* الرس- أحمد الغفيلي:
رغم الجهود الكبيرة التي بذلها العديد من الشخصيات الرياضية الحريصة على الرياضة بمحافظة الرس لبلورة فكرة دمج الخلود والحزم في نادٍ واحد بهدف ضمان الاستفادة الكاملة من القدرات الإدارية والإمكانيات المادية والمواهب التي تبعثرت في أروقة الناديين فضلاً عن قلة الدعم المادي والشرفي وصعوبة الاعتماد الكلي في كلا الناديين على ما يملكانه من إمكانيات وقدرات للتطور وهو ما ترجمه التفوق المرحلي لأحدهما على الآخر والذي لا يلبث أن يعود لوضعه السابق إضافة إلى أن هذا التفوق إن وجد عادة ما يكون في مجال لا تتوفر فيه المنافسة كما هو حاصل في وضعية تنس الطاولة الخلودية وتواجدها لأكثر من عشر سنوات في الدوري الممتاز وبالمثل كرة اليد الحزماوية فيما تبقى أحوال كرة القدم في الناديين خاضعة لظروف معينة تحدد تفوق أحدهما وتراجع الآخر مع صعوبة الحفاظ على المكتسبات التي برهنها صعود قدم الخلود وعودتها السريعة للدرجة الثالثة وتفوق قدم الحزم وهبوطها في ظرف عامين قبل أن يصدر قرار استثنائي أتاح لقدم الحزم الاستمرارية لموسم آخر في دوري الدرجة الأولى.
ولعل الكثيرين ما زال أمل دمج الخلود والحزم لديهم قائماً يدفعهم لذلك ثقتهم بأن الخلود والحزم بوضعيتهما الحالية ما زالا غير قادرين على تأكيد قدرة شباب المحافظة على التواجد بصورة أفضل وبشكل إيجابي يسهم في إبراز القدرات والإمكانيات التي تزخر بها محافظة الرس.
وللوقوف على معوقات الدمج والتي يرى رئيس نادي الحزم عبدالله الشارخ في لقائه«بالجزيرة» يوم الجمعة الماضي تأييده للفكرة ويعلل عدم تنفيذها بإصرار الخلوديين على تغيير اسمي الناديين واختيار اسم جديد في حين يؤكد الشارخ رفض الحزماويين لذلك وإصرارهم على بقاء اسم الحزم مما عطل مشروع الدمج لرفض مسئولي الخلود الموافقة. ولإتاحة الفرصة للطرف الآخر الخلود التقت «الجزيرة» برئيس الخلود عبدالعزيز البطي والذي بدأ حديثه بالتأكيد بأن الخلود ومنذ طرح الفكرة موسم 1414هـ كان سباقاً للموافقة احتراما وتقديرا لعدد من الشخصيات المتبنية للفكرة وعرفاناً بدعمهم المتواصل للناديين وبالفعل سارع رئيس النادي السابق سليمان المزروع في جمع كبار الخلوديين والمساهمين في تأسيس النادي وتم مناقشة الدعوة الكريمة والتي نبعت من شخصية نسعد ونتشرف بأن يكون الخلود ومنسوبوه دائماً على موعد مع وقفات هي أساس بقائه واستمراريته ولذا كانت الموافقة فورية وتم تشكيل لجنة ثلاثية لحضور الاجتماع مكونة من الأساتذه سليمان المزروع وفهد الشلاح وحسين الشبعان وهم جميعاً من مؤسسي الخلود وكان طلبات الخلودين بمثابة حفظ وضمان لنجاح الدمج لا تخرج عن ضرورة استبعاد اسمي الخلود والحزم نهائياً مع اقتراح اسم نادي الرس الرياضي والالتزام بعدم استبداله مستقبلاً واختيار شعار جديد وأن يكون نصيب كلا الناديين بعد الدمج في مجلس الإدارة في الفترة التي تعقب الاتفاق متساوياً وكذلك في الجمعية العمومية التي لأعضائها الحق في الترشيح والتصويت والمشاركة مع ضمان عدم اتخاذ أي خطوة مستقبلية بعد الدمج تميز طرفا على آخر وتساويهم في الحقوق والواجبات.
وأضاف البطي بأن هذه الشروط والتي صاغها كبار الخلوديين وجدت الترحيب من راعي الفكرة واعتبرت منطقية تخدم الناديين على حد سواء وتدعم نجاح الدمج الا أن الإخوة الحزماويين ربما كانوا ينتظرون أن يوافق الخلوديون دون ضمان يحفظ لهم حق المشاركة تحت كيان جديد يلغي أي انتماء سابق لذا فالمنطق أن الحزماويين هم من وقفوا أمام صياغة بنود الدمج وإتمام الاتفاق مما أثمر عن التفريط بفرصة تاريخية لاستحداث ناد جديد يحمل اسم المحافظة ويكون بما يملكه الناديان من عناصر إدارية وفنية ووقفة جماهيرية ودعم شرفي قادراً على مقارعة الكبار.
وحول طرح الفكرة مؤخراً أوضح البطي بأن سعادة وكيل محافظة الرس الأستاذ خالد العساف تقدم مشكوراً باقتراح لبحث فكرة الدمج من جديد ودعا منسوبي الناديين للتباحث ودراسة الموضوع إيماناً منه بأن شباب المحافظة لديهم القدرة والإمكانية لإبراز اسم المحافظة في المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية متى تكاتف الجميع وبالفعل تم الاجتماع بين مندوبي الناديين الا أن الحزماويين بوجود عبدالله الشارخ وإبراهيم الضويان وسليمان الجربوع كممثلين عن الأشقاء في نادي الحزم أصروا على موقفهم وتمسكوا ببقاء اسم الحزم وهو ما نرفضه بتاتاً حيث إن هذا يأتي في نطاق السعي لضم الخلود للحزم وتجريد الخلوديين من حقوقهم واخفاء كيان نعتز به ونفختر بالانتماء إليه بنفس القدر الذي يعتز الحزماويون بناديهم وتمنى البطي لو أن الشارخ وعبر حديثه«للجزيرة» قال الحقيقة كاملة واعترف بأن الخلود لم يكن سبباً في إلغاء الفكرة وتحدث بأمانة عن من وقف في وجه بلورة فكرة الدمج.
وتساءل البطي فيما لو أصر الخلوديون على اختيار اسم ناديهم للنادي الجديد وكيف ستكون ردة فعل الحزماويين.
وفي ختام حديثه«للجزيرة» أوضح رئيس الخلود بأن الخلوديين ليسوا شغوفين بالدمج ولا يلهثون وراءه في ظل تعنت الحزماويين الا أن حرصهم على الاستجابة لرغبة شخصيات رياضية واجتماعية يحمل لها الخلوديون الكثير من التقدير ولها في نفوسنا مكانة خاصة جعلنا نوافق مع ثقتنا بأن الخلود برجاله وبشبابه وجماهيره قادر على أخذ مكانة مميزة بين كبار أندية المملكة متى توفر له منشأة خاصة وملاعب ومقر متكامل ودعم مادي بحجم ما يتحصل عليه أشقاؤنا الحزماويون وهو ما يعرفه الجميع في الخلود رغم ما واجهه من عقبات ومعوقات لا يجهلها الجميع وافتقاره لأبسط مقومات التطور من ملاعب صالحة للتدريب وندرة الدعم المادي بقي في طليعة أندية المنطقة وقدم خلال سنوات العديد من الكفاءات الإدارية والتدريبية واللاعبين الذين خدموا لسنوات المنتخبات الوطنية المختلفة مؤكداً أن المستقبل وحال تخلص الخلود من التزاماته المادية بعد صرف الإعانة السنوية المتأخرة لثلاثة مواسم سيظهر بالصورة التي عهدها الجميع وسيعود فارس الرس بجهود شبابه ودون الاستعانة بأي عناصر داعمة من خارج الرس لثقتنا بشباب المحافظة لوضعه الطبيعي متمنياً أن يكون التعاون بين الناديين الخلود والحزم قائماً فالخلود ظل يترجم هذا التعاون بمواقف لاينساها الحزماويون لعل آخرها أن ألعاب الحزم المختلفة القدم والطائرة واليد قائمة بفضل تواجد أبناء الخلود الذين فضلنا أن نوافق على انتقالهم لشقيقنا الحزم لتأكيد تعاوننا الدائم ولنجاح خططنا في بناء جيل جديد يخدم لسنوات طويلة.
|