هاآرتس: حل سياسي للنزاع
طالبت جريدة «هاآرتس»، على ضوء العمليات الاستشهادية الفلسطينية الأخيرة وعجز الحل العسكري الإسرائيلي، طالبت بضرورة تبني حل سياسي للنزاع، ففي مقال افتتاحي تحت عنوان «هدوء سياسي» كتبت الصحيفة أمس: «تأتي محاولة العملية «التخريبية» في أحد الملاهي بجنوب تل أبيب، والعملية في صهريج الوقود بمستودع «بى جليلوت» للوقود والتي كان من شأنها أن تسبب كارثة مروعة، والعملية الدموية في «ريشون لتسيون». وجميعها في غضون ثلاثة ايام، تأتي - لتنهي على الأرجح فترة الهدوء النسبي الذي أحدثته عملية «السور الواقي»، كما تأتي تحذيرات مسؤولي الاستخبارات من موجة عمليات فلسطينية أخرى لتعبر عن تطلع منظمات «إرهابية» فلسطينية للبرهنة على أن عملية جيش «الدفاع» الإسرائيلي لم تردعها، على الناحية الأخرى، تتصاعد الأصوات في العالم العربي والفلسطيني ضد العمليات الاستشهادية.
ويتفق زعماء الدول العربية في الرأي على أن استمرار الهجمات على المدنيين الإسرائيليين يضر بالقضية العربية وبحل القضية الفلسطينية، ويتسرب هذا الموقف إلى الجمهور العربي، الذي بدأ يفرق بين مطلب مشروع بتحرير الأراضي من الاحتلال وبين استخدام وسائل «إرهابية» غير إنسانية، كما تبنت القيادة الفلسطينية علنا خطا مماثلا وخرج ياسر عرفات عن عادته عندما دعا إلى إدانة ومقاطعة المنظمات التي تنفذ عمليات «تخريبية».
واستطردت الصحيفة تقول: «إن خلق جو من الاستنكار والإدانة للعمليات الإرهابية» هو خطوة حيوية من أجل تقليص دائرة البيئة المؤيدة «للإرهابيين»، ويجب النظر إليهما ليس على أنهما كلام عابر وحسب، وإنما جزء لا يتجزأ من الكفاح الفعلي ضد الظاهرة، لكن الاستنكارات وحدها لا تستطيع أن تقوم بالعمل. حقا تلقت البنية التحتية الأمنية للسلطة الفلسطينية ضربة قاصمة خلال عملية «السورالواقي»، لكن بوسعها، مع ذلك، فعل الكثير من أجل إحباط العمليات «التخريبية».
أما على الجانب الإسرائيلي، فقد اتضح مرة أخرى أن العمليات العسكرية وحدها، مهما كانت شاملة أو دقيقة، فإنها لن تستطيع توفير مستوى الأمن الشخصي الذي يتطلع إليه مواطنو دولة إسرائيل، فبدون فعل سياسي وبدون عرض واضح لتسوية معقولة يستطيع الفلسطينيون الحصول عليها، فإن هذه المنظمات «الإرهابية» ستزداد قوة، لكن حكومة إسرائيل تتصرف بهدوء سياسي وكأنها تملك كل الزمن الذي في العالم».
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بقولها: «من المحتمل أن يكون التغيير في موقف التيار الرئيسي داخل القيادة العربية الذي يرفض العمليات «التخريبية»، إلى جانب المبادرة السعودية والاستعداد لإجراء سلسلة من الإصلاحات في السلطة الفلسطينية، مؤشرا على نافذة فرص لاستئناف العملية السياسية، وإذا كانت هذه النافذة مفتوحة، فإنها تنتظر مبادرة إسرائيلية جادة تقدم للفلسطينيين بديلا مقبولا للكفاح المسلح، وينبغى أن تحفز هذه الفرصة الإدارة الأمريكية أيضا، والتي يبدو أنها انكفأت على ذاتها بعد أن طرحت فكرة المؤتمر الدولي، فبدون مبادرة أمريكية جادة وحثيثة، وبدون استعداد إسرائيلي وفلسطيني صادق، فإن المنظمات «الإرهابية» ستستمر في إملاء جدول الأعمال».
