Thursday 30th May,200210836العددالخميس 18 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

16/7/1385هـ العدد 70 الموافق 9 نوفمبر 1965م 16/7/1385هـ العدد 70 الموافق 9 نوفمبر 1965م
اللغة العربية لغة عالمية

نشرت جريدة المدينة في عددها «487» في 15 ـ 6 ـ 1385 «ان وزراء خارجية الدول العربية قرروا في اجتماعهم بمقر الأمم المتحدة أن تكون خطبهم في الدورة الجديدة للأمم المتحدة باللغة العربية وهذه أول مرة يتحدث فيها أعضاء وفود الدول العربية بلغتهم» وهذا الخبر له أهمية قصوى فهو يعني أن العرب قد آن لهم أن يبرزوا لغة القرآن في المحافل الدولية . وأن يفرضوها كلغة يتكلم بها ما يقارب مئتي مليون نسمة من العرب والمسلمين وأن لا يذيبوا شخصية اللغة في لغات المستعمرين ولكنتهم..
ان اللغة التي كانت قرونا عديدة لغة عالمية ذابت فيها لغات كثيرة وأدت دورها كاملا وعلى خير ما يرام.
وهي غنية بألفاظها ومعانيها وتصرفاتها واشتقاقاتها. لم تضق بالجديد . ولم تقصر عن المستحدث. ولم تعي عن أن تقوم بما يراد منها.
وإذا كانت عوامل عدة جعلت اللغة العربية في معزل عن الشؤون العالمية في الاجتماعات والمؤتمرات .. وذلك لضعف العرب وغلبة المستعمرين وتحكمهم في شؤون العرب.
ولأن أهداف المستعمرين في إبعاد اللغة العربية كخطة من مؤامرة كبيرة تسعى للقضاء على الإسلام وإضعاف شأن الروابط بين المسلمين.
وإذا كان الاستعمار قد تقلص ظله من أقطار كثيرة واستقلت الدول العربية تقريبا وتخلصت بقية الدول والشعوب الإسلامية في أكثر أقطار من الاستعمار البغيض، فإن الكابوس الذي حاول الاستعمار إبقاءه في بلاد العرب ومركبات النقص التي أراد أن تبقى مدة طويلة في هذه البلدان يجب أن يتخلص منها العرب والمسلمون وبدأت التباشير تلوح فقررت الصومال البلد المسلم تدريس اللغة العربية في جميع المدارس الابتدائية.
منذ أشهر .. وغانا التي يقطنها أكثرية مسلمة قررت حكومتها اعتبار اللغة العربية لغة رسمية منذ مدة ليست بعيدة وهذا الخبر الذي نعلق عليه لا يقل أهمية عن ذينك الحدثين الهامين بالنسبة للغة العربية العظيمة..
بل ان هذا في نظري يفوقها من بعض الاعتبارات ذلك أن هذا الخبر يعني أن العرب قد طرحوا جانبا مركب النقص الذي غرسه الاستعمار وغذاه طويلا. وبدأت ثقتهم في أنفسهم ولغتهم التي هي لغة الدين الإسلامي الحنيف تعود إليهم بعد طول غياب .. فاننا نطلب بإلحاح بالغ أن يستمر العرب . وأن يعملوا على الاتفاق مع بقية البلدان الإسلامية على أن تكون اللغة العربية هي اللغة التي يخطبون بها في كل محفل ومؤتمر سواء اعتبرت لغة رسمية أم لم تعتبر، إنهم لو صمموا على هذا فسوف لايرفعون من قدر أنفسهم في نظر العالم فحسب، ولكنهم سينمون الثقة في شعوبهم في اعتزازهم بلغة تربطهم بأمجادهم وتراثهم الحافل وتاريخهم الناصع..
وما ينبغي أن يولوه للغة العربية من عناية فائقة ورفع من شأنها واطلاع العالم على ما تحويه من ذخائر وكنوز نفيسة وشمول في التعبير وقوة في الأداء، وجمل في التركيب. وانها تفوق أي لغة أخرى في كل ناحية من نواحيها وطريقة من طرائقها.

زيد بن فياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved