق إلى شخصية مألوفة وذائعة الصيت ولقد وضعت إدارة الرئيس الأمريكي بوش نفسها في موقف صعب عندما تعهدت بالقضاء على الإرهاب واستئصال جذوره خاصة إذا بدأت شبكة القاعدة في البروز على خريطة الأحداث مرة أخرى ويكون على الولايات المتحدة في هذا الصدد ووفق رأي المحللين أيضا أن تتخذالخطوة الأولى للقضاء على هذا العدو ألا وهي عدم التسرع في اتهام القاعدة بتنفيذ أي هجمات ارهابية ويذكر أنه رغم أن إدارة الرئيس الأمريكي بوش لم تتجه إلى اتهام تنظيم القاعدة بتنفيذ جميع العمليات التخريبية التي حدثت فى فترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر إلا أنها سمحت لغيرها باتهام القاعدة بتنفيذ تلك العمليات.
إن تصوير واشنطن للقاعدة باعتبارها رمز الإرهاب الدولي جعل القاعدة تبدو كما لو كانت كيانا مترابطا له بناء تنظيمي ومركز للعمليات وعلى هذا فالعدو الخفي ربما كان أكثر إثارة للخوف.
كريستيان ساينس مونيتور - خاص |