وحول ذات الموضوع ايضا، كتب «جدعون ليفي» في «هاآرتس» يقول: «الآن أصبحت الأمور واضحة: فالعمليات «التخريبية» اليومية قد عادت بأسرع مما تنبأ به أكثر المتشائمين، وبعضها بشكل أكثر خطورة وتهديدا، فصهريج الوقود الملغم عند مدخل مستودع «بى جليلوت» للوقود، وال100 كجم من المواد الناسفة عند مدخل مستوطنة «دوجيت»، إلى جانب العمليات «الاستشهادية» اليومية في المدن، هو تصعيد يفضح إنجازات عملية «السور الواقي» ويظهرها بأنها فارغة تماما من كل مضمون، فبعد اسبوعين فقط من انتهاء العملية (السور الواقي)، وعدنا وزير الدفاع، بنيامين بن اليعزر، ب«موجات من الاستشهاديين والاستشهاديات».
وفي إسرائيل يتحدثون بشبه برود عن مصطلح جديد هو «روتين العمليات التخريبية»، أما الأسئلة من نوع، لماذا خرجنا إلى عملية «السور الواقي» إن كنا قد حصلنا في نهايتها على ما كان في بدايتها، وما الذي يمكن فعله غير ذلك فإنها لا ذكر لها على الإطلاق، فإسرائيل تواصل اعتبار العمليات «التخريبية» شبه كارثة طبيعية لا يمكن عمل شيء حيالها، باستثناء المزيد والمزيد من ردود الفعل العقيمة، والمزيد من عمليات التحصين والوقاية، ذات الجدوى المحدودة.
وما كان هو ما سيكون: عملية «تخريبية» أخرى أو اثنتين فتخرج إسرائيل إلى عملية «السور الواقي2». وهذه المرة في غزة.
بعد ذلك من الممكن أن نخمن، أنه ستأتي أيضا العملية الإسرائيلية الثالثة، اشمل من سابقتيها ولن تنكسر الدائرة المفرغة من العمليات «التخريبية» الفلسطينية ولا العمليات العسكرية الإسرائيلية وهكذا دواليك».
وخلص الكاتب إلى القول: «إن سياسة إسرائيل الحالية تتسبب في زيادة «الإرهاب» حيث لم يتبق أمام الفلسطينيين أسباب كثيرة لوقفه، حقا يتحمل الفلسطينيون مسؤولية «الإرهاب»، لكن إسرائيل لم تفعل ما كان ينبغي عليها أن تفعل من أجل وقفه. فمعظم الإسرائيليين ليس لديهم فكرة عن ظروف الحياة الجديدة داخل الأراضي الفلسطينية، كما أن إسرائيل تشدد الحصار على الفلسطينيين ولا تعرض في المقابل، على السكان العاطلين عن العمل واليائسين، أية ذرة أمل، ايضا فإن إعلان رئيس الحكومة بأنه لن يفكك أبدا ولو مستوطنة واحدة أمر يزيد الدافع «للإرهاب».
وكذا عمليات تصفية (الكوادر الفلسطينية) التي عادت بكامل قوتها، أضف إلى ذلك أن قتل الفلسطينيين بسهولة على حواجز الطرق، والاعتقالات الجماعية، والإذلالات، وبالطبع الوضع الاقتصادي السيئ، كلها أمور تساهم بدورها، ولن تنزع أي عملية عسكرية إسرائيلية فتيل هذه المادة المتفجرة، أما البديل فلم نجربه قط، ولا حتى بواسطة «إيهود باراك» الذي «عرض على الفلسطينيين كل شيء»، إن إخلاء فوريا وبدون شروط لبعض المستوطنات كخطوة مبشرة بالخير للفلسطينيين (ولإسرائيل التي تمثل المستوطنات عبئا عليها)، وتعهدا واضحا وصريحا بإخلاء كل المستوطنات عندما يحل السلام، ورفع الطوق الخانق عن الفلسطينيين والذي لا يوقف «الاستشهاديين» وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين وهو أمر تعهدت به إسرائيل، كلها أمور من شأنها أن تغير المناخ دفعة واحدة. إن معظم هذه المقترحات لا يتم مناقشتها تقريبا في إسرائيل، التي يعرب معظم مواطنيها في استطلاعات الرأي عن تأييد لتفكيك جزء من المستوطنات ولإقامة دولة فلسطينية، وعليه، لماذا لا نبدأ الآن؟ ماذا يجب أن ننتظر؟ المزيد من سفك الدماء؟ إلا أن إسرائيل تخطط. بدلا من ذلك. للعملية العسكرية القادمة (ضد الفلسطينيين)، بوصفها الرد الوحيد على العملية «الاستشهادية» القادمة، والتي ستأتي في أعقابها عملية، أشد خطورة من سابقتها».
يديعوت أحرونوت: غضب «شاس»
أما جريدة «يديعوت أحرونوت» فقد كتبت حول غضب جمهورالمتدينين الشرقيين من أنصار حزب «شاس» الديني بعد إقالة وزرائه من الحكومة على يد رئيس الحكومة، «آرئيل شارون»، ففي مقال تحت عنوان: «الإذلال والسخط» كتب «أفيشاي بنحييم» يقول: «يبدو أن كل أحداث الأسبوع الماضي تسير في اتجاه الغضب بسبب المساس بكرامة الحاخام «عوفديا يوسف» (الزعيم الروحي لحزب شاس)، فتجا هل رئيس الحكومة، آرئيل شارون، للخطاب الذي بعث به إليه الزعيم الروحي للحزبالح اخام «عوفديا يوسف»، قد صدم مريديه العديدين، وعندما علم أن رئيس الحكومة قد أرسل إلى الحاخام ثلاثة من كبار مسؤولي مكتبه، قال كثيرون من أنصار الحاخام عوفديا إنه لا ينبغي إدخالهم بيت الحاخام، حيث قالوا: «بوسعهم الالتقاء مع ايلي يشاي (زعيم حزب شاس وأحد الوزراء المقالين)، وإذا كان رئيس الحكومة يريد نقل رسالة إلى الحاخام عوفديا، فعليه أن يأتي بنفسه»، وقد عاد شيء من الاعتبار الشرقي (حزب شاس هو حزب اليهود الشرقيين المتدينين) المفقود بعد أن أعلن أن الحاخام عوفديا قد ألغى هذا اللقاء.
وقد درس مسؤولون كبار ب«شاس» الإعلان حتى عن أنهم قد تلقوا أوامر (من الحاخام عوفديا) بعدم الرد على المحادثات الهاتفية الواردة من مكتب رئيس الحكومة - واحدة بواحدة».
واستطردت الصحيفة تقول: «وقد تمثل السخط من إذلال الحاخام عوفديا في «المحطات الإذاعية الدينية» حيث شارك عشرات المستمعين في البرامج الحوارية واحتجوا على المساس بكرامة الحاخام، لقد ربى حزب «شاس» جمهورا شرقيا كبيرا على الامتثال الأعمى ل«رأي التوراة»، وهو المصطلح الأكثر أهمية في سياسة حركة «شاس» السفارادية، وفي «شاس» يعملون بجد من أجل ترسيخ مصطلح «رأي التوراة» ومن أجل بناء مرجعية للحاخامين توجب الامتثال الأعمى، ومن أجل ترسيخ الإيمان بأن بوسع الحاخامين أن يتخذوا قرارات في كل مجال: سياسي، وعسكري، وشخصي، وعام، وحتى لو لم يكن موضوعا «تشريعيا» وحتى بدون سوق تبرير من المصادر الدينية كما هو متبع في «الفتاوى» العادية، إنهم يرسخون مصطلح «عقيدة الحاخامين»، ويقتبسون القول المأثور: «ولتحرص على فعل كل ما يأمرونك به (الحاخامون) وكذلك: «حتى لوقالوا لك عن اليمين إنه يسار وعن اليسار إنه يمين».
|