* الرياض - عبدالعزيز الهويش:
بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية ومعالي مساعد وزير الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أقيمت مساء أمس ندوة علمية بعنوان (العلاقات السعودية البولندية) نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية بالتعاون مع السفارة البولندية وذلك بمؤسسة الملك فيصل الخيرية في الرياض بمناسبة مرور سبعين عاما على زيارة الملك فيصل الى وارسو عام 1351 ه الموافق 1932م وقد بدأت الندوة بكلمة لصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية.
وقال سموه «ان الحديث عن جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز لاينتهي .. فقد كان رحمه الله رحالة جوالة لم يكل ولم يمل من الذهاب الى أقصى المعمورة سعيا لرفعة شأن المسلمين ودعم قضاياهم حيث بدأ حياته مندوبا عن أبيه فى مؤتمر السلام الدولي الذي عقد في العاصمة الفرنسية عند نهاية الحرب العالمية الأولى وخلال شهر ونصف قبل استشهاده كان قد زار كلا من مصر وسوريا والأردن.. لولا وفاته - رحمه الله - لكان ترحاله سيأخذه الى أمريكا الجنوبية لزيارة كل من البرازيل والأرجنتين وفنزويلا».
وأضاف سموه يقول «لكن تجواله - رحمه الله - لم يقتصر على الدول الخارجية فلقد كان يعرف كل شبر في هذه البلاد المباركة.. وأذكر أنه عندما كان يرحل الى البر واذا كان ذلك بالطائرة فإنه كان يجلس الى جانب الطيار ليرشده الى مكان هبوط الطائرة وتفادي الأراضي الوعرة».
وأبرز سموه ما قدمه الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله من عطاء مميز للأمة العربية والاسلامية والعالم حتى وفاته - رحمه الله - داعيا الله ان يسكنه فسيح جناته.
ثم القى سفير جمهورية بولندا لدى المملكة السيد كشيشتوف بلومينسكي كلمة قال فيها:
ان الصور الفوتوغرافية القديمة الجميلة المعروضة في المركز دليل على حفاوة استقبال الملك «الأمير» فيصل بن عبدالعزيز في وارسو وهي تحمل ايضا رسالة ترحيب بالسعوديين القادمين الى بولندا بعد 70 عاما من فتح الطريق أمامهم الى هناك مشيراً الى ان اكتشاف هذه الصور مؤخرا في الأرشيف البولندي يؤكد قصة العلاقات البولندية السعودية التي عبرت فترة الحروب والكوارث الأيديولوجية والتجميد لكي تزدهر من جديد لمصلحة البلدين والشعبين.
وقال: إننا في بولندا نحتفظ ونقدر هذا الموقف النبيل للملك عبدالعزيز ونرد عليه بنفس الشعور. وأكدت ذلك في الفعاليات التي أقيمت في وارسو لاحياء ذكرى زيارة الملك فيصل.
واختتم بأن حكومة بولندا بكل الوضوح ترى في المملكة العربية السعودية شريكا مهما وسوف تبذل جميع الجهود للاستفادة من فرص التعاون المتاحة في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك بما فيها التجارة والأعمال حيث فتحت زيارة البعثة التجارية السعودية الى وارسو آفاقاً جديدة لها.
بعد ذلك القيت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية القاها معالي الدكتور نزار بن عبيد مدني عبر فيها عن اعتزاز سموه بهذه الندوة مبينا ان ارتباطات سموه المسبقة حالت دون حضوره افتتاحها.
وأوضح ان في تاريخ الأمم والشعوب وقفات مضيئة لا تزول من الذاكرة بمرور الزمن ولاتمحوها الأحداث المتعاقبة إما بسبب عظمة أبطالها أو بأهمية الحقبة التي نشأت فيها أو بتميز العلاقة بين أطرافها مبينا ان هذه المناسبة تجمع كل تلك الاعتبارات بشكل جعل منها مناسبة تستحق الاحتفاء وتسترعي الانتباه وتستدعي الذاكرة.
وأبان أن الزيارة التاريخية التي قام بها الملك فيصل رحمه الله الى بولندا قبل سبعين عاما تستحق أكثر من الاحتفاء بها كالتركيز عليها والتأمل فى مضامينها لما للزائر من مكانة عالية ومآثر عظيمة وللحقبة التاريخية التي تمت فيها من أهمية تاريخية خضع فيها العالم لمتغيرات جوهرية حددت معالمه وأثرت في نظامه الدولي وكذلك الى ما يحمله طرفا العلاقة من تراث عريق وما يمثلانه من أهمية في منطقتي الشرق الأوسط وأوروبا.
وعدّ سموه هذه الندوة والندوة المشابهة التي أقيمت في وارسو تجسيدا لمعاني الوفاء والتقدير للملك فيصل رحمه الله مبديا سموه تفاؤله بأن يمثل عقد هاتين الندوتين بذرة أساسية ودافعا قويا نحو المزيد من التواصل الفكري والثقافي بين البلدين ودعما للرغبة المشتركة في تطوير العلاقات بينهما في كافة المجالات.
بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة وقد حضر الندوة عدد كبير من الأكاديميين والمسؤولين.
الجدير بالزكر أن الأمير تركي الفيصل قام بزيارة خاصة الى بولندا الأسبوع الماضي، وذلك لحضور ندوة العلاقات السعودية البولندية التي نظمتها سفارة خادم الحرمين الشريفين في بولندا بالتعاون مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية،وانعقدت بمناسبة مرور سبعين عاما على زيارة أول مسؤول سعودي الى بولندا، وهو الملك فيصل - رحمه الله - «الأمير حينذاك» في عام 1932م، وقد شارك في أعمال هذه الندوة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي عضو مجلس الشورى الذي تحدث عن رحلة الملك فيصل الى بولندا، كما شارك في الندوة البروفيسور يانوش داينسشكي والبروفيسور بيجي زدانوفسكي، وقد افتتحت أعمال الندوة يوم الأربعاء 22 مايو بحضور وزير الخارجية البولندي.
وكان سمو الأمير تركي الفيصل قد ألقى يوم الخميس الماضي محاضرة في معهد العلاقات الدولية في وارسو عنوانها «وجهة نظر شخصية غير رسمية في قضية الشرق الأوسط» صرح بذلك صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن خالد نائب المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية.
|