Thursday 30th May,200210836العددالخميس 18 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بعد أكثر من نصف قرن بعد أكثر من نصف قرن
وفاة الحرب الباردة الأمريكية الروسية

  * القاهرة - مكتب الجزيرة - عثمان أنور - طارق محيي:
دشنت القمة الأمريكية الروسية نهاية وموت الحرب الباردة رسمياً، وحملت القمة القوتين العظميين في العالم إلى منعطف جديد لا يقوم على الندية كما كان الحال في النصف الثاني من القرن الماضي بل يقوم على شراكة بين حليفتين، كما عبر عن ذلك الرئيس بوش بأن الوثائق الموقعة بين البلدين بمثابة مراسم دفن للحرب الباردة وهناك شراكة بين حليفين ورغم دخول البلدين إلى منعطف جديد إلا أن المراقبين يرون أن روسيا ستصبح في هذا المنعطف مجرد شريك أصغر لأمريكا وأن القمة كانت بمثابة اعلان عن تحول روسيا إلى دولة اقليمية محدودة النفوذ تدور في فلك الولايات المتحدة الأمريكية وفيما وصف أنه نجاح كبير للقمة وأنها تعد نقلة حقيقية للعلاقات بين البلدين وقع الرئيسان بوش وبوتين اعلاناً مشتركاً حول العلاقات الاستراتيجية الجديدة بين البلدين حيث لم يعد يتعامل طرف مع الآخر على أنه عدو وخطر استراتيجي بل ينظران لمستقبل العلاقات بينهما كما وقع الرئيسان بياناً عن تطور العلاقات الاقتصادية بينهما وتسعى روسيا من خلالها للانضمام لمنظمة التجارة العالمية وأن تضعها أمريكا موضع الدولة الأولى بالرعاية تجارياً اضافة إلى التعاون في مجال العلاقات الانسانية وهي بشأن تسهيل انتقال مواطنى البلدين، والحوار الجديد في مجال الطاقة وتقصد من ورائه أمريكا الى التعاون في مجال نقل نفط بحر قزوين، كما نجح الرئيس الروسي في تأييد الولايات المتحدة لبلاده في القمة التي سيحضرها الرئيسان الروسي والأمريكي في روسيا في 28 مايو الحالي حيث يتم توقيع اتفاق بين روسيا وحلف الأطلسي «الناتو» يمنح موسكو الحق في مناقشة عدد من القضايا المطروحة على الحلف واستطاعت أمريكا من أيضاً أن تعطى فرصة أخرى لتوسيع نطاق الحلف شرقاً.
وركزت القمة الروسية الأمريكية على التعاون في مجال الارهاب وتجارة المخدرات واتفقا على تشكيل مجموعات عمل لبذل مزيد من الجهود الرامية لمكافحة الارهاب النووي والكيميائي والبيولوجي، ووقع الجانبان اعلاناً مشتركاً من أجل العمل على تدمير البنية التحتية لمنظمة القاعدة وطالبان في أفغانستان ومن المعروف أن روسيا أيدت أمريكا في حملتها على الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر برغم عدم مشاركتها بقواتها في الحرب، واستطاعت أمريكا أيضاً الحصول على تأييد لمساعدة جورجياً في التخلص من «الإرهابيين» الذين تقصد بهم روسيا «المقاتلين الشيشان» الموجودين هناك.
تأييد للمبادرة السعودية
واحتلت القضية الفلسطينية والموقف المتأزم في الشرق الأوسط موقعاً متميزاً في القمة الروسية الأمريكية، حيث أصدر الجانبان بياناً خاصاً بشأن القضية الفلسطينية ينص على تسوية الصراع العربي الإسرائيلي على أساس قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيلية تعيشان في سلام وأمن داخل حدود آمنة ومعترف بها كجزء من تسوية أشمل للصراع العربي الإسرائيلي على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي 242 - 338 - 1397 ومبادئ مدريد. وأيد الجانبان فكرة المؤتمر الدولي للسلام وإن اتفقا على أنه حوار بناء وليس مؤتمر.
وفي هذا الصدد أيد الرئيسان الأمريكي بوش والروسي بوتين المبادرة السعودية التي طرحها سمو الأمير عبدالله ولي العهد السعودي وأقرتها قمة بيروت الأخيرة وكذلك النداء المشترك الناجم عن القمة الثلاثية السعودية - المصرية - السورية في شرم الشيخ والتي دعت إلى بذل الجهود من أجل احلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الجانبان الروسي والأمريكي استعدادهما لتقديم الدعم الانساني والاقتصادي للفلسطينيين، واستعدادهما في اعادة بناء المؤسسة الفلسطينية بهدف وضع أسس قيام الدولة الفلسطينية التي تليق بالشعب الفلسطيني والقادرة على العيش في أمن وسلام مع إسرائيل وهو ما يعطي اشارة لتأييدهما التغيرات التي ستحدث في السلطة الفلسطينية والانتخابات التي ستجرى هناك.
خلاف وجهات النظر
ومع التقارب الظاهر في وجهات النظر الروسية الأمريكية والتي انتهت بتوقيع خمس وثائق هامة في جميع المجالات إلا أن هناك خلافاً شديداً في بعض وجهات النظر بين البلدين بشأن الموضوع الإيراني، حيث أعربت أمريكا عن قلقها من استمرار الصادرات الروسية من التكنولوجيا النووية لإيران وترى أنه على روسيا مراجعة موقفها من الصادرات لإيران بينما ترى روسيا أن التعاون مع إيران لا ينتهك نظام حظر انتشار الأسلحة والتكنولوجيا النووية ويقتصر على الطابع الاقتصادي السلمي.
ومن جانب آخر لا يخفى على أحد القلق الروسي الدائم تجاه استمرار الدور العسكري الأمريكي في آسيا الوسطى وبحر قزوين وهو ما يهدد بالطبع المصالح الروسية هناك حيث تريد روسيا من أمريكا سرعة انهاء العمليات العسكرية في أفغانستان.
وقد أثار رفض الكونجرس الأمريكي مبادرة الديمقراطيين استثناء روسيا من تعديل «فينل جاكسون» الذي يحظر منح هذه الدول وضعية الدولة الأولى بالرعاية تجارياً. رغم كل الوعود السابقة من بوش الابن وكلينتون بشأن التراجع عن هذا القرار الذي أقره الكونجرس في السبعينيات.
وعن احتمال تقديم اغراءات أمريكية تدفع روسيا إلى الموافقة على ضرب العراق نجد أن الموقف الروسي مازال ثابتاً في رفضه القاطع لأي عمل عسكري ويؤيد الحوار بين العراق والأمم المتحدة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved