عزيزتي الجزيرة
سعدت بالاطلاع على ما خطه يراع الأخت الفاضلة أميمة عبدالعزيز زاهد في العدد 10833 الصادر بتاريخ 15 ربيع الأول 1423هـ تحت عنوان «سلاح العاجز» وأود وبلا تكلف أن أعقب على مقال الأخت أميمة حيث تحدثت بإسهاب عما تتعرض له بعض الزوجات من سوء المعاملة من الأزواج المتمثلة بالضرب والسب والشتائم والتشكيك خلاف ما أحجمت الأخت كاتبة المقال عن ذكره عندما قالت«ومع الآسف مهما أقول من ألفاظ سمعتها كالقذائف المدمرة لكل معنى للإنسانية فلن أستطيع أن أكتبها احتراماً للقراء» وبعد هذا أود أن أعقب مختصراً للعرض عن بعض أسباب وصول العلاقات الزوجية إلى هذه المرحلة من الدنو والنزول اللاأخلاقي، فوجود المشاكل الزوجية بين الطرفين أمرمجال حدوث وهو غير مستنكر ولكن أن تكون درجة الخلاف أشبه ما تكون بالجحيم المطبق الذي لا يطاق فذلك عائد إلى أخطاء أساسية تكون بمثابة درجات السلم الأولى التي تخطوها المرأة إما من غير وعي أو بإجبار من وليها على الزواج لمجرد الزواج ومن هذه الأخطاء:
1- إعطاء صورة مخالفة لحقيقة المتقدم للزواج فيما يتعلق بالمعاملة والنظرة الى المرأة من أناس لم يخافوا الله فيمن سوف يقترن بها وما ستؤول إليه حياتها بعد هذا المدح وعند حصول المحظور يتنصل كل من كال المدح للزوج.
2- التسرع بقبول الزواج انبهاراً بكمالياته وهروباً من العنوسة إلى جحيم المعاملة السيئة من الضرب والإهانات.
3- التزويج من رجل لا تظهر معايبه وحقيقته إلا بعد الزواج ومجيء الأطفال وهو بداية منعطف خطير تظل فيه المرأة أسيرة حبها ورغبتها بالحفاظ على أولادها وخوفاً عليهم.
4- تزويج الفتاة من غير كفء لأجل المال أو الشهرة وبقصد نقل مسؤولية الفتاة إلى شخص آخر دون البحث والتقصي عنه.
5- السكوت غير المبرر من الزوجات في بداية ظهور الاختلال في تعامل الزوج إما بالضرب أو الإهانة أو بأي من طباعة التي تمس الزوجة بشكل مباشر.
6- التمادي والتسويف من ولي الزوجة بالتعديل وإيقاف تهور وانجراف الزوج في حياته مع الزوجة المنكوبة.
7- خطأ الكثير من النساء بالاصرار على أن لا يتجاوز الضرب والقسوة الجسدية التي تلحق الأذى بهن حدود منزلها متناسيات أن في الشرع ما يكفل لهن الحق في رفع الأذى فالسكوت مدعاة للاستمرار بالخطأ.
8- قصور الفهم لدى البعض من أن الضرب من فصول القوامة.
وفي ظل صمت مطبق عن الحديث عن الكلمة الطيبة والقول الحسن وتناسي عقوبة الله لمن يظلم يضيع الأبناء وتتحطم الأسر بقدر تحطم قلوب النساء وفزعهن من الجلادين وفي ظل بعد الخوف من الله عن قلوب هؤلاء الرجال وغياب إصلاح ذات البين يرزح عدد من النساء خلف أسوار منازلهن تحت الأنين ممن لا خوف فيهم ولارجاء وإذا أبصرت ثم أرجعت البصر رأيت أن غالبية هؤلاء النساء المظلومات ممن زوجن مجاملة لشخص بعينه أو زوجن بغير كفء من أجل مال أو زوجن من رجل لم تنقل حقيقة صورته كما تعيشها هذه المرأة ومن جراء ذلك أصبحت بعض النساء لا تنشد السعادة بل تنشد العدل فقط فإين هو من قلوب هؤلاء؟ والله الموفق- شاكراً للأخت أميمة طرحها البناء لهذه القضية.
محمد بن سعود الزويد ـ الرياض |