صاعداً
من رذاذ التهاويم، والأغنيات الذليلة
قلتُ لمن عبرتْ وجل الذاكرة:
منذ عشرين عاماً تولّت ملامحُ وجهيَ
إذ بزغ الثلجُ في مقلتيّ...
وفي شرفات الرؤى..
والدروب التي امتشقت نزوة الماء
والنار والجرأة الناعمة
والحكايا التي أثَّثت لغتي غادرت قاعة
الرقص واستوطنت مربطاً
ِشيد من نزق العرب البائدهْ
ساورتني كثيراً نيوب التآويل
والحكمة اليابسهْ
منذ عشرين عاماً أضاجع جوعي على
مسمع القطة القرمزيّة كلَّ مساء....
أسيرُ على هامة العطش/ الكهل كل صباح....
ولم تنبت الأرض عشباً،
وما التفت لطنين الخطى غيمة هاربهْ
كل شيء يكمم شقشقة الخطو
تحت عباءة هذا الخواء:
الرياح التي أجهضت
والعيون التي طُمست
والقلوب التي صُوِّحتْ
***
والحروف التي دفنت نصف أصواتها
في المساحيق كما تمرّ على مرمر الوجل
الفذِّ مثل الهباءْ
والذين اكتووا بأهازيج أسلافهم، فاحتموا بأناشيد أطفالهم، ورأوا شجراً طاعناً في النعاس يرتِّل للبيد أوراده الذاهلهْ
والدموع التي علّمتهم طقوس القيافة
تطهو شُفافة أشجانهم، فتسيل التجاعيد
من بركة الحكي أغنية ذابلهْ
فسلامٌ عليهم إذا نسجوا حلمهم
وإذا نكثوا غزلهم وإذا عشقوا
وإذا انتشروا في جيوب المدى
جثثاً ناصعهْ!!
|