أجرت شركة «أرابيا أون لاين» استطلاعاً طرحت فيه تساؤلاً: اذا كنت فلسطينياً، فهل ستفكر في تنفيذ العمليات الاستشهادية، وخلال ثلاثة أيام كان 5568 عربياً يعبِّرون عن رأيهم وكانت نتيجة الاستطلاع ان 82% وافقوا على تفجير أنفسهم، و9% غير متأكدين، و9% لا يفكرون فيها.. هذه الآراء جاءت من خارج وداخل الاراضي المحتلة ترى في العمليات الاستشهادية متنفساً يخرجها من آلام الإحباط وهموم اليأس التي تنتاب غالبية الشعب الفلسطيني خاصة والشعب العربي بصفة عامة..
وقد تحولت العمليات الاستشهادية الى ثقافة تعيش بين غالبية أبناء الشعب الفلسطيني، أطلق عليها المراقبون ب(ثقافة الموت) وهي نتيجة طبيعية لحالات القمع والإذلال والإهانة التي يعيشها الفلسطينيون يومياً.
ورغم أنها ثقافة خرجت من رحم حالات القمع والبطش، إلا أنها مازالت تثير شكوكاً لدى البعض وتأييداً من البعض الآخر، رغم أن الذي يفجر نفسه في الوقت الراهن أصبح خاسراً إذا بقي صامتاً عاجزاً عن الفعل على ما يواجهه يومياً من ذل وقهر أو قام بعمل عسكري أو انتحاري ضد المحتل الآثم..
وبدورنا نتساءل، هل من مصير آخر لهؤلاء بعد أن تساوت أمامهم الحياة مع الموت؟ وأصبح مصيرهم محتوماً سواء وقفوا صامتين أو قاموا بعمل عسكري؟
الغرب برمته بدأ يطلق حرباً شعواء على هذه العمليات حتى العدو شرع في الهجوم عليها، وقال رئيس الدولة العبرية «ان ثمة فجوة بيننا وبين أعدائنا (الفلسطينيين) الفجوة ليست في القدرة العسكرية بل في الاخلاق والثقافة أيضا!! ويظن ان التفوق الثقافي الاسرائيلي يعني تمسك الجانب الإسرائيلي بقدسية الحياة، وهذا الفارق يجعل من أبناء الشعب الفلسطيني أناساً لا ينتمون الى الكرة الأرضية بل ينتمون الى عالم آخر تماماً!!»
لكن هل ثقافة الإسرائيلي الذي يتعلم أن قتله للعرب بطولة مقدسة لدرجة تجعله يأخذ صوراً بجوار ضحاياه للذكرى والتباهي رغم أنه المحتل والمغتصب والسفاح.. هي ثقافة تفوق؟!.
إذاً، فما هي الثقافة التي تستحق الإدانة والشجب، أليست الثقافة التي تبرز القتل والعدوان وهضم الحقوق والتنصل من الاتفاقيات.
أليست الثقافة التي مرجعيتها الاستيطان والتوسع على حقوق الآخرين وأملاكهم؟!
الثقافة الإسرائيلية هي التي تستحق الشجب والانزواء من وجه الأرض لأنها تغذيها العنصرية الصهيونية بكل أفكارها المدمرة.
فثقافة الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن عرضه وأرضه هي ثقافة حياة وليست ثقافة موت، شعب يطالب بحياته الطبيعية على أرضه. ويطالب من أمم الأرض أن تقف معه حتى يستقيم العدل ويحق الحق، هذا التوصيف الظالم من الغرب للعمليات الاستشهادية حفز شاعرنا المتألق محمود درويش ان يطلق صرخته بأن الموت الفلسطيني ليس عبثاً فيقول: «التاريخ ليس أنيقاً، لذلك كان علينا أن نموت كثيراً كي نؤكد بأننا لسنا إرهابيين!!».
|