* طهران - من الاستاذ فيصل الشهيل:
رائد عظيم.. وقائد حكيم.. حطم العقبات.. ذلل الصعوبات.. في سبيل بناء وطنه.. والنهوض بمستوى شعبه، وفر لأمته الاستقرار والاطمئنان وقضى على الخلافات.. فهدأت الخواطر.. وأبعدت الأيدي التي تعبث في الظلام وتمزق وحدة الشعب الواحد..
فكان حكيما في تدبير سياسة بلاده وهو المسلم عقلا وقلبا وعملا.. انه جلالة الشاهنشاه محمد رضا بهلوي عاهل إيران وعندما حدد البلاط الملكي للوفد الصحفي السعودي الساعة العاشرة من صبيحة يوم الاربعاء موعدا لمقابلة جلالة الشاه.. كانت آثار في مخيلتي - آثار طاق كسري التي شاهدتها قبل عشر سنوات في العراق.. وكنت اعتقد أيضاً وأنا مقبل على قصر المرمر لمقابلة الشاه ان ابهة ملوك الفرس الغابرة سأراها بعد قليل.. ولكن هذه الظنون كانت مجرد صورة ارتسمت من القراءة.. مجرد القراءة فعلاً.
فلقد رأيت ملكا ديمقراطيا... متواضعا.. ذا ثقافة عالية.. واطلاع واسع وأدب جم..
استقبلنا جلالته في مكتبه الذي يقع في الطابق الثاني من مبنى قصر المرمر... وبعد ان صافح جميع الأعضاء اقتعد كرسيا إلى جانبهم.. وبدأ بالكلام مرحبا.. ومتمنيا لنا إقامة سعيدة في ربوع إيران واننا بين اخواننا وفي وطننا.. فشكرنا جلالته على حسن الضيافة والشعور الإسلامي الأخوي الذي لاقيناه أينما حللنا ورحلنا..
ثم دار الحديث بيننا في مختلف الأمور. وانتهزت هذه الفرصة لاجراء حديث صحفي سريع معه وبعد ان وافق على ذلك..
قلت له: أيريد جلالتكم ان أدونها واتركها عند أحد المسؤولين ولكنه اعترض وقال:
ان لاداعي لذلك وأفضل توجيه الأسئلة مباشرة.
فشكرت جلالته على تكرمه هذا وبدأت بالسؤال التالي:
* هل يتفضل جلالتكم بتوضيح موقف إيران من القضايا العربية وهل تؤيدون الحق العربي في فلسطين؟
وبهدوء تام ودونما أي تردد تكلم جلالته باللغة الانكليزية وبطلاقة تامة فقال:
- ان ايران المسلمة وقفت إلى جانب العرب منذ عام 1947م في هيئة الأمم المتحدة وفي جميع المجالات التي كان يمكن لايران ان تقوم بها... والعرب أصحاب حق في مطالبتهم باسترجاع فلسطين ونقول ذلك علانية وبدون مجاملة.
أقولها لك صريحة اننا في ايران مع العرب في كفاحهم من أجل الحق.
* كشمير قضية إسلامية وشعبها مضطهد، ويكافح من أجل حريته فهل تقف حكومة جلالتكم إلى جانب شعب كشمير في نضاله؟
- أيدنا القضية لأننا نؤمن بأنها قضية عادلة ومحقة بالإضافة إلى شعورنا الإسلامي الذي يدفعنا إلى الوقوف مع كل قضية إسلامية.
* العلاقات بين المملكة العربية السعودية وايران مرضية وتسير إلى الأحسن.. بقيادتكم الحكيمة وقيادة الفيصل الرشيدة.. فماهي الوسائل التي ترسخ دعائم هذه المودة والصداقة بين البلدين والشعبين؟
- البلدان مسلمان ويحتويان على ثروة طائلة، وعلينا ان نستغل هذه الثروة لكرامة الإنسان وتحريره من الجهل والفقر والمرض والأخذ بيده نحو مستقبل أفضل وان نرسخ دعائم الاستقرار السياسي والاقتصادي لكي نستطيع ان ننهض ببلادنا وتحقيق الازدهار والخير لأمتنا.. وعلينا ان ننمي هذه الصداقة والمودة مع مرور الزمن فديننا الإسلامي حافز كبير لجمع القلوب والسير سويا إلى الأمام والتعاون في جميع المجالات ولدينا من الامكانيات ما يساعدنا على تحقيق ذلك إلى جانب ما ذكر من موقع جغرافي ممتاز لكل من بلدينا وثروة جيدة نستطيع استغلالها في الصالح العام.. وانني لواثق ان ايران والمملكة العربية السعودية ستحققان ما تصبوان إليه من تقدم ورخاء.
* لمسنا أثناء تجولنا في البلاد التقدم الذي حققته حكومة جلالتكم فماهو مشروع السنوات الخمس، ومن أي مورد يصرف عليه؟
- مشروع السنوات الخمس خطة لتطوير البلاد صناعيا وزراعيا ونصرف 60% من دخل البترول على هذه المشاريع والبقية تذهب موزعة في الميزانية العامة.
وهنا انتهى الحديث مع جلالته وقبل ان يودعنا حملنا تحياته إلى جلالة أخيه الملك فيصل المعظم الذي يكن له كل حب واحترام وإلى الشعب العربي السعودي الذي يتمنى له مزيداً من الرقي والتقدم.
| 
