الطفل يختزل كل مشهد بصري تقع عليه عيناه في بيئته.. فيتشكل بكل ما يرى إنساناً مختلفاً عن غيره.. ويكون فيما بعد شخصية ذات آراء وأفعال ووجهات نظر.
فالطفل يكون فعّالا أو غير فعّال بحسب المشاهد البصرية المحيطة به.. فالسلوك الراقي والألوان المتسقة والعبارات المؤدبة واللغة المعبّرة.. والأفعال الإيجابية تصنعه فعّالا، وما سواها يقوده الى ما سواها.
وبهذا يكون صنع بيئة ربيعية للطفل أفضل ألف مرة من لغة الأوامر التي تجعل الصغير «حيران» أمام اتجاهين.. إما هذا أو ذاك!!
وينتج أسلوب «افعل ولا تفعل، وقل ولا تقل» طفلا ثلجيا يذوب عند أول مشكلة تواجهه، ويتلاشى إذا خرج من بيئته، ويكون بارداً أمام أحلامه.ويتشكّل الصغير من النظرة الثنائية هذه .. إنسانا «انفصاميا» ففيما هو يسير في المسموح .. تراه يسير في الممنوع.. ويستمر الصغير طوال فترة نموه «يرفرف» هنا وهناك!! أو يعمل في كفة ويحرق الكفة الأخرى بالنار!!
«افعل ولا تفعل» - بصورتها الحادة - تقسم الجيل الى «نطيحين» يتقاتلان.. فتضيع البيئة النموذج ويتلاشى المحيط المتوازن..وتكون الحصيلة في «خبر كان» مجرورة الضمة!!.
|