Thursday 30th May,200210836العددالخميس 18 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

السماري: من حالة الحرب إلى حالة السلم وبلدانا يتفقان لخير الشعوب السماري: من حالة الحرب إلى حالة السلم وبلدانا يتفقان لخير الشعوب

كلمة أمين عام دارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد السماري
في لبنان ترتسم معالم صداقة خاصة صاغتها نوايا صادقة وجسّدتها علاقات متميزة تشمل القيادة والشعب،تلك هي العلاقات السعودية اللبنانية التي تقف بكل شموخ على قمة العلاقات العربية لتعلن عن مدى قوتهاواستمرارها وتحقيقها للمصالح العربية والمحلية في كل من البلدين الشقيقين بشكل خاص وللأمة العربية بشكل عام.
فالذي يربط بين المملكة العربية السعودية ولبنان يتجاوز العلاقات الدبلوماسية أو المصالح السياسية بمفهومها المجرّد، ومن أجل رصد جوانب هذه العلاقات المميزة وسبر أغوارها يجيء انعقاد هذه الندوة المتخصصة التي يشارك فيها نخبة من أساتذة الجامعات والمهتمين من لبنان والمملكة العربية السعودية من خلال بحوث ودراسات علمية متخصصة.
وتنعقد هذه الندوة المهمة في أرض لبنان الشقيق بالتعاون بين مؤسستين علميتين هما الجامعة اللبنانية ودارة الملك عبد العزيز وفاء لهذا الإنجاز وهذه العلاقات الخاصة بين لبنان والمملكة العربية السعودية.
أيها الإخوة الحضور:
إن المملكة العربية السعودية بلدكم الثاني، تحتفي في هذه الأيام بمناسبة عزيزة علينا وهي مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز مقاليد الحكم، وذلك وفاء للإنجاز وتثمينا للعطاء. ومن إنجازات خادم الحرمين الشريفين المتعددة تلك العلاقة الخاصة مع لبنان العزيز قيادة وشعبا، وتلك المواقف الحكيمة والحاسمة التي أسهمت في إرساء الاستقرار والأمن في هذا البلد الشقيق بالتعاون مع قياداته ومواطنيه.
ولقد عبّر أحد المسؤولين في لبنان عن أبرز إنجاز تحقق في إطار العلاقات السعودية اللبنانية وهو اتفاق الطائف قائلا: كان ذلك الاتفاق جسرا للعبور من حالة الحرب الى حالة السلم ومن لبنان اللادولة واللامؤسسات الى لبنان الدولة والمؤسسات. ونحن نعلم وبلا شك أن الموقف السعودي الخاص مع لبنان لم يتوقف عند محطة ذلك الاتفاق وإنما استمر النبض السعودي الصادق الى ما بعد ذلك والى يومنا هذا لتدعيم الاستقرار وتأصيل العلاقة الخاصة بين لبنان والمملكة العربية السعودية لتصبح ذات مسار مميّز في صفحات العلاقات العربية العربية.
وما تحظى به العلاقات السعودية اللبنانية من اهتمام وعناية خاصة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وفخامة الرئيس إميل لحود ليدل على عمق هذه العلاقات وأهميتها. ويتبقى علينا نحن السعوديين واللبنانيين أن نحافظ على ما يدعم هذه العلاقات الخاصة ويحقق نماءها ويوفر لشعبينا أرضية واسعة لمزيد من التلاحم والتكامل.
وجميع المسؤولين اللبنانيين كانوا ولا يزالون السند الرئيس والمهم لهذه العلاقات حيث قدموا الكثير من أجل لبنان بدعم إخوانكم المواطنين الحريصين على شموخ لبنان وعزة أهله،وأسهموا في الانتقال في فترة قياسية الى مرحلة الاستقرار والتنمية بكافة جوانبها لتصبح لبنان اليوم قادرة على التفاعل في المنظومة الدولية وفي تدعيم بناء مجتمعها واقتصادها وثقافتها.
أيها الحضور الكرام:
أتقدم بالأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي بدارة الملك عبد العزيز بالشكر والامتنان لدولة رئيس الوزراء السيد رفيق الحرير على رعايته الكريمة والثمينة لهذه الندوة ولمعالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عبد الرحيم مراد على دعمه واهتمامه ولمعالي وزير الثقافة الدكتورغسان سلامة على تعاونه الجم، وللإخوة الزملاء في الجامعة اللبنانية ممثلة في معالي مديرها الدكتور إبراهيم قبيسي وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة الدكتور رياض قاسم وزملائهم وزميلاتهم بالجامعة على تعاونهم في الإعداد الجيد لهذه الندوة العلمية المشتركة.
كما أتقدم بالشكر والامتنان لسعادة السفير الأخ الأستاذ فؤاد صادق مفتي على اهتمامه ومتابعته الخاصة وللزملاء في سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت على تعاونهم. كما لا يفوتني أن أشكر كل من أسهم في إعداد هذا الحفل وخاصة المسؤولين عن هذه القاعة، قاعة قصر اليونسكو.
ولا أنسى أن أشكر الإخوة المشاركين في لقائنا اليوم والحاضرين الذين جسّدوا محبتهم لهذه المناسبة التاريخية التي تجمعنا والفرصة الرائعة التي تربطنا بحضورهم ومشاركتهم.
وختاماً أتمنى لهذه الندوة التوفيق والثراء في النقاش والحوار وأن تكون خطوة في مسار مزيد من النشاط العلمي المشترك بين بلدينا وشعبينا.
كلمة مدير الجامعة اللبنانية ألقاها نيابة عنه د. رياض قاسم عميد كلية الآداب بالجامعة.
باسم الجامعة اللبنانية، ونيابة عن السيد رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور ابراهيم قبيسي أرحب بكم.
السيدات والسادة ..
نشهد في الجامعة اللبنانية على التأسيس لوقائع ندوة ليست عادية، بل هي تجوز البعد الثقافي بين المملكة العربية السعودية ولبنان، لتؤكد عمق الروابط بين البلدين، والعزم الأكيد الصادر من بيروت، عاصمة العطاء الفكري على البقاء والتجدد في دنيا العرب.
إننا، في الجامعة اللبنانية، نتطلع من خلال هذه الندوة الى تسجيل رؤية مشتركة في قراءة حدث فاعل ومفصلي في استقرار المنطقة، وقيام مسار سياسي اقتصادي اجتماعي في لبنان، لما يزل يتكون بفعل مؤتمر الطائف، وما بذلته المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ، في هذا الحدث المميز.
السيدات والسادة ..
في فلسفة نشوء الدولة يتوقف الباحثون بكثير من العناية، أمام خيار الانعطاف القسري، المكوّن لمستقبل الهيكلة العامة للمجتمع، والمشكل مسار المؤسسات في الدولة والمجتمع المدني معا.
ولعل أخطر ما في هذه الانعطافات ما يصدر تاليا من تداعيات تغير في البني الاقتصادية ونظم العلاقات الإقليمية والدولية.
وإن لبنان: الوطن، والدولة، والمجتمع، وفي مرحلة سنوات ما قبل الطائف وبعده، كان الدولة الأكثر تعرضا لخيار الانعطاف القسري بفعل المؤثرات المحيطة، والتخطيط الهادف الى رسم مختلف للخارطة السياسية والديموغرافية السكانية في المنطقة، تلك المؤثرات التي أخذت تفعل فعل التغيير في التركيب الداخلي، ما أدى الى طرح مسألة الوجود، على بساط التغيير الجوي، وبشكل خطير، لأول مرة، في تاريخ لبنان المعاصر.
لقد اندرج، لبنان وقتذاك، في دائرة الوجود السياسي القلق، وأخذت دوائر سياسية كثيرة في العالم تتوجس وتخاف من ذلك الاهتزاز والتفكك اللاحق بلبنان، الى حد التشاؤم أو القول بانفراط العقد.
ثم ، إن هذه الدائرة الظليلة بسوادها، سرعان ما أخذت تتسع لتؤثر سلبا في المحيط العربي.
ومن الطبيعي القول إن سوريا الوطن الدولة ، من حيث متطلبات الاستقرار الأمني، ما كانت، ولن تكون بالمنطق السياسي ، دولة غير معنية في مجريات الأحداث المتسارعة في دولة تشاركها عدا التاريخ والجغرافية التكوين.
وفي فعل هادف يعيد الى لبنان استقراره، ويعيد تشكيل مؤسساته الدستورية، ويقيله من عثراته الاقتصادية بدا صراحا أمر جمع المختلفين في قراءة الحدث الجاري، فاحتضنت المملكة أهل السياسة من برلمانيين وفعاليات في الطائف .. وبدور رافع لسقف الحوار الأخوي، دعمت سوريا في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد خطوط التلاقي ونبذ الخلاف.. وبمباركة عربية لهذا المسار، رأى اتفاق الطائف بشكل نسبي ومتنام نور حياة واعدة للبنان الدولة والمجتمع.
السيدات والسادة ..
إننا في هذه الندوة: ندوة العلاقات السعودية اللبنانية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز سنسهم في التأسيس كمنهج في القراءة الموضوعية، يقوم على رصد النصوص والأحداث، وتحليلها واستخلاص نتائجها، بعيدا عن المحاباة أو إسقاط المفاهيم المسبقة على الحدث والنص.
لقد عمل الباحثون من سعوديين ولبنانيين على وضع دراسة متأنية، تستقي مصادرها من المدوّن في المحاضر والنص المعلن، وجهدوا في رصد نتائج استقرأوها من سياقات الفعل المثبت الموثق في الزمان والمكان.
إن هذه الندوة، المشتركة بين دارة الملك عبد العزيز والجامعة اللبنانية، ستقدم بأبحاثها ومداخلاتها ملفاً موثقاً في غاية الدقة لأربعة محاور، الملك فهد وجهوده في وقف الحرب الأهلية في لبنان العلاقات السعودية اللبنانية مؤتمر الطائف خدمة الأعمال الإنسانية والإغاثية السعودية خلال الحرب الأهلية في لبنان.
وستكون واحداً من ملفات مهمة تعين الباحث في تاريخ لبنان المعاصر، السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ليفيد منها على اختلاف النزعات والأهواء، ومن يعنيه الإطلاع على لبنان ما بعد 1975، تحديداً، أو ما كان يعرف بسنوات الحرب على الأرض اللبنانية.
إننا في الجامعة، نرى في هذه الندوة بداية طيبة للتعاون الثقافي الأكاديمي بين دارة الملك عبد العزيز والجامعة اللبنانية، وإننا نتطلع إلى تعاون موصول مع الدارة والجامعات في المملكة، على المسارات الأكاديمية كافة، لنرسي أفضل العلاقات، عبر نظرة يحدوها الأمل بتعاون مميز. يترجم صدق العلاقة وبهجة تبادل المعرفة.
وفي الختام، نتمنى للباحثين والمشاركين في هذه الندوة التوفيق في عملهم وبما سينتهون إليه من توصيات.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved