الفضاء يزدحم بآلاف الوسائل الإعلامية التي تضخ يومياً ما لا يكاد يُحصى من الموادّ الإعلامية المتنوعة في مجالات الدين والسياسة والثقافة والفكر، والفنون والآداب، تضخُّ ذلك بشتى الطرق والأساليب الحديثة التي تقوم على الإغراء والجذْب للمشاهد حتى لو اصطدمت تلك الأساليب مع تعاليم الدين، وضوابط المجتمع، وثوابت القيم والمبادئ والأخلاق.
مظاهرُ تملأ الفضاء من التبرج والسفور، وبرامج الجدل الفارغة القائمة على إثارة الشبهات الدينية والفكرية، وإحداث البلبلة والاضطراب في مجالات السياسة والأنظمة، والإغراء الشهواني الجنسي الذي يفترس قلوب وعقول الأجيال المسلمة الناشئة من الذكور والإناث.
إنها التجارة الإعلامية الرخيصة التي تنظر إلى الكسب المادي فقط، ولا يعنيها أمر قيم الناس وأخلاقهم ومبادئهم.
أفلام مقززة، وغناءٌ ورقص، ومناقشات ومناوشات، في برامج التهريج والترويج، ولهجات هابطة ونساءٌ عاريات غير كاسيات مدربات على التمايل والرقص والكلمات الرخوة، وكسر العيون، وهز البطون، يقدمن البرامج «التافهة» المفتوحة بينهن وبين المتابعين عبر الهاتف، يتحدثن إلى الرجال بكلمات وأساليب لا تصلح في ميزان الأخلاق الفاضلة إلا أن تجري بين الزوج وزوجته في كنف بيت مستقر يقوم على الحلال.
ورجال ليسوا برجال، يتحدثون إلى المتابعات من النساء بكلماتٍ وأساليب لا تصلح أبداً إلا أن تقال لزوجة في كنف بيت يستظل بظلال الفضيلة وفق ما شرع الله.
إلى أن يتجه هذا العالم؟ وإلى أين تتجه هذه الأسر والبيوت التي تستقبل هذا الغثاء دون تفكير في عواقبه الوخيمة على الأسرة والمجتمع والأمة؟ كيف ترجو هذه البيوت صلاحاً لأبنائها وبناتها وهي تقول للشياطين أهلاً ومرحباً وسهلاً، وناقةً سَبَهْلا؟؟
والأدهى والأمرُّ في هذا السيل الجارف ما يلاحظه المتابع لهذا الغثاء الفضائي من كثافة الاتصالات بهذه المواد الإعلامية الرخيصة من قبل أبنائنا وبناتنا، حتى ليظن المتابع أن جميع الاتصالات في بعض البرامج تنحصر فيهم، وقد ذكر بعض الرَّاصدين لهذه الظاهرة أن المتصل السعودي لهذه البرامج يشكل النسبة الأعلى بين المتصلين.
هل هي ظاهرة طبيعية لا تستحق التوقُّف؟
لا شك أنها ظاهرة تستحق الدراسة الجادة الواعية الصريحة والتوقُّف الطويل، فلابدَّ من العمل الجادّ على إنقاذ المتَّصل السعودي من براثن الإعلام الهابط، ولابد من إحياء الشعور بالمسؤولية العظيمة لدى الجميع كباراً وصغاراً تجاه أبنائنا الذين تتلقى عقولهم المتفتحة آلاف الشبهات عبر القنوات يومياً، والذين تنصهر قلوبهم بآلاف المناظر الشهوانية والجنسية كلَّ يوم، ولابد من حماية الأسرة السعودية من التفكك والضياع حماية للمجتمع كله من الاضطراب.
إشارة:
بربّك كيف يرفعكم نكوصٌ عن التقوى وإحساسٌ بليدُ وكيف تُرى الفضيلة في بلادٍ إذا لم يَرْعَها عقلٌ رشيد |
|