القوات الإسرائيلية تتوغل في قلقيلية وبتونيا
مبعوثان أمريكيان إلى المنطقة في مهمة تركز على الإصلاحات الفلسطينية

  * الضفة غزة العواصم الوكالات:
اعلنت الولايات المتحدة الامريكية عن ارسال مبعوثين لها الى المنطقة تتركز مهمتهما في متابعة الاصلاحات التي تنوي السلطة الفلسطينية القيام بها في حين أكد الرئيس الامريكي بوش ضرورة اقامة المؤسسات اللازمة للدولة الفلسطينية ، وفي ذات الوقت يدور الحديث عن لقاء فلسطيني اسرائيلي بحضور اطراف دولية واخرى من المنطقة يعقد في اسبانيا وقد يكون بديلا للمؤتمر الدولي الذي دعت اليه واشنطن.
وفي هذا الوقت استمرت الاعتداءات الاسرائيلية اليومية حيث توغلت اسرائيل امس في بلدة عزون واعتقلت عددا من ابنائها ، وكانت قوات الاحتلال اقتحمت الليلة قبل الماضية بلدة بتونيا.
توغلات جديدة
وقد داهمت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر امس بلدة عزون في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية تساندها الدبابات والآليات العسكرية وشنت حملات اعتقالات ومداهمة لمنازل المواطنين الفلسطينيين.
وقالت مصادر فلسطينية في البلدة إن جنود الاحتلال أطلقوا نيران أسلحتهم الرشاشة بصورة كثيفة تجاه منازل المواطنين وممتلكاتهم مشيرة الى أنه من بين المعتقلين كل من نائل عدنان حسين وأسعد سويدان وعارف محمد سليم.
كما اجتاحت قوات الاحتلال الليلة الماضية بلدة بتونيا مدعومة بعدد كبير من الدبابات وسط اطلاق نار كثيف من الدبابات وتحليق طائرات الاباتشي.
وأكد مصدر أمني فلسطيني ان الجيش الاسرائيلي توغل لبعض الوقت مساء الثلاثاء في مدينة رام الله المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني في وسط الضفة الغربية.
وقد دخلت القوات الاسرائيلية من الجنوب وفتشت البيوت واحدا تلو الآخر ثم انسحبت وقال المصدر ان الجنود الاسرائيليين كانوا يبحثون عن الزعيم السياسي المحلي في حركة حماس حسن يوسف.
واوضح ان الجنود فتشوا منزله وحطموا أثاثه.
ويعود آخر توغل في رام الله الى اكثر من عشرة ايام.
كتائب الأقصى تعلن مسؤوليتها
ومن جانب آخر اعلنت كتائب شهداءالاقصى القريبة من حركة فتح في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه امس الاربعاء مسؤوليتها عن العمليتين اللتين اوقعتا اربعة قتلى اسرائيليين ليل الثلاثاء في الضفة الغربية.
وأكدت الكتائب ان مقاتليها نفذوا عملية في مستعمرة ايتامار قرب نابلس شمال الضفة الغربية حيث قتل ثلاثة مستوطنين كما قتل رابع قرب رام الله.
وقد استشهد منفذ عملية ايتامار في حين تمكن منفذ او منفذو هجوم رام الله من الفرار.
المطالبة بالإفراج عن محافظ القدس
الى ذلك طالبت القيادة الفلسطينية اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الدولي والامم المتحدة بالتدخل الفوري لاطلاق سراح جميل عثمان ناصر محافظ القدس الذي اعتقلته قوات الاحتلال الاسرائيلية يوم «الثلاثاء» في مدينة القدس مدعية انه يقيم فيها بصورة غير مشروعة.
وقال ناطق رسمي باسم القيادة ان اعتقال محافظ القدس هو اعتداء مدبر على احد الكوادرالمهمة في السلطة الوطنية.
ودعا الناطق الفلسطيني اللجنة الرباعية الدولية الى التدخل الفوري لوقف هذه الجريمة واطلاق سراح محافظ القدس فورا.
إسرائيل تمنع عشراوي من
العودة للقدس
وامس ألمحت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية الى احتمال شطب تصريح الاقامة الذي سبق ان حصلت عليه حنان عشراوي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1977 بدعوى ان عشراوي لم تعش في القدس المحتلة على مدى السنوات السبع الماضية.
وذكرت الصحيفة ان مسئولي وزارة الداخلية الاسرائيلية توصلوا الى هذا القرار بعد تحقيق أجروه في الامر.
وقالت ان توصية بهذا الشأن قد قدمت الى وزير الداخلية السابق ايلي ايشاعيي قبل ان يترك مجلس الوزراء الاسبوع الماضي منوهة الى ان هذه التوصية تنتظر البت فيها.
تنظيم عبور الفلسطينيين
الى ذلك ذكرت انباء صحفية امس ان السلطات الاردنية المختصة قد اتخذت اجراءات أمنية مشددة لتنظيم دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية الى الاردن عبر الجسور.
ونسبت صحيفة «العرب اليوم» الاردنية الى مصادر في الداخلية الاردنية ان هذه الاجراءات تهدف الى الحيلولة دون تهجير الفلسطينيين وتحقيق اسرائيل لأهدافها العدوانية بحق الشعبين الاردني والفلسطيني.
وقالت ان هذه الاجراءات تراعي الحالات الخاصة والمرضية ومن يحمل دعوة لزيارة الاردن وتحظى بموافقة الجانبين الاردني والفلسطيني.
باول: لا أوهام لدينا
حول الصعوبات
  وفيما يتصل بجهود السلام فقد اكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس الاربعاء ضرورة "تحقيق تقدم" لوقف العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين. معترفاً في الوقت نفسه انه ليس لديه «اي اوهام حول الصعوبات التي تنتظرنا» في الشرق الاوسط.
وقال باول في بيان صدر قبيل وصول مساعده لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز الى المنطقة . انه «لا اوهام لدينا حول الصعوبات المقبلة».
وأضاف «علينا احراز تقدم على المسارات الثلاثة التي تشملها استراتيجيتنا اذا ما اردنا وقف اعمال العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين بصورة دائمة والتقدم باتجاه تحقيق رؤيتنا المتعلقة بدولتين - اسرائيل وفلسطين - تعيشان نجنبا الى جنب بسلام وأمن.
وصرح مسؤول اميركي رفيع المستوى ان بيرنز الذي بدأ جولته في القاهرة امس لم تتحدد مواعيد زياراته الى المحطات المقبلة حتى الآن.
وقال باول في بيانه ان بيرنز الذي سيركز خلال جولته على اصلاح السلطة الفلسطينية «سيجري مشاورات حول أفضل دعم جدي لجهود بناء المؤسسات والمسارات السياسية».
ويأتي بيرنز الى المنطقة قبل مدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت الذي سيبحث في طرق إعادة تنظيم الاجهزة الامنية للسلطة الفلسطينية.
وقبل ان يغادرا روما عائدين الى واشنطن مساء الثلاثاء، قال بوش وباول إن تينيت سيبدأ مهمته في المنطقة في نهاية الاسبوع الجاري وربما الجمعة.
وصرح بوش للصحافيين انه يريد التحدث الى تينيت قبل زيارته الى المنطقة وقال انه يريد ان يلتقي تينيت «قبل ان يغادر واشنطن وسنعلن برنامج رحلته في الوقت المناسب».
وأكد بوش «ضرورة إقامة مؤسسات لازمة لدولة لتتطور وهذه هي استراتيجيتنا بالضبط وهذا ما سنعمل لتحقيقه"، موضحا ان "الخطوة الاولى هي التأكد من وجود قوة أمنية تحفظ الامن».
وفي حديثه للصحافيين في روما، قال باول ان بيرنز سيجري محادثات مع مسؤولين في الشرق الاوسط. وأضاف ان هذه المحادثات ستركز على «التحولات التي تشهدها السلطة الفلسطينية».
وتابع «عندما نتسلم تقريري تينيت وبيرنز بعد عودتهما سنبدأ بدراسة المعلومات لنرى ما هي الخطوات المقبلة التي يجب اتخاذها».
وأوضح باول في بيانه ان بيرنز وتينيت سيعودان الى واشنطن لمناقشات معمقة قبل زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الى الولايات المتحدة التي ستبدأ في الثامن من حزيران/يونيو المقبل.
لقاء فلسطيني إسرائيلي
وعلى صعيد التسوية ايضا ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» امس الاربعاء ان لقاء قد يعقد بين مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين رفيعي المستوى بحلول شهرين في اشبيلية بأسبانيا من أجل البحث في ايجاد تسوية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
وقالت الصحيفة ان اتصالات بهذا المعنى تجري بمبادرة من ملك اسبانيا خوان كارلوس والعاهل المغربي الملك محمد السادس والامين العام للامم المتحدة كوفي انان.
وسيعقد هذا اللقاء بدلا من المؤتمر الدولي حول الشرق الاوسط الذي كانت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة توقعت عقده خلال هذا الصيف بحسب الصحيفة.
وقد وافقت الولايات المتحدة على عقد لقاء اشبيلية وسترسل وفدا برئاسة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز.
وسيقوم بتمثيل الاتحاد الاوروبي خصوصا وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الذي وصل مساء الثلاثاء الى اسرائيل في زيارة الى المنطقة تستغرق ثلاثة ايام.