editorial picture

التأمين على سلامة المسيرة والعزم على تجاوز الصعاب

في كلمته أمام مجلس الشورى جدَّد نائب خادم الحرمين الشريفين في الخطاب الملكي السنوي العزم على استمرار المسيرة الخيِّرة لبلادنا، مؤكداً التصدي بقوة لمقتضيات دور المملكة في عصر لا مكان فيه للضعفاء.
إن الأدوار الكبيرة التي تقوم بها المملكة على الصعيدين الداخلي والخارجي إنما تستجيب لمتطلبات دولة رائدة في عالمها العربي والإسلامي فضلاً عن تحديات البناء الداخلي الذي أنجزت فيه المملكة مكتسبات عملاقة أكدت على جدارة هذه البلاد في القيام بما من شأنه تأمين العيش الكريم والرخاء لشعبها.
فهذه الإنجازات التي تراكمت عبر السنين تؤكد الحرص الشديد على مواكبة روح العصر بما يحقق الريادة للمملكة وبما ينعكس خيراً على شعبها وبما يجعل المملكة دائماً وأبداً في الموقع المناسب لاستيعاب الجديد من تقنيات العصر وأساليب العمل والإدارة مما يعني انسجامها وتناغمها بالكامل مع عصر تتسارع خطواته نحو آفاق جديدة من التطور.
إن دولة بهذه المقاييس العصرية وبمثل هذه الريادة تجد لزاماً عليها ان تتصدى بذات القوة والعزم للدفاع عن قضايا أمتها، ومن هنا فإن هذه البلاد تواصل دورها التاريخي في نصرة القضية الفلسطينية، على الرغم من كل العوائق التي تضعها إسرائيل في طريق السلام، وقد كانت المبادرة السعودية التي تبنتها القمة العربية في بيروت كمبادرة عربية للسلام هي جانب من هذا الجهد الصادق الذي تقوم به المملكة من أجل أن يعم السلام منطقتنا بعد استعادة الحقوق الفلسطينية والعربية السليبة.
فالمبادرة بما تضمنته من شرعية الحقوق العربية العادلة والكاملة حصلت على إجماع عربي، وأكدت في ذات الوقت انحياز العرب إلى خيار السلام، كما أن موضوعية المبادرة جعلت دول العالم تسارع إلى تبنِّيها باعتبارها تشكل المخرج المناسب لأزمة استمرت طوال عقود عديدة وظلت، ولا تزال تهدد الأمن والاستقرار على نطاق العالم.




jazirah logo