الدنمارك تندد بمعاملة إسرائيل للمعتقلين الفلسطينيين والمغرب يدعو لإدانة جرائم الاحتلال
البرغوثي موثوق إلى كرسي ومحروم من النوم وسجانوه الإسرائيليون يهددون بقتل ابنه

  * كوبنهاغن اتلانتا القدس الوكالات:
أكدت الدنمارك ان إسرائيل تسيء معاملة المعتقلين الفلسطينيين في سجونها مشيرة إلى التعذيب الذي يتعرض له القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي الذي يهدده سجانوه بقتل ابنه.
وتزامنت الانتقادات النرويجية مع دعوة من قبل المغرب أمام اجتماع مكتب الدولية الاشتراكية لادانة إسرائيل لانتهاكها حقوق الانسان.
فقد اتهم وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر إسرائيل باساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين وبينهم مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، وفق ما علم امس الاربعاء من مصدر برلماني.
واضاف المصدر ذاته ان وزير الخارجية الدنماركي سيقوم بمبادرة من اجل تحرك مشترك للاتحاد الاوروبي لمعرفة ظروف اعتقال آلاف الفلسطينيين.
ويأتي هذا الانتقاد من الوزير الذي ستتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي في الاول من تموز/يوليو، ردا على سؤال من سلفه موغانس ليكتوف الناطق باسم الحزب الاجتماعي الديمقراطي.
وفي رد كتابي شاطر الوزير القلق، مرتكزا على «معلومات من الصليب الاحمرالدولي أشارت إلى ان مروان البرغوثي المعتقل في إسرائيل منذ منتصف نيسان/ابريل لا تتم معاملته بطريقة انسانية».
وأكد «ان موقفنا واضح: على إسرائيل ان تحترم التزاماتها الدولية بشأن حقوق المعتقلين».
ووصفت منظمة العفو الدولية مؤخرا ظروف اعتقال البرغوثي الذي يبدو انه موثوق إلى كرسي بمسامير ويترك صاحيا لمدة 20 ساعة يوميا ويهدده الاسرائيليون بقتل ابنه.
وتتهم إسرائيل مروان البرغوثي (42 سنة) الذي تم اعتقاله في 15 نيسان/ابريل بقيادة كتائب شهداء الاقصى المقربة من فتح.
وفيما يتصل بحقوق الانسان من قبل إسرائيل فقد دعا رئيس الوزراء المغربي ونائب رئيس الدولية الاشتراكية عبدالرحمن اليوسفي لدى افتتاحه يوم الثلاثاء اجتماع مكتب الدولية الاشتراكية للنساء إلى التنديد بخرق حقوق الشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل، وقال «لا يمكن ان تبقى الدولية الاشتراكية غير معنية بالمأساة التي يعيشها الفلسطينيون».
يشار إلى ان اليوسفي هو ايضا السكرتير الاول للاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية، ابرز احزاب الائتلاف الحكومي في المغرب.
وأضاف في الاجتماع الذي انعقد في مدينة الدار البيضاء «تجاه هذه المحن وأمام القمع الأعمى الذي تمارسه القوات الاسرائيلية، يجب ان تعبر الدولية الاشتراكية بصوت عالٍ وبشكل قوي عن سخطها وادانتها الصارمة لخرق الحقوق الاساسية للرجال والنساء الفلسطينيين».
وتابع قائلا «أمام هذه المأساة ونظرا إلى الطريق المسدود الذي وصل إليه الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يتوجب ايضا على الدولية الاشتراكية ان تعرب عن تضامنها ليس فقط سياسيا ولكن خصوصا ماديا مع هذا الشعب تطبيقا للقيم التي نؤمن بها جميعا».
وسيشارك حزب العمل الاسرائيلي في اعمال الدولية الاشتراكية في الدارالبيضاء بالمغرب في 31 ايار/مايو، لكنه لن يتمثل بوزراء.
ويدور جدال في المغرب بشأن مشاركة مندوبي الحزب الاسرائيلي في اجتماع الدولية الاشتراكية إذ احتج اسلاميون مسبقا على حضورهم.
وقد اعترض حزب العدالة والتنمية (اسلامي معتدل) في 23 ايار/مايو على مجيئهم إلى إسرائيل.
وخلال جلسة في البرلمان نقلها التلفزيون المغربي في22 ايار/مايو، رفع اعضاء في حزب العدالة والتنمية لافتات ترفض مسبقا «حضور مجرمين إلى المغرب».
ومن جانب آخر قالت اليابانية ساداكو اوجاتا عضو فريق للامم المتحدة عيّن لتقصي الحقائق في الهجوم الاسرائيلي على مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية ان انهيار البعثة كان «فرصة هائلة ضائعة».
وكانت اوجاتا عملت مفوضة سامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في المدة من عام 1991 إلى عام 2000 وعينت الشهر الماضي عضوا في فريق تقصي الحقائق الذي كان من المقرر ان يتحرى عن مذبحة إسرائيل في مخيم جنين.
ورحبت إسرائيل في بادئ الامر بالبعثة لكنها أثارت فيما بعد اعتراضات على تشكيلها وقواعد عملها مما جعل الامم المتحدة تتخلى عنها.
وقالت اوجاتا لرويترز في مقابلة يوم الثلاثاء «اعتقد انها كانت فرصة هائلة ضائعة لا للفريق وحده ولكن لاسرائيل ايضا».
وقالت اوجاتا انها لا تعتقد ان الفريق المؤلف من 27 عضوا الذي كان مقررا ان يرأسه الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري كان يمكنه ان يحل المشكلات الكبيرة في أزمة الشرق الاوسط.
واستدركت بقولها «كنت اتمني ان تكون خطوة اولى إلى الأمام نحو نوع من التفاهم المتبادل بين الاسرائيليين والفلسطينيين».
وقالت اوجاتا ان مصير 7 ،3 مليون فلسطيني يعيشون في غزة والضفة الغربية ولبنان والاردن وسوريا هو في الوقت الحالي «اخطر» مشكلات اللاجئين.
وقالت «ان حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين متشابك تماما مع نتيجة عملية السلام في الشرق الاوسط».
وكانت اوجاتا في اتلانتا لتسلم جائزة دلتا 2002 للتفاهم العالمي وهي جائزة نقدية قيمتها عشرة آلاف دولار تمنح تقديرا لجهود تعزيز السلام العالمي والتغير الايجابي.
وكان قد فاز بها من قبل الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف والرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر.