تتميز نهائيات كأس العالم السابعة عشرة التي تنطلق بعد يومين في ضيافة كوريا الجنوبية واليابان بأنها الأولى التي تقام في القارة الآسيوية، والاولى ايضا التي تنظم في دولتين، والاولى ايضا في الالفية الثالثة، لكنها تشهد سابقة تتمثل بقيادة حكم عربي آسيوي هو الاماراتي علي بوجسيم المباراة الافتتاحية للمرة الأولى منذ انطلاق المسابقة عام 1930 في الاوروغواي.
وشاءت الصدف ان يختتم الحكم العربي الافريقي المغربي سعيد بلقولة مونديال 98 بقيادته باقتدار النهائي بين فرنسا والبرازيل، وان يفتتح الكأس الحالية العربي الآسيوي، الاماراتي بوجسيم.
وإذا كانت الامارات شاركت في مونديال 1990 للمرة الأولى في تاريخها ثم غابت عن الثلاث التالية، فانها بقيت ممثلة في النهائيات بشخص بوجسيم الذي بات ثالث حكم في تاريخ المونديال يقود مباريات في ثلاث كؤوس متتالية والوحيد في البطولة الحالية، اما الحكمان الآخران اللذان قادا مباريات في 3 بطولات متتالية فهما السوري جمال الشريف والفرنسي جويل كينيو في الثمانينات والتسعينات.
ويعتبر بوجسيم (42 عاما)، العسكري برتبة مقدم ونائب مدير دائرة الهجرة والجوازات بدبي، أحد افضل الحكام في العالم حاليا ان لم يكن افضلهم على الاطلاق وسبق له ان قاد مباريات هامة في اكبر المحافل الدولية.
وردا على سؤال في حديث اجرته معه وكالة «فرانس برس» حول ما إذا كان شرف قيادة المباراة الافتتاحية سيقلص من حظوظه في إدارة النهائي كما كان يطمح خصوصا ان احدا من الحكام لم يجمع بين المباراتين، قال بوجسيم «نحن في الفيفا لا ننظر إلى هذا الامر من هذه الناحية، اننا نعمل كفريق وهدفنا ان يظهر التحكيم العالمي بصورة مشرفة، اما تعيين الحكام فهذا موضوع يتعلق بلجنة التحكيم ولا يشغلنا أبدا، أمامنا مباريات وعلينا ان نؤديها بشكل يقنع العالم بمستوانا».
وعن سبب طفرة التحكيم الآسيوي في السنوات العشر الاخيرة، قال «صراحة تفوق التحكيم الآسيوي على منتخبات القارة بشكل واضح، وذلك بفضل الخطة المدروسة التي وضعها الاتحاد لتطوير مستوى الحكام».
وأضاف «انه عمل كبير وجدي واقولها صراحة ان مستوى التحكيم الآسيوي متفوق على المستوى في باقي القارات فوجود شخصية مثل العميد فاروق بوظو ساهمت كثيرا في ارتقاء المستوى نظرا لخبرته في الجانبين الاداري والتقني ومعرفته بالقوانين وطريقة تدريب الحكام لتنفيذ التعليمات عمليا».
وأوضح «يركز الاتحاد الآسيوي في خطته على اختيار النوعية قبل الكمية، وهذا هو مفتاح التطور».
واعتبر ان الفيفا حمّله، من خلال اسناد إدارة المباراة الافتتاحية إليه، «جانبا كبيرا من المسؤولية لأن مهمتي الآن هي اظهار الصورة التحكيمية التي يجب ان تسود طوال نهائيات كأس العالم وبالطبع انا مسرور وهذا شرف كبير لي ولدولة الامارات والقارة الآسيوية وآمل ان تكون مكسبا يفتح الطريق أمام باقي الحكام العرب».
وعن ابرز تعليمات الفيفا للحكام قال «يشدد الفيفا على تعليمات تخدم اللعب النظيف وتحافظ على جمالية اللعبة، وهو بالتالي لن يتساهل في معاقبة جميع اللاعبين خصوصا الذين سيحاولون التمثيل على الحكام من خلال السقوط المتعمد داخل المنطقة واولئك الذين يسحبون اللاعب المنافس من قميصه ويضيعون الوقت ولا يحترمون مسافة الأمتار التسعة لدى تنفيذ الركلات الثابتة».
وسبق لبوجسيم ان قاد مباراتين لمنتخب فرنسا الذي فاز في الأولى على البارغواي بالهدف الذهبي (1/صفر) في مونديال 98، وفي الثانية على اليابان 1/صفر في نهائي كأس القارات العام الماضي.
واعتبر بوجسيم ان «المنتخب الفرنسي هو الافضل في العالم حاليا وقد اثبت ذلك في السنوات الاربع الاخيرة من خلال فوزه بكأس العالم وكأس اوروبا وبطولة القارات».
وعن بدايته مع التحكيم قال «كنت إداريا مع احد الاندية المحلية وكنت شديد الانتقاد للحكام، فقلت في نفسي يجب ان اطلع على القوانين لأحاول فهم هذه المهنة، وبالفعل بعد ان درست القوانين شعرت بانها تجذبني لما فيها من تحد ومنافسة ووجدت كل تشجيع من المسؤولين».
وعن مدى شعوره بالرهبة لدى ادارته مباريات هامة قال «شعرت ببعض الرهبة في بداية مسيرتي لكن بعد خوضي اكثر من 165 مباراة دولية اصبح الامر سهلا، لا شك ان هناك ضغوطات لكن الخبرة التي جنيتها علمتني كيف اتعامل معها».
وأكد ان أبرز حادثة طريفة حصلت له في الملاعب كانت عندما اصطدم بقوة مع احد اللاعبين وطرحه أرضا، ولما قدم له بوجسيم اعتذاره قال له اللاعب «فشل المدافعون في ايقافي أما أنت فطرحتني أرضا ونجحت حيث فشلوا».
وسبق لبوجسيم، الذي حصل على الشارة الدولية عام 1987، ان قاد مباريات هامة عدة ابرزها لقاء السويد وبلغاريا على المركز الثالث في مونديال الولايات المتحدة 1994، ومباراة نصف النهائي بين البرازيل وهولندا في مونديال فرنسا 98 ونهائي كأس القارات العام الماضي بين فرنسا واليابان.
يذكر ان مباراة فرنسا حاملة اللقب والسنغال ستكون السادسة لبو جسيم في النهائيات اما اللقاءات الاخرى التي اشرف عليها فهي:
1994 في الولايات المتحدة:
بلغاريا اليونان 4/صفر (الدور الاول)
السويد بلغاريا 4/صفر (المركز الثالث)
1998 في فرنسا:
المغرب اسكتلندا 3/صفر (الدور الاول)
فرنسا البارغواي 1/صفر (الدور الثاني)
البرازيل هولندا 1/1 ثم بركلات الترجيح 4/3 (نصف النهائي).
|