* الضفة غزة العواصم الوكالات:
وصلت المشاورات لتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة مراحل متقدمة باجتماع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع عدة فصائل لمشاورتها غير ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفضت الاشتراك في الحكومةالمرتقبة.
ووسط المشاورات حول الحكومة وتلك الخاصة بدفع مسيرة السلام التي تتمثل في المهمة الجديدة لمبعوثين أمريكيين واصلت إسرائيل اعتداءاتها وتوغلت أمس في مدينة الخليل كما توغلت في مواقع قرب خان يونس واعتقلت خلال هذه العمليات الجديدة العديدين من الفلسطينيين.
اعتداءات جديدة
فقد أعادت القوات الإسرائيلية المدعومة بالدبابات والمروحيات فجر أمس احتلال أحياء في مدينة الخليل وخاصة المنطقة الشمالية منها وفرضت حظر تجول وحصارا عسكريا وبدأت حملة تمشيط واعتقالات أسفرت عن اعتقال أربعة بينهم اثنان تزعم انهما من ناشطي حركة حماس.
وقالت المصادر إن ثلاث دبابات ونحو 40 سيارة جيب وناقلة جنود مدرعة دخلت المدينة حيث أخذ الجنود الإسرائيليون يطوقون عدة منازل بهدف اعتقال «مطلوبين»، وذكر راديو إسرائيل ان قوات الاحتلال اقتحمت كذلك منطقة «المواحي» بخان يونس واعتقلت عدداً ممن أسمتهم بالمطلوبين مدعية ان من بينهم احد نشطاء حركة حماس.
وأشار الراديو الى ان جنديا إسرائيليا أصيب الليلة قبل الماضية بجروح خطيرة اثر إصابته برصاصة قناص فلسطيني عند الحدود المصرية الفلسطينية.. بينما أطلقت قذيفتا هاون على مواقع عسكرية جنوب القطاع لم يوضح عما أسفرتا عنه.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي ان الجيش اعتقل من جهة أخرى ستة فلسطينيين وصفهم بأنهم ملاحقون خلال توغل صباح أمس في قرية فرعون الخاضعة للحكم الذاتي في جنوب طولكرم.
وذكر مصدر عسكري إسرائيلي أيضا ان القوات الإسرائيلية لا تزال لليوم الرابع على التوالي في بيت لحم ومخيم الدهيشة للاجئين.
مشاورات لتشكيل الحكومة الفلسطينية
ومن جانب آخر قال مصدر فلسطيني إن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أجرى ليلة الاربعاء/ الخميس مشاورات مع عدد من الفصائل الفلسطينية بشأن مشاركتها في الانتخابات المزمع عقدها أواخر العام الحالي، وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه للصحفيين إن عرفات أطلع عدداً من الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية على الاصلاحات التي ينوي الاعلان عنها في الأسبوع القادم وأجرى مشاورات بشأنها.
وأضاف المصدر أن الرئيس الفلسطيني تقدم بعروض حول تولي بعض ممثلي الاحزاب حقائب وزارية في الحكومة الانتقالية المنوي الاعلان عنها قريبا للتحضير للانتخابات القادمة.
من جهته قال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني إن عرفات أجرى عدة لقاءات مع كل من ممثلي الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين في إطارالمشاورات التي يجريها مع القوى السياسية الفلسطينية في سبيل إعادة بناء وهيكلة مؤسساتنا الرسمية والشعبية، وقال أبو ردينة إن عرفات استقبل في مكتبه برام الله كذلك وفودا تمثل الحزب الفلسطيني الديمقراطي (فدا) الموالي بزعامة ياسر عبد ربه وحزب الشعب، وقال إن اللقاءات تمحورت حول كيفية وضع التوصيات التي وردت في خطاب عرفات الاخير أمام المجلس التشريعي بخصوص عملية الاصلاح وتسريع الانتخابات في كافة الاطر والمؤسسات والهيئات الوطنية موضع التنفيذ، وأضاف أن هذه اللقاءات والمشاورات ستستمر في هذا الاطار في الايام القريبة القادمة.
الشعبية ترفض المشاركة في الحكومة
وبهذا الصدد أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس الخميس رفضها المشاركة في التشكيل الوزاري الذي ينوي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اجراءه لانها لا ترى فيه مدخلا صائبا للاصلاح، واحتجاجا على سجن أمينها العام أحمد سعدات.
وقالت الجبهة في بيان تلقته وكالة فرانس برس ان لقاء عقد مساء الاربعاءبين وفد من الجبهة والرئيس الفلسطيني بناء على دعوة عرفات الذي عرض على الجبهة المشاركة في التشكيل الوزاري المزمع اجراؤه.
وأضاف البيان ان الوفد اعتذر عن المشاركة بدواعي ان الجبهة لاترى في تعديل الوزارة ومجلس الوزراء المدخل الصائب للاصلاح.
وأكد الوفد على أهميته وضرورة تخلص هذه المؤسسة من أوجه القصور والترهل والفساد ترى الجبهة ان التغيير المطلوب يجب ان يطال مجمل المنظومة السياسية وضمان الشراكة في صنع القرار وارساء المؤسسة السياسية على أسس ديمقراطية حقيقية مدخلها مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والانتخابات التمثيلية الشاملة.
وأوضح البيان ان الوفد أكد كذلك انه لايمكن للجبهة ان تكون جزءا من أية تشكيلة وزارية طالما أمينها العام محجوز الحرية في سجون السلطة الفلسطينية.
ونقل الامين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات في الاول من ايار/ مايو مع أربعة آخرين من أعضاء الجبهة الى سجن اريحا في إطار اتفاق إسرائيلي/ فلسطيني/ أمريكي أتاح رفع الحصار عن مقر عرفات برام الله، وكانت إسرائيل تطالب بتسليم سعدات ورفاقه لاتهامهم بالضلوع في عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي في تشرين الاول/ اكتوبر 2001 ردا على اغتيال الامين العام السابق للجبهة أبو علي مصطفى في اب/ أغسطس في رام الله.
بيرنز: إهانات يومية للفلسطينيين
ومن جانب آخر ندد مساعدوزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز أمس الخميس في القاهرةبالتدهور اليومي ل«المشكلة الانسانية» و«الاهانات التي يتعرض لها الفلسطينيون».
وقال بيرنز اثر انتهاء محادثاته مع الرئيس المصري حسني مبارك ان المشكلة الانسانية والاهانات اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون تتفاقم بشكل يومي.
وأضاف هناك الكثير من المعاناة والاموات من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.
واعتبر ان الوقت حان لنا جميعا لكي نبذل جهودا حثيثة من اجل اعادة الشعور بالامل.
وختم قائلا: لا أوهام لدينا بالنسبة للصعوبات التي ستواجهنا سيكون الامر صعبا للغاية.
وكان بيرنز أعلن مساء الاربعاء بعد لقائه وزير الخارجية المصري أحمد ماهر ان الولايات المتحدة تريد العمل على ثلاثة مسارات لانهاء الازمة الإسرائيلية/ الفلسطينية.
وقال ان المسار الاول هو استئناف عملية سياسية جدية هدفها التوصل الى حل يقوم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية، والثاني هو دعم الجهود الفلسطينية لاقامة مؤسسات قوية تمهيدا لانشاء دولة أما المسار الثالث فهو تأمين اداء فلسطيني فعال على الصعيد الأمني.
وأعلن بيرنز انه مكلف بالمسارين الاولين بينما يوكل الثالث لرئيس وكالة الاستخبارات الامريكية «سي.اي.ايه» جورج تينيت.
وأكد ان وزير الخارجية الامريكي كولن باول طلب منه اجراء مشاورات مع مصر ومع أطراف آخرين في المنطقة في شأن المسارين الاولين موضحا ان المسائل الامنية ستكون موضع مشاورات سيجريها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.اي.ايه) جورج تينيت.
وتأتي محادثات بيرنز في مصر قبل اللقاء المرتقب بين مبارك والرئيس الاميركي جورج بوش في الولايات المتحدة في 7 و8 حزيران/ يونيو.
بيريز يرفض طرد عرفات
وعلى صعيد آخر أكد وزيرالخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز أن الحديث عن طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من الاراضي الفلسطينية لا طائل من ورائه حيث كان وزير إسرائيلي طالب بطرد عرفات.
ونقل راديو إسرائيل عن بيريز قوله ان عرفات تم انتخابه في اطار انتخابات جرت بموافقة إسرائيل.
إسرائيل وخلافة عرفات
وبشأن عرفات أيضا ذكرت صحيفة هاأرتس الإسرائيلية أمس أنه فيما تشهد منطقة الشرق الأوسط جولة جديدة من النشاط الدبلوماسي المكثف بقيادة الولايات المتحدة زعمت مصادر إسرائيلية قريبة من الادارة الأمريكية ان الولايات المتحدة تعتبر محمد دحلان قائد الامن الوقائي في غزة أبرز المرشحين لرئاسة الجهاز الأمني الجديد فيما قد يكون خطوة على طريق خلافة عرفات.
وأشارت الصحيفة إلى أن دحلان زار واشنطن الاسبوع الماضي كما زارها رؤساء للمخابرات في إسرائيل وعدد من دول المنطقه للاجتماع مع رئيس المخابرات الأمريكية جورج تينيت.
وأوضحت المصادر الإسرائيلية للصحيفة أن دحلان ترك انطباعا إيجابيا قويا لدى كونداليزا رايس مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي فيما فشل محمد رشيد المستشار المالي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في ترك انطباع مؤثر لدى محاوريه الأمريكيين ولاسيما بعد تواتر أنباء عن توصله لاتفاق مع الأمريكيين بأن يدير برنامج الاصلاحات في السلطة الفلسطينية.
|