Friday 31th May,200210837العددالجمعة 19 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

روسيا تدعو إلى مواصلة الحوار البنّاء مع أمريكا روسيا تدعو إلى مواصلة الحوار البنّاء مع أمريكا
طبيعة الناتو لم تعد مفهومة وموسكو ضد توسعه شرقاً

*موسكو- خدمة الجزيرة الصحفية:
شكلت القمة الروسية الأمريكية التي أنهت أعمالها في موسكو حدثا هاما وحددت الأطر لمرحلة العلاقات الروسية-الأمريكية الثنائية في ما بعد 11 سبتمبر.
أعلن عن وجهة النظر هذه نائب رئيس لجنة الشؤون الدفاعية في مجلس الدوما ألكسي أرباتوف في مؤتمر صحفي، حيث قوم إيجابيا التوقيع على المعاهدة الجديدة لتقليص الأسلحة الهجومية الاستراتيجية في القمة الروسية- الأمريكية في موسكو والتي تتضمن تخفيض الرؤوس النووية حتى 1700-2000 رأس لكل طرف. وبالرغم من عدم رغبة الجانب الأمريكي بالقضاء على الرؤوس النووية التي تسحب من الخدمة وعزمه تخزينها يعتقد أرباتوف بأن هذه المعاهدة التي تدعى حاليا ب«ستارت-3» هي لمصلحة روسيا بقدر كبير وأن المصاعب الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها روسيا تجعل من الصعب الحفاظ على سقف التسلح الاستراتيجي السابق، أما الولايات المتحدة فعلى العكس في حال عدم توفر معاهدة يمكنها حتى أن تعمل على تطوير هذا السلاح، كما أن روسيا بحد ذاتها قد أقرت منذ عامين على أية حال برنامج التقليصات وإعادة إصلاح القوى الاستراتيجية ولذلك فإن المعاهدة الروسية الأمريكية تستجيب لروح وواقع هذا البرنامج.
ولا يشك أرباتوف بأن معاهدة «ستارت-3» ستصدق في مجلس الدوما حيث النواب من الكتل المؤيدة للحكومة هم الأغلبية ومع دعوته إلى مواصلة الحوار البناء مع الولايات المتحدة أعرب أرباتوف في الوقت نفسه عن عدم رضاه من تطورات الأوضاع بشأن العلاقات الثنائية وأرجع السبب إلى أن روسيا ومع تعاونها المطلق مع واشنطن وتقديم المساعدات لها في عملية محاربة الإرهاب في أفغانستان من الطبيعي أن تكون قد انتظرت خطوات إيجابية مقابلة، وكان من الممكن أن يكون من بينها المحافظة على معاهدة النظام الدفاعي المضاد للصواريخ الموقعة عام 1972 والعودة عن توسع الناتو نحو الشرق وتكثيف المشاورات مع روسيا في كل المسائل الدولية الهامة والأخذ برأيها إلا أن ذلك لم يحدث وفقا لكلام أرباتوف فالولايات المتحدة أعلنت كما هو معروف عن الانسحاب الأحادي الجانب من معاهدة عام 1972 الآنفة الذكر فيما واصل الناتو مساعيه للتوسع نحو الشرق وهو يعتزم قبول عضوية 7 دول جديدة في شرق أوروبا بما في ذلك دول البلطيق وهذا الأمر غير مقبول إطلاقا بالنسبة لروسيا وتواصل واشنطن رفع شعارات مثل «الدول المارقة» و«محور الشر» ضد الدول التي لاتتوافق سياستها مع المصالح الأمريكية وموسكو أعلنت مرارا وتكرارا عن عدم موافقتها على المحاولات الأمريكية للتحكم بدول مستقلة ذات سيادة ولها عضويتها فى الأمم المتحدة.
وأكد أرباتوف على أن الكرملين أخذ على عاتقه بعد 11 سبتمبر الالتزام بخط تكثيف التعاون مع البيت الأبيض مستندا على أقلية في المجتمع الروسي لأن الشريحة الكبرى من هذا المجتمع هي ضد هذا الاتجاه. والآن وعندما اتضح أن الولايات المتحدة لا تأخذ كما في السابق بالاعتبار المصالح الروسية ازدادت الضغوط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جانب القوى السياسية المختلفة التي تطالب بالعودة إلى اتباع الخط السابق-كل تلك الضغوط تضحى أكثر تحسسا يوما بعد آخر ويمكنها أن تضع بوتين في وضع صعب إذا لم يتمكن من إقناع معارضيه بصحة الاتجاه الذى اختاره وفوائده الواقعية. من جانب آخر رأى رئيس مؤسسة «بوليتيكا» فياتشيسلاف نيكونوف أن واشنطن مستعدة لمساعدة روسيا في حل عدد من المسائل الاقتصادية وحسب رأي نيكونوف ففي القريب العاجل سيلغي الكونجرس الأمريكي أخيرا الإجراءات التميزية التي فرضت على روسيا «تعديلات جاكسون-فينيك التي فرضت عام 1974 على الاتحاد السوفيتي السابق عندما اتهم بإقامة العوائق أمام هجرة المواطنين اليهود»، كما أن واشنطن ستعترف بمنزلة الاقتصاد الحر في روسيا وتدعم انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية إضافة إلى كل ذلك فهناك آفاق واقعية لتكثيف التعاون في مجال الطاقة فخلال القمة نفسها جرى التوقيع على اتفاقية للشراكة في قطاع الطاقة أو ما يسمى بميثاق الطاقة والأمر هو في أن روسيا أضحت الآن أكبر مصدر للطاقة في العالم «النفط والغاز».
وكما ذكر نيكونوف تتأسس ظروف طاقة جديدة وهذا يعني ظروف سياسية جديدة في العالم ويتعين على واشنطن أن تأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر خاصة وأنها مهتمة بصادرات الطاقة الروسية إلى الولايات المتحدة. وبالحديث عن العلاقات بين روسيا والناتو على ضوء التوسع المقترح لهذه المنظمة، أشار كل من أرباتوف ونيكونوف إلى أن «الناتو هو جهاز أصبحت وظائفه غير مفهومة»، وان توسعه المستقبلي على حساب دول البلطيق بصورة خاصة يكسب الناتو اتجاهات أكثر عداء لروسيا وبمساعدة الناتو تم إنشاء ما يسمى بالنظام المتوازي للأمن الأوروبي لا يضم دول مثل روسيا وبلاروسيا وأوكرانيا. وقد وضعت خطوط تقسيمية في القارة الأوروبية إن ذلك أمر غير طبيعي وهذا الوضع الخطر يحتاج إلى تصحيح ويحتاج الأمر إلى تعميق الشراكة بين روسيا والناتو وتشكيل ما يسمى بمجموعة ال «20» التي تم التوصل إليها في 14 مايو 2002 في ريكيافيك وعلى الرغم من عدم الخروج بنتائج ملموسة من قمة موسكو إلا إنه لا يمكن التقليل من شأنها وأكد نيكونوف أن «كل ما جرى في القمة في موسكو كان خطوة نحو استكمال السلام: «خطوة يمكن أن تكون غير كبيرة ولكن في الاتجاه الصحيح».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved